بيان رقم (124) حول مرور ثلاثة اعوام على شن الحرب على العراق
2006/03/20
( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)
تمر الذكرى الثالثة للحرب الأمريكية- البريطانية على العراق . تلك الذكرى المؤلمة التي اختير فيها الاحتلال بديلا عن الاستبداد على امل النجاة من الظلم الذي وقع على العراقيين من قبل الأنظمة السابقة .
ولكنه وكما يقال ( تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ) . فلقد آل أمر العراق إلى ما نرى . وهاكم جملة من الملفات الساخنة في العراق :-
1. لم تستطع قوات الاحتلال القضاء على الاستبداد بل تحول المستبد الواحد إلى عدد من المستبدين . تلك الثقافة التي تحتاج إلى زمن لتغييرها .
2. حالة الفوضى التي يعيشها البلد فتحت شهية دول الجوار كي تتدخل تدخلا فاضحا في الشان الداخلي للعراق . وأصبحت الساحة العراقية ميداناً لتصفية حسابات وتدافع مصالح بين الدول على حساب العراقيين الثكالى.
3. الوضع الأمني أصبح غاية في السوء والعراقيون جميعا مستهدفون وفي أي لحظة .
4. ثقافة الكراهية والانتقام هي السائدة اليوم وليس ثقافة العفو والتسامح .
5. الخدمات على اختلافها غاية في التردي وكذا البنية التحتية .
6. هبوط البرامج السياسية لبعض الأحزاب وتحولها المؤسف من الهمّ الوطني إلى الهمّ الطائفي والفئوي .
7. سقوط عشرات الآلاف من العراقيين بين شهيد ومعوق ومعتقل ومخطوف ومعذب ، معظمهم من الأبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في الصراعات السياسية الجارية.
8. المحاصصة وتهميش الاخر وتسييس مؤسسات الدولة أمست نهج من يتقلد الوظيفة العامة .
9. تفريغ العراق من النخبة من الخبراء والأطباء والمهندسين والعلماء والمثقفين وغيرهم من الذين يعول عليهم إعادة بناء العراق.
10. شيوع الهدر في المال العام وانتشار ظاهرة الفساد الإداري . هذه بعض الملفات وغيرها كثير .
أن العراق بلد منكوب بكل المقاييس وهو ربما بات على اعتاب تداعيات كارثية ، لو لم تسعفه عناية الرحمن في القريب العاجل ، لهذه الأسباب تحفّظ الحزب الإسلامي العراقي ابتداءا على تغيير النظام بقوة التدخل الأجنبي وكان محقا في نظرته وتشخيصه لما قد يحصل .
لا شك ان غزو العراق كان درسا قاسيا ليس للذين راهنوا عليه بل للدول التي شاركت في الغزو على خلفية مزاعم ثبت كذبها وبطلانها ولكن من المؤسف والمحزن حقا أن العراق والعراقيون هم من يدفع الثمن. على اي حال هذه مناسبة للعمل وليست للانكفاء والحزن ، إن التاريخ يدرس لاستخلاص العبر وليس لاستنزاف الطاقات باللوعة والألم ، ولا زال أمام العراقيين فرصة حقيقية لانقاذ العراق مما هو فيه أو مما يخطط لـه من فوضى وحرب أهليه والنوايا الطيبة لا شك ضرورية ولكنها لا تكفي لوحدها . إن المطلوب هو أن تبقى المصلحة الوطنية المشتركة نصب العين وفي الوقت الراهن لا ينبغي أن يعلو خطاب فوق خطاب ( انقاذ العراق ) . وما ذلك على الله بعزيز
المكتب السياسي
20 صفر 1427هـ
20آذار 2006م