اّيات الله في سقوط الطغاة..!!
بقلم : خميس النقيب
هناك اشخاص أرادوا أن يخلدوا ، ارادوا ان يعبدوا ، ارادوا ان يملكوا البطش والقهر ، وان يسترقوا الموت والحياة، ونسوا ان هذه صفات لاتنبغي الا لله ، لانه هوالإله الحق، الذي يخلق ويرزق، يمنع ويمنح، ينفع ويضر، يحي ويميت، يعز ويزل، لا إله غيره، تعنو له الوجوه، وتخشع له القلوب، وتتوجه له الأنفس، فلا تذل إلا له، ولا تستعن إلا به، ولا تتوجه إلا إليه، ولا تعمل إلا ابتغاء مرضاته، نسوا كل ذلك وارادوا ان يسطوا عل صفات الله وفوق ذلك ارادوا ان يورثوها ابناءهم وذويهم ، ليس افراد ولكن اسر ارادت ان ترث هذه الصفات ، وصفوا بالدكتاتورية أحيانًا، ونعتوا بالقبضة الحديدية أحايين لكنهم سقطوا وذهبوا وتلاشوا.. وجعل الله منهم اية وعظة وعبرة لكل سكان الارض ،الأمس واليوم وكل يوم... ولما سقطوا بالامس سقطوا افراد لكنهم اليوم سقطوا اسر بكاملها الوالد والابناء والزوجات ..!! لكن ارادة الله ان يمن الله علي الذين استضعفوا كما من علي موسي عليه السلام وقومه من قبل " ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " ( القصص: 5-6) ، مناظر بشعة ما كنا نود ان نراها نحن المسلمين لحاكم عربي مدون في هويته مسلم ، لكن الله اراد ذلك والله يفعل ما يريد، انهم اصروا علي الظلم والقتل والبطش ، ليعلم الله الجميع انه هو القادر القاهر، ليعلم سكان الارض انه القاهر فوق عباده فلا يمانع ، والامر بما يشاء فما يراجع ، والحاكم بما يريد فما يدافع ..!!
انها ايات بينات ما يرسلها الله الاتخويفا " وما نرسل بالايات الا تخويفا " ( الاسراء 5) ، انها عظات لمن اراد ان يتعظ ، انها تنبيهات لمن اراد ان ينتبه ، انها تخويف لمن اراد ان يخاف الله خلقه ورازقه ، انها عبرودروس لمن اراد ان يعتبر وياخذ العبرة والدرس من اسرة تونس ثم من اسرة مصر ثم من اسرة ليبيا ثم يتوالي سقوط الاسر الظالمة التي كانت حاكمة لتكتب في تاريخ الشعوب عناوين سوداء الامن رحم ربي وعصم ..!!...!! وهؤلاء المجرمون عبر الزمان والمكان والتاريخ مصائرهم فقط للعبرة والعظة .
النمروذ : ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)﴾ (البقرة).
الفرعون: " فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى (26)﴾ (النازعات).
القارون : ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)﴾ (القصص).
ماذا كانت النتيجة؟.. ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81)﴾ (القصص)
وهؤلاء اغتروا بقوتهم، واعتزوا بعتادهم، وتجبروا بعنادهم، واستكبروا بسلطانهم وجحدوا بآيات ربهم.. ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)﴾ (فصلت) ماذا كانت النتيجة؟.. ريح صرصر وعذاب اليم في الدنيا والأخزى من ذلك في الآخرة ﴿َفأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ (16)﴾ (فصلت).
5- واخرون يدعون الغفران ويبيعون الجنان: الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وراحوا يغفرون الخطايا ألم يعلموا أنه لا يغفر الذنوب إلا الله.. قال تعالى: ﴿وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ﴾ (آل عمران: من الآية 135)، يهبون القراريط في الجنة.. إن لم ينتهوا عن تعددهم، وان لم يقلعوا عن باطلهم فإن عذابًا أليمًا ينتظرهم.. ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)﴾ (المائدة).
الذي يغفر الذنوب هو الله القادر الغالب القاهر ﴿غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)﴾ (غافر)، والذي يورث الجنة هو الله: ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا (63)﴾ مريم)، والذي يخلق ويرزق ويحيي ويميت هو الله ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)﴾ (الروم).
أما المتألهون والمكذبون والمستكبرون والمجرمون لا يدخلون الجنةَ فكيف يهبون منها؟!! ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)﴾ (الأعراف).
والذين في عصورنا:... بن علي ( هارب ) .. مبارك ( مسجون ) ... القذافي ( مقتول ) .. المهم انهم جميعا ساقطون .. وفي الطريق كثيرون ... ...بعد ان تألهوا فعلاً وعملاً لا شكلاً أو قولاً..!! قالوا من خلال أعمالهم: مَن أشدُّ منا قوة؟!، وقالوا من خلال توجهاتهم: المنع والمنح، العز والذل بأيدينا!!، وقالوا من خلال بطاناتهم أرزاق البشر في جيوبنا!!... المواطن في سوريا يعذب لكي يسجد لصورة بشار ويضرب لكي يقول لا الاه الا بشار ... هذه موجودة علي اليوتيوب واذيعت علي بعض الفضائيات .. من عظم الاجرام قطعوا الكهرباء عن حضانات الاطفال فماتوا لا ندري اين نحن ؟ في غابة او في متاهة .. اين العرب ؟ اين الاحرار ، اين الثوار الابرار ... نحن معكم بقلوبنا وارواحنا وكلماتنا ايد واحدة حتي نقتلع هذا الغثاء وهذا الباطل والله معنا ولن يترنا اعمالنا ..!! بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ "( الأنبياء18 )...".فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ "( محمد35 )
أسسوا للاستبداد ونشروا الفساد، خربوا البلدان ومنعوا الأذان، وضعوا السدود ونقضوا العهود، غيروا المواثيق وأكلوا الحدود، حاربوا الأولياء ووالوا الأعداء..!! لكنهم ومَن سبقوهم سقطوا وسقطت حاشيتهم..!! منهم مَن سقط غرقًا، ومنهم من سقط شنقًا، ومنهم مَن سقط خسفًا، ومنهم مَن سقط رميًا، ومنهم مَن سقط حرقًا، ومنهم من سقط هربًا!!
لكن الباقون يرسمون بغبائهم طريق سقوطهم، ويجهزون بأفعالهم أين وكيف مصيرهم؟! إما أن يستفيقوا فيتعلموا الدرس من سابقيهم أو يكونوا عبرةً ومثلاً للاحقيهم...!!
اكتب هذا المقال بعد سقوط حاكم ليبيا في سرت وسقوط اسرته بين قتيل وجريح واسير بسبب ظلمهم للعباد واصرارهم علي العناد وتعمقهم في الفساد وتخريبهم للبلاد ، يتزامن كل ذلك مع موسم الحج ونحن نرمق من بعيد ونتعبد لله من قريب باعمال اسرة ابراهيم عليه السلام ... ابراهيم وهاجر واسماعيل عليهما وعلي نبينا افضل السلام واتم التسليم" وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ " (البقرة 129:127) ، كيف ضحوا بوقتهم وبانفسهم من اجل الله ثم من اجل الاسلام وسجل ذلك في القران نتعبد به الي يوم الدين " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ "(البقرة:158) ، اما هؤلاء الاسر المجرمة– ولا وجه للمقارنة – كيف ضحوا بالاسلام وبامة الاسلام من اجل انفسهم هم واسرهم هم وحياتهم هم...!!.
دور وقصور وخمور وغسيل اموال ثم ينصبون انفسهم ولاة الامور.. علي الباغي تدور الدوائر ، وعلي الظالم تغلق المعابر ، وعلي الطاغي تدعوا المنابر .. كل المنابر ..!! ﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).
اللهم ارزقنا حبك وحب مَن يحبك، وحب العمل الذي يُقرِّبنا إلى حبك، اللهم أظلنا بظلك يوم لا ظلَّ إلا ظلك، اللهم اجعلنا مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وصلَّى اللهم على سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين
المصدر
- مقال:اّيات الله في سقوط الطغاة..!!موقع:الشبكة الدعوية