بيان رقم (80) بصدد طلب الحكومة التمديد لبقاء قوات الاحتلال
2005/06/15
في الوقت الذي التقت فيه إرادة العراقيين بمختلف طوائفهم وأعراقهم على رفض الاحتلال والمطالبة بإنهاء تواجده على ارض الوطن ، فوجئ الرأي العام العراقي بطلب الحكومة العراقية من مجلس الأمن الدولي التمديد لعمل قوات الاحتلال في العراق مما يطيل من محنة الوطن ويديم الظلم الذي وقع على العراقيين والإهانة التي لحقت بهم دون مسوغ أو مبرر .
أن هذا الموقف الحكومي يتعارض بصورة تامة مع الرغبة الوطنية العارمة والموحدة بإزالة الاحتلال بأسرع وقت ممكن وتصفية كل آثاره والحكومة وهي تنفرد بهذا الموقف حيث تنئى بنفسها عن رغبة شعبها فأنها تتنكر لأغلى المطالب الوطنية وأكثرها إلحاحا والحكومة بفعلها هذا إنما تعزل نفسها وتعمق الشكوك بمدى جديتها وصدقها في استعادة السيادة وبناء العراق .
أننا في الوقت الذي نستنكر فيه هذا الإجراء ندعو إلى رحيل الاحتلال عن بلادنا ونطالبه بتحديد نهاية سريعة لوجوده ونحذر بأن بقائه جاثما على صدور العراقيين لن يؤدي سوى إلى مزيد من التصدي لـه وتصاعد الرفض بمشاريعه وخططه في بلادنا سواء أكان التعبير عن هذا الرفض يتم بالوسائل السياسية أو بالمقاومة الوطنية التي نشط بها العراقيون منذ بدء الاحتلال ولحد اليوم .
أننا ندرك تماما بأن مشروع الاحتلال قد فشل في العراق وعجز عن تحقيق أهدافه التي كان يطمح إليها وأن الغزاة هم في مأزق حقيقي اليوم وذلك بفضل بسالة العراقيين وتشبثهم باستقلال وطنهم وثباتهم على عقيدتهم ومبادئهم ونحن نطالب أولئك الذين تورطوا في الغزو والاحتلال أن يقروا بخطئهم وأن يحملوا قواتهم ويرحلوا عن بلادنا قبل أن تستفحل ورطتهم وتتفاقم حصيلة خطأهم ، وأننا نطالبهم بأن يعلنوا بوضوح رغبتهم في الجلاء عن بلادنا بصور كاملة وأن يتقنوا أن لا فرصة لهم البتة في إدارة شؤونه وتوجيه سياساته وبمعنى آخر فأن عليهم ألا يسعوا لتحقيق أهداف الاحتلال بالوسائل السياسية وبإقامة نفوذ لهم في هذا الوطن بعد رحيلهم أن عليهم الإقلاع عن حلم ترتيب البيت العراقي وفق حساباتهم أو تقرير ملامح المستقبل في هذا الوطن طبقا لرغباتهم لأن هذه مهام العراقيين واختصاصهم لوحدهم وهذا من حقهم .
وفي الوقت الذي تتزايد فيه المؤشرات والدلائل على تعمق ورطة المحتلين وعجزهم عن التعامل مع معطيات الوضع العراقي فأننا ندعو العراقيين إلى إظهار الوحدة ونبذ الخلافات والالتفاف حول الثوابت الوطنية كما نشيد بجهود أولئك الرجال الأبطال الذين افشلوا مشروع الاحتلال بصبرهم وثباتهم وجعلوا من وجوده على أرض وطننا أمرا باهظ الكلفة في النفس والمال.
أننا نطالب أبناء هذا الوطن بالاستعداد للاستحقاقات الوطنية القادمة ورفع مستوى الوعي والتوافق فيما بينهم والتعاون على معالجة العديد من القضايا الساخنة التي نشأت بسبب الاحتلال . وهم قادرون على ذلك بعون الله وقوته .
المكتب السياسي
7/ جمادي الأولى / 1426هـ
14/ حزيران / 2005
