بيان رقم (92) بخصوص مسودة الدستور
2005/09/21
(( فأما الزبد فيذهب جفاءً واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال ))
ابراءً للذمة ووفاء بالعهد الذي قطعه الحزب الاسلامي العراقي على نفسه أمام الله والأمة بالتمسك بالثوابت الشرعية والدفاع عن المصالح العليا للوطن ، نعلن للرأي العام داخل وخارج العراق رفضنا الكامل لمسودة الدستور المقترح واستنكارنا للطريقة التي تم التعامل بها مع مطالب واعتراضات القوى المغيبة والتي لم تعبر عن مواقف فئوية بقدر ما كانت تجسّد الموقف الاسلامي والوطني الذي شاركنا فيه كل العراقيين الشرفاء والغيورين على مصالح وطنهم .
لقد بذلنا كل جهد ممكن لإنجاح عملية كتابة الدستور وتحلينا بحسن النية وسعينا لإرساء قيم التوافق والحوار بين كافة المشاركين في لجنة كتابة مسودة الدستور وكنا نسعى للخروج بدستور يحفظ مصالح العراق ويؤكد وحدته من دون مساس بالثوابت الشرعية والوطنية ، بيد ان جهودنا لم تلقَ الاستجابة الكافية وأهدرت اعتراضاتنا وتحذيراتنا بطريقة تجانب الحرص على وحدة الموقف الوطني وتدع مجالاً للتخوف لما سيؤول اليه الوضع القانوني والسياسي في العراق ، ذلك ان النصوص المقترحة في مسودة الدستور تحمل تهديداً لوحدة الكيان الوطني وتلغي شخصية وانتماء شعبه ومواطنيه وتُبقي الطريق مفتوحاً لنهب ثروات العراق محلياً ودولياً فضلاً عن افتقارها الى معايير العدالة والتوازن .
ياأبناء العراق الغيارى لقد سلمت مسودة الدستور الى الامم المتحدة بعد اجراءات خالفت فيها الجمعية الوطنية الضوابط القانونية المعتبرة وخرجت عن اطار الشرعية التي تمكنها من اعتماد المسودة المقترحة او التصويت عليها ، ونحن من جانبنا بقدر ما نعلن فيه رفضنا لمسودة الدستور فإننا نهيب بالارادة الشعبية ممثلة بالقوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والافراد لممارسة حقهم في رفض تلك المسودة ، كما نبين احتفاظنا بحقنا في الطعن بالاجراءات غير القانونية التي مارستها الجمعية الوطنية في الوقت والظرف المناسبين وبرغبتنا وسعينا لتغيير مضامين الدستور وفق الاجراءات القانونية والشرعية .
والله الموفق في الأول والآخر وهو يهدي الى سواء السبيل
المكتب السياسي
17 شعبان 1426 هـ
20 / 9 / 2005 م
