بيان رقم (119) حول ذكرى استشهاد سيدنا الحسين بن علي عليهما السلام
2006/02/10
تمر بنا اليوم ذكرى استشهاد سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي عليهما السلام وقد تزامنت هذه الذكرى مع تدهور الوضع الامني وانفلاته واستمرار نزيف الدم العراقي وتفشي الفساد وازدياد الظلم والبغي والطغيان مما يستدعي ان نقف طويلاً امام هذه الفاجعة التي هزت قلوب المسلمين وضمائرهم عبر التأريخ ولا زال صداها يؤلم كل قلب حي – لنستلهم منها الدروس والعبر ونستفيد في اصلاح واقعنا المر ومداواة جراحاتنا التي تنزف ولعل من اهم هذه الدروس :
1- ان آل البيت الاطهار من احرص الخلق على التبرأ من الظلم ورفضه لذا اصبح الحسين عليه السلام رمزاً فريداً في التصدي للظلم ولو كلفه ذلك دمه الطاهر ودماء آل بيته الطيبين .
2- لقد كان موقف الحسين عليه السلام خالصا لله سبحانه وتعالى لا طلباً لدنيا ولا استجابة لهوى ولم تكن ثورته المباركة مجرد استبدال ظلم بظلم ولا طغيان بطغيان وهذا درس بليغ لكل الثوار والمصلحين ينبغي ان يبقى نصب العين والله سبحانه وتعالى لم يصلح عمل المفسدين ، ولن يتقبل عملاً إلا ماكان خالصا لوجهه الكريم .
3- ان الامام الحسين عليه السلام كان ينوي التغيير من خلال السيطرة على مقاليد الحكم حتى يشيع العدل والمساواة ويعرض للناس اخلاق وسلوك بيت النبوة وصلاح شريعة الاسلام المتمثلة بالرحمة والشفقة بالمسلمين وبأهل الكتاب واقامة العدل وحقن الدماء والايثار ووحدة الكلمة وقد نذر روحه الطاهرة فداءً لدين الله وشريعته السمحاء لا لمجرد الهيمنة على الامور واقصاء الآخر والاستبداد والتسلط حاشاه .
4- ان سيدنا الحسين عليه السلام اعطانا درسا في العفاف والزهد والكرم لا مثيل لهما اذ انتقل الى جوار ربه ويداه زكية نقية من دماء المسلمين كما هي نظيفة من متاع الدنيا الزائل .
5- ومما نستفيده من درس استشهادة الامام الحسين عليه السلام كعراقيين ان نجعل من تعاطفنا مع قضيته ومحبتنا له وحزننا على مصابه قاسماً مشتركاً لوحدة الكلمة والصف وللوقوف بوجه الظلم والطغيان والفساد ولوقف نزيف الدم العراقي ولرفع المعاناة عن هذا الشعب الصابر الذي كثرت عليه المحن وتوالت عليه الاحزان وان لا نترك فرصة ولا مجالا لمن يريد ان يفرق الكلمة وان نأخذ على يد السفهاء ونعضد دور الحكماء ولا نكرر ظلم الطغاة وبطشهم وقد دعانا الله تعالى الى الاعتصام بحبله المتين ونهانا عن التفرق اذ قال جل وعلا :
((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ))(آل عمران:103) .
6- ومع سيل العبر والدروس التي لا تنتهي لا بد من كلمة أخيرة في هذه الذكرى العطرة هي ان نتخذ من صاحب الذكرى قدوة حسنة في الصدق والعبادة والشجاعة والكرم والمرؤة والنخوة والشهامة والرأفة وغيرها من الصفات التي استلهمها من جده عليه افضل الصلاة وأتم التسليم .
وفي الختام نسأل الله تعالى ان يرفع عن العراقيين جميعا الكرب الذي هم فيه وان يزيل عنهم الاحتلال البغيض ويوحد كلمتهم وان يحشرهم مع الامام الحسين عليه السلام ومع آل البيت الأطهار والصحابة الاخيار .
سلامٌ عليك ابا عبدالله يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا
المكتب السياسي
10محرم 1427 هـ
9/2/2006 م