الداعية زينب مصطفى: واجبنا الحفاظ على الأبناء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الداعية زينب مصطفى: واجبنا الحفاظ على الأبناء

02-06-2005

- نحتاج إلى مزيدٍ من النضج والفهم الأعمق لطبيعة الدعوة

- الحفاظ على هوية الأبناء أهم التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة

- المرأة المسلمة تعاني نظرة الغرب للحجاب وغياب شبكة الدعم الاجتماعي

الدكتور كمال الهلباوى

الداعية الحاجةزينب مصطفى تفرَّغت للعمل الدعوي بعد حصولها على ليسانس الحقوق جامعة الإسكندرية ثم دبلوم الشريعة الإسلامية والتحقت بالعمل كمحامية بهيئة كهرباء مصر بمنطقة الإسكندرية في الفترة من 1974م إلى 1988م فلم تنقطع صلتها بالعمل الإسلامي بعد استقرارها في بريطانيا؛ حيث تعيش في لندن منذ أوائل التسعينيات مع زوجها الدكتور كمال الهلباوي ولديها أربعة أبناء وثلاث أحفاد.

سألتها عن أهم أنشطتها الدعوية فقالت بفضل الله أمارس عملي الدعوي التطوعي من خلال انتمائي إلى جمعية المرأة المسلمة منذ عام 1994م حتى الآن، وهي جمعية تهتم بالمرأة والطفل المسلم في بريطانيا والحفاظ على الهوية الإسلامية من خلال برامج تربوية وثقافية عديدة، وقد تولت رئاسة الجمعية في الفترة من 1996م حتى بداية عام 2001م، كذلك كنت عضوًا مؤسسًا في الرابطة الإسلامية ببريطانيا وعضو مجلس شورى الرابطة في الفترة من 1997م إلى 1999م.

وأسهم في العمل الدعوي من خلال الجمعية والرابطة خاصةً في المجال التربوي وأنشطته المختلفة، مثل المحاضرات والدورات والمؤتمرات واللقاءات التربوية والثقافية المختلفة.

  • ما الدور الاجتماعي فيما حققتيه بصفة عامة ودور الوالدين والنشأة بصفة خاصة؟
لأسرتي دور فاعل في توجيه اهتماماتي، فالوالدة حفظها الله كان- وما زال- عطاؤها نابضًا بالحب والرعاية، وكان تهيئة مناخ الاستقرار النفسي للأسرة، عاملاً هامًا في تدرجي في مسارات الحياة بكثير من السلاسة.
أما الوالد- رحمه الله- فربما كانت بصمته على نفسي وعقلي أعمق فقط لاحظ بفرحةٍ غامرةٍ حبي الشديد للقراءة منذ الصغر، ربما قبل أن أستطيع القراءة.
دعَّم الوالد- رحمه الله- شغفي بالقراءة بتوفير كافة الإمكانات المتاحة لديه لتنمية ذلك التوجه، وصاحب هداياه من الكتب هدايا من النصح الرقيق، والتوجيه الرفيق الراقي، ولا ولن أنسى نصيحة المعلمة لي وأنا في الرابعة عشر من عمري "إياك والكتاب الرخيص".
كان الوالد أيضًا توجيهه غير مباشر نحو دراسة القانون ربما كنت أفضل لنفسي آنذاك دراسة الفلسفة وعلم النفس، فقد ألمح الوالد أنَّ دراسة القانون ثقافة راقية، وقد أقبلتُ على دراسةِ القانون حتى أدخل الفرحةَ على قلب والدي، ومن فرط حبي واحترامي له، والحمد لله كان لدراسته أثر طيب وخير كثير في حياتي.
  • ما أهم إسهاماتك في مجال العمل الخيري التطوعي؟
بالنسبة للإسهام في الأعمال الخيرية والاجتماعية فمجالها جد متسع في بريطانيا، وهناك العديد من المؤسسات وأسهم في ذلك المجال من خلال المشاركة في بعض المشروعات الاجتماعية التي تقدم يد العون في مجال إيجاد علاج للمشكلات الاجتماعية المختلفة.
مثال ذلك مشروع بشري للزواج، والذي يشرف عليه دار الرعاية الإسلامية في لندن، وتتمثل مشاركتي في : مجال إسراء النصح لطالبيه، من أصحاب المشكلات المختلفة.
كذلك الإسهام في مجال الإرشاد النفسي لمساعدة أصحاب المشكلات لتفهم مشكلاتهم، ومن ثَمَّ السعي إلى إياد حل لها.
  • كيف تحققين التوازن بين مسئوليات أسرتك ومهام العمل الدعوي؟
بالنسبة لتحقيق التوازن بين مسئوليات الأسرة ومهام العمل الدعوي، فهي مسألة تتوقف أساسًا على توفيق الله تعالى: وهناك عدة عوامل أسهمت في تحقيق التوازن في حياتي منها:
ترتيب الأولويات، تدريب الأبناء منذ الصغر على الاعتماد على النفس، تنظيم الوقت، المشاركة في الأعمال الدعوية المناسبة لمراحلهم العمرية.
كذلك وضعت أسرتنا في صميم القلب والوجدان أنَّ العمل لله تعالى هو ركن أساسي من أركان حياتنا، تمامًا مثل الطعام والشراب والدراسة، ومن ثم ينشأ الأبناء على أنَّ لهم أدوارًا، ومهامًا متعددة في الحياة، فكانوا وما زالوا حفظهم الله خير عون في تحقيق ذلك التوازن.
  • كم عدد المسلمين في بريطانيا؟
يبلغ عدد المسلمين في بريطانيا 2 مليون مسلم، معظمهم من أصول أسيوية، نسبة ضئيلة من هذا العدد من المسلمين الإنجليز.
الحجاب
  • هل تتوقعين منع الحجاب في بريطانيا؟
لا أتوقع أن يصدر قانون في بريطانيا يمنع الحجاب، كما حدث في فرنسا؛ حيث إنَّ المجتمع البريطاني متعدد الثقافات، ويقوم على احترام خصوصية كل ثقافة، وهناك جاليات كبيرة ضاربة بجذورها في أعماق المجتمع البريطاني، كالجاليات من أصول أسيوية.
وتمارس المسلمات حريتهن في ارتداء الحجاب، حتى لو التحقن بالعمل لدى جهات رسمية، مثل المسلمات اللاتي يلتحقن بالعمل كجنديات في الشرطة أو البحرية البريطانية.
  • ما أهم مجالات العمل التطوعي المتاحة للمرأة المسلمة؟
مما لا شكَّ فيه أنَّ في الغرب منافذَ خير كثيرة للعمل الدعوي الإسلامي، والخيري لا يمكن إغفالها، لكن هناك في الجانب الآخر تحديات كثيرة وخطيرة معًا.
بالنسبة لي لعلَّ أصعب التحديات هي طغيان الروح المادية، التي تطبع الحياة والناس لها، وتمثل هذه الروح المادية ستارًا كثيفًا على النفوس والأرواح، كذلك تباعد المسافات بين مساكن أبناء الجالية المسلمة، والمساجد أو المركز الإسلامي، والحاجة إلى مزيدٍ من الأماكن لإقامة الأنشطة المختلفة، كما أن ضغوط الحياة وانشغال المسلمين في تدبير وسائل العيش يحول دون تحقيق الكثير من الأهداف التربوية بينهم.
ونحن بحاجةٍ إلى مزيد من الجهد في مجال ترجمة الكتب الإسلامية، خاصة تلك التي تحمل الفكر الوسطي المستنير مثل كتاب الشيخ الغزالي والدكتور القرضاوي.
وأخيرًا ربما أحتاج إلى جهودٍ مضاعفة إذا ما تعلق الأمر بالعمل بين غير الناطقين باللغة العربية حتى أستطيع إيضاح المعاني الإسلامية العظيمة على أصح وأنسب ما يكون.
  • ما أهم التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة المقيمة في بريطانيا؟
أهم التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة هي تربية الأبناء، وللجاليات المسلمة في بريطانيا وأوروبا بصفة عامة جهود حثيثة من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية، فلا تذوب الأجيال في خضم الحياة الغربية.
ولعل أبرز الجهود الآتي:
- مدارس تعليم اللغة ومبادئ الدين الإسلامي، وهي تُعرف بمدارس نهاية الأسبوع مراكز تحفيظ القرآن.
- بعض المدارس الإسلامية التي تتمتع بالدعم الكامل ماديًا والإشراف من قبل وزارة التعليم البريطانية.
- العديد من المدارس الإسلامية الخاصة.
- تبني منهج التعليم البريطاني تعريف الأديان والعقائد المختلفة والكائنة في المجتمع، وينتهي كثير من المسلمين، أفرادًا ومؤسسات فرص المناسبات الإسلامية للتعريف بالإسلام، وتعزيز صلة أبنائهم بالمناسبة.
- وهناك بعض الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية للشابات والفتيات، غير أنها لا تغطي كافة أبناء الجالية، وهناك حاجة من مخاطر تلك المرحلة من العمر، وأعتقد أنه كلما كان الاهتمام بالأطفال مبكرًا وعميقًا كان العمل معهم شبابًا أيسر.
  • ما أهم التحديات التي تواجه المرأة المسلمة بصفة خاصة؟
هناك بعض الضغوط التي قد تواجه المرأة الملتزمة منها ضعف التواصل الاجتماعي، غياب شبكة الدعم الاجتماعي، ودور الأسرة الكبيرة الممتدة التي نعهدها في بلادنا الإسلامية.
كذلك عبء المجتمع وضغوطه، فرغم أنه لا قيودَ على ارتداء الحجاب، إلا أنه كثيرًا ما ينظر إلى المرأة المحجبة نظرةَ استغراب.
قلق المراة المسلمة الدائم على أولادها، وعدم الاستقرار وضغط العمل الاقتصادي، وهموم الأمة وآلامها.
  • في رأيك ما دور المرأة تجاه أسرتها ومجتمعها؟
لقد قُتل بحثًا ذلك السؤال، ما دور المرأة تجاه مجتمعها وأسرتها، إنَّ المرأة هي صانعة الأجيال، وهي التي تثبت دعائم المجتمع ببناء الأسر الصالحة والحفاظ عليها.
المرأة المسلمة، خاصةً الداعية هي مفتاح للخير حيثما حلَّت، وكيفما قدَّر الله لا أن تكون في سلم المجتمع، معلمة، طبيبة مربية، فهي تتحرك على هدى من قوله تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ (البقرة: من الآية 148).
المرأة الداعية هي حارسة وحي السماء، تؤدي رسالتها في التعليم والتذكير والأمر بالمعرف والنهي عن المنكر بشروطه وآدابه، وترى أنَّ مجال دعوتها يشمل كل نواحي الحياة، ليس مقصورًا على دروس المساجد فقط، فمن مهام الداعية هي صياغة الحياة على هدى من وحي السماء ورسالة الإسلام.
  • هل نجح الدعاة في تحقيق التواصل مع المجتمع البريطاني؟
من المفترض أن يتواصل الدعاة إلى الله في الغرب رجالاً ونساءً مع قنوات التواصل المختلفة في المجتمع البريطاني، والتي تهتم بالتواصل مع المسلمين وغيرهم من الأقليات العرقية لتحقيق التجانس بين شرائح المجتمع.
ويتم التواصل عن طريق المشاركة في ندوات متخلفة وفعاليات تهم الإنسان مسلمًا كان أم غير مسلم وغني عن القول أن يتم ذلك مع الحفاظ على ثوابت وأسس خصوصيتنا كمسلمين.
  • هل المسلمة الإنجليزية الأصل أنجح في الدعوة من غيرها؟
من المفترض أن تكون المسلمة الإنجليزية أنجح في الدعوة باعتبارها أكثر فهمًا لطبيعة المجتمع، ولكون الدعوة في الغرب تعتمد كثيرًا على العمل المؤسسي الذي يجمع الجهود الفردية، فما زال أمام المؤسسات الدعوية التي تمثل معظم حمهورها من المسلمين الإنجليز ما زالت هذه المؤسسات تحتاج إلى مزيد من النضج والفهم الأعمق لطبيعة الدعوة حتى تخرج عن دائرتها الضيقة وتنفتح على شرائح المجتمع.
حقيقة هذه مهمة عظيمة، وتجربة تحتاج إلى مزيدٍ من الجهد والنضج، كتب الله لنا جميعًا التوفيق.
  • ما دور المركز الإسلامي تجاه المسلمين في بريطانيا؟
في بريطانيا العديد والعديد من المراكز الإسلامية، ولكل منها دور فاعل في تلبية حاجات الجالية المسلمة، وخدمة قضاياها، وحل مشاكلها، قد يختلف هذا الدور من مركز إلى آخر، ومن مسجدٍ إلى آخر، لكن لكل منها دوره وعطاؤه، وهذه المراكز تعتبر دورًا للعبادة، ومن أدوار المراكز:-
- مدارس ومراكز لتحفيظ القرآن.
- دروس لإحياء المناسبات الاجتماعية المختلفة.
- توخي الكتاب الإسلامي.
- تقوم بدور ثقافي في استضافة الندوات والمحاضرات.
- يتولى الأئمة في مختلف المراكز دورًا فاعلاً في إفتاء الجمهور في حل مشكلاتهم الشخصية.
  • ما المجالات التي يمكن للمرأة أن تساهم فيها؟
مجالات الأنشطة التي يمكن أن تساهم فيها المرأة المسلمة، هي كل مجالات الحياة انطلاقًا من دورها الخالد في رعاية الأسرة وتثبيت دعائمها إلى كافة مجالات العمل في شتى الآداب والعلوم والفنون، وكل ميسر لما خلق له، والله ولي التوفيق.

المصدر