بيان رقم (144) حول صرخات الاستغاثة في مؤتمر استانبول
2006/12/14
يستغرب البعض من صرخات الاستغاثة التي صدحت بها حناجر بعض المتحدثين أمس في مؤتمر نصرة الشعب العراقي الذي يتزامن مع المذابح التي تقوم بها الميليشيات الإرهابية بحق أهل الحرية وغيرهم . لقد وصف المتحدثون الحالَ في العراق بطريقةٍ شدّت انتباهَ الحاضرينَ في المؤتمر و المشاهدين له في سائر أنحاء العالم .
وإنَّ هذا التوصيفَ الشديد و الاستصراخَ لضمائر الشرفاء في أنحاء العالم له ما يفسَّرهُ ، وإلا فما الذي يحدو بأساتذة العلم و الدعوة في العراق و الذين اكتووا بنار الطائفية وهم لا يزالون مرابطين في أرضهم ، ما الذي يدعوهم إلى هذه الشدّة على الآخر ؟ أليس لأنَّ أصواتهم لا تسمع ؟ أليس لأن صيحاتهم ذهبت أدراج الرياح ؟
لقد تمادى الطائفيون في العراق واستدعَوا التاريخَ ليحاكموا به شعبهم ظلماً وعدواناً وحمّلوا أهل السنـّةِ ظلم الحكومات السابقة وأمعنوا في معاقبتهم قتلاً وتعذيباً وتهميشاً وتشريداً .
ولقد أعيتنا الحجج في نصيحتهم وفي المطالبة بحقوق المظلومين من أبناء السنة في العراق ولكن ما من مجيب .
وحين عزمنا الدخول في العملية السياسية و المشاركة في الحكومة فإننا تحملنا مسؤولية دماء شعبنا الذي انتخبنا فهل من المروءةِ أن ندع الشعب يذبح يومياً في مسلسل العنف والعنف المضاد ونحن لا نملك لهم حلاً ؟
وعلى ذلك فإذا أنكر بعض الناس على أساتذة العلم ما قالوا وما وصفوا أمس وأنكروا عليهم صرخات الاستغاثة فليسألوا أنفسهم اولاً ما الذي جعل الحليم حيران في ارض العراق ؟ أليس هو فشل الحكومة و تمادي من يقف وراءها ؟ إذاً فليراجعوا أنفسهم قبل فوات الأوان وقبل أن يتمزق البلد أو ينجرف إلى حرب أهلية لا سمح الله .
إن الحزب الإسلامي العراقي قد عاهد الله أن لا يكون سبباً في إيقاد الحرب الأهلية ، كما إننا في نفس الوقت لم نتوانَ ولن نتوانى عن نصرة كل مظلوم فرداً كان أو جماعة ً وفي الوقت نفسه نعاهد شعبنا ومن انتخبنا في جبهة التوافق أن نكون مدافعين مخلصين عن قضيتهم من خلال أدائنا السياسي الفاعل ونطالبهم بان يشدوا على أيدينا ويقفوا معنا في هذا الوقت العصيب من اجل هذا الوطن الجريح وشعبه الحبيب الغيور .. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .
المكتب السياسي
24 ذي القعدة 1427 هـ
14 / 12 / 2006