بيان رقم (35) حول الاعتقالات و المداهمات في قضاء الصويرة
2004/08/03
لا شك ان ممارسات النظام السابق السيئة طبعت في النفوس صوراً مقيتة و مقززة طالت الكثير من شرائح المجتمع ، من اعتقالات و مداهمات و سجن و تعذيب و غير ذلك من وسائل البطش و الارهاب لكل من تسول له نفسه ان يقف في طريق مشاريعه أو رموزه .وحين سقط النظام بيد قوات الاحتلال التي ادعت انها جاءت لتحرير الشعب من ظلم صدام و لإعطاء الحرية الشخصية التي حرم منها العراقيون على مدى ثلاث عقود ..
صدّق كثير من الناس دعواهم هذه و تفاءلوا خيراً . لكن الواقع الذي نعيشه و نشهده من ممارسات قوات الاحتلال و مداهمتها و محاولة إذلالها للعراقيين جعلت الكثير لا يجدون اختلافاً بينهم و بين من سبقهم و نحن لا نجد غرابة في ذلك و لا سيما من الامريكان الذين عرفوا بالغطرسة و الظلم و البغي على شعوب العالم اجمع ، إلا اننا ننكر ان يصدر مثل هذا من ابناء جلدتنا الشرطة العراقية التي استبشرنا خيراً بعودتهم و ظهورهم في الشوارع و الساحات املاً منا ان يوفقوا لعودة الامن و الاستقرار في ربوع وطننا .
ومن هذا الدافع دعونا جميع العراقيين الى دعمهم و تأييدهم والأخذ على أيديهم و شجعنا الشباب الطيبين للأنخراط في صفوفهم وحرمنا إيذاءهم او استهدافهم . لكننا وللأسف الشديد فوجئنا بتصرفات قسم منهم متمثلة بمداهمة البيوت و ترويع العوائل الامنة واطلاق الرصاص على الابرياء دون سبب اومبرر , مقلدين بذلك طرق الاقتحام الخاطئة للمحتل الغازي والتي تمتهن كرامة الانسان ولا يقرها شرع ولا عرف ولا قانون ولا سيما ان 95% من هذه المداهمات جاءت نتيجة اخبار كاذبة و ملفقة . وحتى لو كانت حقيقية فإن القانون يحتم على الشرطة او على غيرهم استصدار امر من القاضي بالتفتيش او الاعتقال بدلاً من الطريقة الهمجية البربرية التي قامت بها مجموعة من افراد شرطة واسط و بتصرف من ظابط حاقد اشترك معه مجموعة من القتلة و اللصوص إذ داهموا يوم فجر الاربعاء الموافق 29/7/2004 و في الساعة الخامسة صباحاً بيت الشيخ محمود شهاب في منطقة الصويرة قرية اللج , يحدوهم الحقد والغلواء والتعصب الأعمى والمطامع الشخصية مما اضطر عشائر المنطقة الى ان تدافع عن ابنها والمنتسب إليها ، وقد تسبب هذا الهجوم الغاشم في استشهاد وجرح العديد من افراد عائلته وأسرهم لنجله وقتل جميع المواشي وتدمير الممتلكات وهدم داره بالكامل .ان هذه الممارسات الخاطئة من قبل أفراد الشرطة لا تعبر عن وجه العراق الحضاري الحر الذي نريد ان نبنيه بل انها تعيد الينا ممارسة النظام السابق بظلمه و بطشه بل حتى ازلام النظام السابق كانوا يصطحبون مختار المنطقة . ونحن ومن منطلق الحرص على نجاح الحكومة في مهامها عموماً ونجاح وزارة الداخلية خصوصاً ، نلتمس من السيد وزير الداخلية ان يضع حداً لمثل هذه الاجراءات غير المنطقية والتي تسهم في اثارة المشاعر و استفزاز الناس في وقت نحتاج فيه الى طمأنتهم وتأييدهم ، آملين ان لا تكون الشرطة اداة بيد الاحزاب و المنظمات لتحقق من خلالها مصالح واهدافاً و لو على حساب البلد و وحدته و استقراره .
المكتب السياسي
2/8/2004