بيان رقم (134) حول نتائج وثيقة مكة
2006/10/21
( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
لقد وقّع جمهرة من علماء المسلمين من السنة و الشيعة ليلة أمس الجمعة 28 رمضان 1427هـ و الموافق 20 / تشرين الأول 2006 وثيقة للعهد وقّعوها و هم يطلّون من شرفة على بيت الله الحرام للكعبة المشرفة .
لقد تضمّنت الوثيقة فقرات تحرّم دماء المسلمين و غير المسلمين في العراق و تحرّم الاعتداء على بيوت الله و أماكن العبادة و تأمر برد المظالم و كف الأذى و وقف التهجير و إعادة المغصوب و الإفراج عن كل معتقل بريء فضلاً عن فقرات أخرى طيبة مباركة .
لقد كنّا نتمنى أن يشهد المؤتمر و يوقّع عليه ممثل رسمي للمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني لتكون الوثيقة أكثر إلزاماً لدى جماهير الشيعة المقلّدين له .
إن هذه الوثيقة هي بادرة و امتحان . بادرة طيبةً تفتح أبواب الأمل للعراقيين قيادات و جماهير كي يراجعوا أنفسهم و يؤوب المخطئ منهم إلى رشده ، و امتحان لمن بيده شي من الأمر و يستطيع ان يخمد بعضاً من النار كي يثبت إخلاصه و صدقه في الالتزام بما ورد في هذه الوثيقة .
إن الحزب الإسلامي العراقي يؤمن بان من في أيديهم أسباب القوة هم الأقدر على إنقاذ ما ورد من بنود في هذه الوثيقة و إن كنا سابقاً و لاحقاً مؤمنين بكل تفاصيلها و ملتزمين بها .
إن من لديه القدرة على وقف التهجير و لجم المليشيات و العصابات و إطلاق سراح الأبرياء و السيطرة على الحدود بمنع المتسليين من الدخول إلى العراق و الشروع في تفعيل هيئة التوازن الوطني و رد المظالم إلى أهلها هو الأقدر على تنفيذ بنود هذه الوثيقة .
إن الجماهير التي لم تتورط ابتداءً بأجندات القتل و الخطف و التعذيب و التهجير و التفخيخ و شتى أنواع الإيذاء بل تعامل بعضها مع هذه الجرائم بطريقة رد الفعل دفاعاً أو ثأراً و لسنا نعني طيفاً واحداً و إنما نعني كل الأطياف ، إن هذه الجماهير المظلومة التي لم تجد إنصافا حقيقياً لا من قوات الاحتلال و لا من القوات الحكومية قادرة تمام القدرة على كبح ردود الأفعال و لأنها بمجرد أن يرفع عنها الأذى و تُعامل بالإنصاف و ترد مظالمها سوف تؤوب إلى رشدها . إذاً ستكون الحكومة التي تملك الأجهزة التنفيذية فعلياً هي الأكثر شمولاً في امتحان الالتزام بوثيقة العهد و لا نعني بالأجهزة وزارتي الدفاع و الداخلية و العدل و ما يتعلق بها و حسب و إنما جميع الوزارات التي نستطيع أن توفّر خدمة للمواطنين من شانها أن تهدئ روعه و تعينه و تخفف من أعبائه .
لقد كان الحزب الإسلامي و ما يزال يتمتع بأعلى درجات الاحترام للدم العراقي و هي ميزة لا ندّعيها لأنفسنا و لو لم تكن لما قدمنا لحد الآن ألوف الشهداء من المنتسبين و المؤيدين لنا .
نحن نحترم الدم العراقي في حالتي القوة والضعف و نتمنى من جميع شركائنا أن يثقفوا جماهيرنا بفقه احترام الدم المعصوم .
كما أننا ننتظر من الحكومة و من المرجعيات و من جميع الأحزاب السياسية المؤثرة في الساحة ان تنشط في الحوار مع القوة الأجنبية و الإقليمية اللاعبة في الساحة العراقية حتى تصل معها إلى حل يوقف نزيف الدم العراقي الطاهر .
و إننا ننتظر من الحكومة و بفارغ الصبر أن تُشرِع فوراً بتفعيل هيئة التوازن و بإطلاق سراح الأبرياء و تسريع محاكمة السجناء و الكشف عن السجون السرية و لتعلم الحكومة أن شعبها شعب مسالم و أن النفوس ستهدأ حيث تُبنى جسور الثقة بين الحكومة و الشعب . نسأل الله تعالى أن يوفق جميع الذين وقّعوا الوثيقة و جميع الذين التزموهم و أيدوهم و باركوا هذه الوثيقة للالتزام بما ورد فيها و أن يتحقق الأمن على العراق عاجلاً غير آجل و الحمد لله رب العالمين .
المكتب السياسي
29 من رمضان
21 / 10 / 2006 م