الجماعة الإسلامية: لمصلحة من إزكاء الخلافات القومية والعرقية في لبنان
توقف المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان عند قرار وزير التربية القاضي بتعطيل المدارس في لبنان لمناسبة مئوية المجازر الأرمنية في تركيا، وتساءل: لمصلحة من إقحام العنصر القومي في مصطلحات وأدوات السياسة اللبنانية؟
هل يعي هذا الوزير أن لدى اللبنانيين، على اختلاف قومياتهم وطوائفهم ومذاهبهم وتاريخهم الذي ينتمون إليه، من الموروثات التي لو تم استحضارها من أعماق التاريخ لكانت كفيلة بتدمير النسيج الوطني اللبناني برمته؟
هل يدرك معاليه أنه كما يوجد في لبنان مواطنون من أصول أرمينية هناك أيضا مواطنون لبنانيون من أصول تركية؟
أي من القومية التي يتهمها الأرمن بارتكاب تلك المجازر؟
وهل يعلم معاليه أن في لبنان مواطنين لبنانيين من أصول ألبانية وكردية وشركسية ويونانية وكريتية وروسية...وإلى آخر اللائحة ممن دفعتهم بالغالب أعمال الإضطهاد الديني أو السياسي إلى هذه الأرض فأصبحوا مواطنين فيها؟
وهل يدرك معاليه أن هؤلاء جميعا قادرون على استذكار كل التاريخ الأسود الذي مورس بحقهم، وخاصة إذا توفر من يستثمر في مآسيهم تلك من أمثال صاحب المعالي؟
إننا اليوم نؤكد أن مصيبة لبنان ليست في تنوعه الطائفي أو القومي، فهذا التنوع موجود في الكثير من دول العالم، ولكن مصيبة لبنان الحقيقية هي في الطبقة السياسية الرديئة، التي لا تعرف من السياسة إلا الإستثمار الرخيص لمصالحها الضيقة والآنية ولو على حساب تدمير الوطن برمته.
إننا في الجماعة الإسلامية نعلن أننا ضد أي مجزرة ترتكب بحق المدنيين والأبرياء، أياً كان مرتكبها، نعلن أيضاً أننا ضد أي مستثمر في دماء الأبرياء لمصالح إنتخابية أو سياسية تتعارض مع مصلحة وحدة النسيج اللبناني وبناء وطن على أساس من العدالة والإخاء.
كما ونثمن في هذا الإطار موقف الحكومة التركية الداعي إلى إجراء بحث علمي وموضوعي في الأحداث التي هي موضع النزاع، وبفتحها للأرشيف العثماني أمام كل من يريد التوصل إلى الحقيقة بعيدا عن منطق الإستثمار والأحكام المسبقة، وندعو حكومتنا التي وافقت على مقترح وزير التربية، دون إدراك منها للنتائج السلبية المترتبة على هذا المقترح، أن تراجع نفسها وتدرك خطأها وتعمل كحكومة مصلحة وطنية وليس كحكومة محاصصة سياسية؟.
المصدر
- خبر:الجماعة الإسلامية: لمصلحة من إزكاء الخلافات القومية والعرقية في لبنانموقع: الجماعة الإسلامية فى لبنان