القرضاوي: زيارة العرب للقدس المحتلة تطبيع علني
03-03-2012
كتب- أسامة جابر
أكد العلاَّمة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن زيارة القدس بتأشيرة صهيونية تطبيع واضح، وذلك ردًّا على تصريحات محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية التي دعا فيها العرب إلى زيارة القدس المحتلة لدعم القضية الفلسطينية.
وأوضح القرضاوي، على صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك"، أن القدس لن تغيب عن باله واهتمامه ووجدانه، ودعا جميع مكونات الأمة إلى تبني دعم القدس ونصرتها في كلِّ المجالات والميادين، وضرورة تأسيس أوقاف يعود ريعها على القدس؛ لضمان استمرارية دعم المقدسيين الذين يهدف الاحتلال إلى اقتلاعهم من مدينتهم.
وقال: إن زيارة العرب والمسلمين للمدينة المقدسة ستصبُّ في مصلحة التطبيع، وستخفف الضغوط على الكيان الصهيوني، وستخدم الاقتصاد لصهيوني أكثر من خدمتها لاقتصاد أبناء القدس، عبر الإيحاء بأنها دولة منفتحة على الأديان الأخرى، وأن المدينة يجب أن تظل موحدة تحت سيادته.
وأكد أن أي زائر يلبي نداء عباس سيضطر للذهاب إلى السفارات الصهيونية للحصول على تأشيرة الدخول مقابل رسوم مالية والتخاطب مع المسئولين الصهاينة فيها، وهذا تطبيع واضح متسائلاً: ماذا لو قرر الفلسطينيون في مخيمات الشتات في لبنان والأردن والعراق ومصر التوجه إلى القدس المحتلة تلبيةً لنداء رئيسهم بأعداد كبيرة؛ فهل سيسمح لهم الاحتلال بتحقيق هذه الرغبة؟ وهل ستسمح لهم دول مجاورة مثل الأردن ومصر بالمرور عبر أراضيها؟!
وقال: إن الحكومات العربية تستطيع دعم صمود أهل القدس بطرق عديدة، لكنها لا تريد لأنها تخشى الغضب الأمريكي ولصهيوني معًا، متسائلاً: لماذا لا تقيم هذه الدول مشاريع اقتصادية في المدينة المقدسة؟!
من جانبه اعتبر مروان أبو راس نائب رئيس رابطة علماء فلسطين أن ما جاء على لسان محمود عباس في مؤتمر الدوحة من ضرورة زيارة المسلمين والمسيحيين لمدينة القدس باطل، وأن أدلته لا تنهض أبدًا للاستدلال، وإنما جيء بها لمزيد من الخدمة المجانية أو بالأجرة للاحتلال.
وقال أبو راس في بيان شرعي: "إن الدعوة التي ألحَّ عليها عباس، والتي استند إليها بأدلة شرعية عديدة تحمل في ثناياها ملاحظات متعددة، منها ما يثير الشبهة، ومنها ما يستوقف أولي الألباب، ومنها ما يدعو إلى العجب".
وعن قوله: "القدس تخصُّنا جميعًا ولن يستطيع أحد منعنا من الوصول إليها"، قال أبو راس: "نعم القدس تخصنا جميعًا، فماذا فعل عباس لحمايتها والدفاع عنها ومنع تهويدها؟!، وهل استخدم قواته الموجودة في الضفة الغربية لهذا الغرض أم أنه استعمل قواته لملاحقة المقاومة واعتقالها؟".
ورد أبو راس على استدلال عباس بزيارة السجين، وأنها ليست تطبيعًا بالقول: إن زيارة السجين من أهل فلسطين ليست تطبيعًا، وأما زيارة السجين من أناس من خارج فلسطين بأخذ تأشيرة من المحتل والاعتراف به فهو أمر خاضع لمدى الضرورة، وما يتعلق بصحة هذا السجين، ومدى تعرضه للخطر.
وأوضح أنه لا يصح الاستدلال بزيارة السجين، وزيارة الأقصى والقدس، والأصل أننا ندعو إلى تحريرها ومقاطعة المحتل لا أن ندعو إلى التطبيع معه والاعتراف به.