بيان رقم (76) بصدد عمليات البرق
2005/05/30
يحرصُ الحزب الإسلامي أشدّ الحرص على تحقيق الأمن والسلام في العراق شريطة أن تتمتع الأجهزة الأمنية بالنزاهة والحيادية والروح الوطنية . وإن حزبنا لينظر بقلق إلى عملية ( البرق ) التي صرّح بها كلٌٌّ من وزير الداخلية ووزير الدفاع يوم الخميس 26 / 5 / 2005 . ويخشى أن تكون إمتداداً للممارسات السابقة التي قامت بها القوات الأمريكية ومن بعدها القوات العراقية والتي كانت - في تقديرنا- مفتقدةً للرؤية الاستراتيجية في كيفية التعامل مع الملف الأمني الشائك في العراق .
إننا دائماً نصرّ على إن الاستقرار الأمني لا يتحقق من خلال تصعيد الممارسات الأمنية والتي يترتب عليها إفرازات تتسم بالعنف وطلب الثأر . ويبقى المشروع السياسي الوطني الواضح والذي يتفادى قدر الإمكان التسويق لأجندات الدول الإقليمية أو أجندات المحتل ويتجاوب مع طموحات المواطن العراقي الذي يستحق أن يعيش على أرضه آمناً ويتمتع بكافة حقوق المواطنة والذي يريد أن يشعر يوماً ما بالثقة في حكومته وبإسنادها الحقيقي له بدلاً من العنف المتبادل وظهور حالات الفساد المالي وغير ذلك من السلبيات التي لا تزيد المواطن إلا إحباطاً وتؤثر سلباً على تفاعله مع الحكومة .
لقد اعتذر وزيرا الدفاع والداخلية بأن ما حصل من ممارسات بحق بعض المواطنين كان إمتداداً لتوجيهات الوزراء السابقين .
ولكي تظهر النيات الحسنة في هذه العملية الأخيرة فإنّ أمام الوزيرين تحدّياً كبيراً يكمن في حسن التعاطي مع هذا الملف الخطير ، ان سلامة الوطن مهمة ولكن كرامة المواطن مهمة أيضاً .
إنّ مستقبل العراق يُبنى على مدى الثقة بين الشعب والحكومة وعلى ثقة الشعب بسلامة العملية السياسية واستعداده للمشاركة فيها . وان واجب أجهزة الدولة أن تبني مثل هذه الثقة وهذا هو محكّ الإختبار .
المكتب السياسي
21 ربيع الثاني 1426 هـ
29 / 5 / 2005 م