المهندس خيرت الشاطر: بقلم أحمد الخطيب
بقلم : أحمد الخطيب
السنة الثالثة علي سجن خيرت الشاطر
مرت السنة الثالثة على سجن المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وأحد أخلص رجالات المعارضة فى مصر، بعدما كانت «المحكمة العسكرية» قد أدانته ومن معه ممن حصلوا على أحكام بالسجن فى القضية الشهيرة التى عرفت بميليشيات الأزهر.
والحقيقة أن الرجل فى مجمل القضية قد ظلم ظلماً شديداً، سيما أن القضاء المدنى المخول بمحاكمته وأمثاله من المدنيين إن جاز الاعتبار بأن هناك تهماً قد برأته ومن معه منها ثلاث مرات، بل إن أحد الأحكام طالب بالإفراج الفورى عنه ومن معه فى القضية الذين قبعوا تحت مغبة السجن الاحتياطى نحو عام ونصف العام إلى أن قضت المحكمة العسكرية فى أمرهم، حصل الشاطر فيها على حكم بالسجن سبع سنوات، وهو أمر لا تطيقه الجبال الرواسى.
فالرجل كل جريمته أنه ينتمى لمعسكر معارض للنظام، ومن الشرفاء الذين لم يلوثهم فى أى يوم من الأيام جرائم رجال الأعمال الذين تضعهم الدولة فوق الرؤوس الطالح قبل الصالح، وإعتبرته رجل أعمال يقوم على تمويل جماعة الأخوان الإرهابية التى تتكفل بالاف الأيتام والأرامل والمطلقات وذوى الحاجات!!
خيرت الشاطر رجل شريف
خيرت الشاطر لم ينهب مليماً واحداً من أى بنك.. ولم يهرب مليماً واحداً خارج بلده.. لم يقتل الآلاف فى عرض البحر ثم يخرج من قاعة كبار الزوار هارباً ويده ملوثة بالدماء.. لم يحصل على مليارات الأموال من البنوك ليسقع الأراضى ويصرفها على الفنانين والراقصات ولاعبى الكرة ثم يأخذ الباقى ليهرب إلى الخارج.. لم يتاجر فى الدم الملوث.. ولم يقتل مواطناً واحداً تحت أنقاض العمارات المليئة بالمخالفات.. خيرت الشاطر لم يكن من رجال الأعمال الفاسدين والمفسدين الذين نشروا الرذيلة فى المجتمع ولم يتاجر فى عرض البلد وعرض الناس.
كان الشاطر رجل أعمال مخلصاً بدأ من الصفر.. لم يقدم رشوة لأحد فى حياته.. لم يقترض من أى بنك أى مال.. كان رجلاً عصامياً بدأ من حيث يبدأ الشرفاء لا الذين سرقوا واحتكروا!
إننى أجد نفسى الآن مدافعاً عن هذا الرجل الذى أضحى سجنه عاراً على مصر كلها والحكومة والمعارضة على حد سواء.. عاراً على من يكتبون ليلاً ونهاراً من الراقصين والراقصات والداعرين والداعرات والسارقين والسارقات.. ليضعوهم فى مراتب الشرف المزيفة البالية.. أجد نفسى مدافعاً عن رجل أخذوه من بين أولاده وأحفاده ظلماً وغدراً وعدواناً.. من غير تهمة حقيقية سوى أن الرجل اختار طريقاً لخدمة وطنه بعيداً عن طريق الحزب الوطنى..
ذلك الحزب المنتفخ الذى نرى كل يوم كيف هو حال بعض المنتمين إليه.. من نائب قمار.. إلى نائب المحمول.. إلى نائب سميحة.. إلى نائب الدم الملوث الهارب.. إلى هشام طلعت.. إلى ممدوح إسماعيل.. إلخ..
والقائمة كبيرة وكثيرة لمن يريد أن يعد أو يحصى.. كل ذنب خيرت الشاطر أنه اختار أن يقف مع ما رآه الحق دون أن يخالف فى ذلك شريعة أو قانوناً.. دون أن يجرح أحداً.. أو يتهم أحداً.. أو يسرق أحداً.. أو يجنى على أحد.. اختار طريقه بما رآه عدلاً وشرفاً لا جسراً على مآرب ومصالح وعمولات وصفقات.
خيرت الشاطر في السجون عار علي مصر
إن رزوح الشاطر فى السجن ورزوح كل إنسان برىء داخل السجن لهو عار لمصر الوطن قبل أن يكون لمصر الحكومة.. لأن سجن رجل مظلوم وقهره وخطفه من بين أولاده وذويه لهو جريمة كبيرة يجب أن يحاسب عليها كل المسؤولين عن ذلك.. لاسيما أننا إذا أضفنا أن الرجل قد صودرت أمواله وممتلكاته ثم ثبت بعد ذلك أن ما صدر فى حقه من اتهامات بالغسيل وما إلى ذلك كلها تهم ثبت عدم صحتها وبراءته منها.
وإذا كان الشاطر قد حوكم أمام القضاء العسكرى الذى لا نشك لحظة فى ذمته وقدسيته فإن اعتراضى على أن الرجل ما كان يجب أن يحاكم أمام القضاء العسكرى وإنما أمام القاضى الطبيعى له بصفته رجلاً مدنياً.. وإذا علمنا أن قادة الجيش فى تركيا الذين اتهموا اتهامات صريحة بمحاولة الانقلاب على حكومة أردوجان وهم فى الخدمة العسكرية قد حاكمتهم الحكومة التركية أمام القضاء المدنى، فإن أبسط حقوق الشاطر علينا هو أن نقول لا لمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى، وعدم الزج بهذه المؤسسة العظيمة فى صراعات الحكومة السياسية، إننى فى الذكرى الثالثة لسجن خيرت الشاطر أطالب بالإفراج عن هذا الرجل وعودته إلى أهله وذويه، ذلك أن سجن هذا الرجل جريمة بكل المقاييس، أطالب الحكومة بأن تربأ عنها، لأن التاريخ لن يرحم مسؤولاً واحداً عن ظلم هذا الرجل
المصدر
- مقال:المهندس خيرت الشاطر: بقلم أحمد الخطيب موقع المهندس خيرت الشاطر