الانقلاب الكئيب والعيد الحقيقي !
منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح
قام الانقلاب العسكري الدموي في 3 يوليو الماضي علي إقرار اللصوصية كمنهج حياة ، والاستبداد كطريق حكم ، والغباء كأسلوب إدارة ، والكذب كوسيلة بقاء ، وفي سبيل ذلك اراق دماء ما يقرب من 7000 مصري مؤيد للشرعية الدستورية ، واعتقل اكثر من 12 ألف معتقلا سياسيا ، وجرح اكثر من 15 ألف مصريا ، فحول الأعياد الدينية والوطنية الي سرادق عزاء يرتدي فيها الوطن أوشحة الحداد حاملاً رايات الثأر .
فكانت من أهم إنجازات الانقلاب وقادته الارهابيين ، نشر الحزن في البلاد بسبب سياسيات القمع والافقار والاستبداد والابادة البشرية ، فيأتي عيد الفطر وخلفه مجزرتي فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة ، ويأتي عيد النصر في 6 أكتوبر ومعه رقصات دموية فاشية علي جثث اكثر من 60 شهيد رافضا للانقلاب ، ويأتي عيد الأضحي محملا معه مشاهد جديدة لجثث محروقة تعرف عليها اهلها بتحليل الحامض النووي ، وترقب لمعاناة مازالت مستمرة في المعتقلات ومجهول يقوده فاشي وفاشل ومجنون.
ورغم ذلك من حقنا أن نفرح باختيار الله لنا ضمن قطاع عريض ويزداد يوميا من ابناء الوطن في فريق الثورة ضد عصابة الانقلاب ، وصفوف الحق والحقيقة ضد شراذم الباطل والكذب ، وجند الشرعية والكرامة والديمقراطية المسالمين ضد مليشيات التزوير والاستعباد والديكتاتورية المسلحين .
من حقنا أن نفرح أن اصطفي الله عزوجل منا شهداء أبرار يشهدون لنا ويشفعون ، وابطال أحرار خلف اسوار الباطل يشهدون علي ظلم السيسي وعصابته ، ومنح بلادنا حرائر من فخر النساء في العالم يقدمن ارواحهن وجهدهن بكل فداء وثبات ، وأطفال عظام غيرهن مفاهيم العالم عن الطفولة التي نضجت مبكرا لتقود فاعليات الغضب من المدراس ، وشباب وشابات وفتية وفتايات يسطرون اروع ايات المجد والوطنية في مواجهة الطغيان .
حق لنا ان نفرح برزق الله عزوجل لثورتنا : قلوب تهوي الي فاعلياتها من كل فج عميق ، وكل حدب وصوب ، تبغي مواصلة المسير نحو الهدف الذي من أجله نشر الانقلابيون الحزن وسرقوا الفرحة ، وهو اسقاط الانقلاب العسكري الارهابي وعودة الشرعية الشرعية كاملة وتصحيح المسار الوطني للحفاظ علي الثورة المجيدة والوطن والارواح والمؤسسات.
فتحية كبيرة للرئيس الصامد في محبسه المجهول وتحية اجلال وتقدير لكل شهيد ضحي ولكل معتقل صمد ولكل أسرة مكلومة ثبتت ، ولكل متضرر ثار ، ولكل مخلص قدم أعلي درجات البذل والعطاء ، ولكل مبدع اجتهد وابتكر لتبقي جذوة الثورة مشتعلة ، وتعسا لكل عبد باع انسانيته في سوق النخاسة ، وأفسد علي الجيش دوره وعلي الشعب حياته وعلي الوطن مساره التقدمي الجديد النابض بثورة 25 يناير ، وعلي الديمقراطية طريقها الناشيء ، لصالح المخلوع حسني مبارك والذين خانوا معه ليبقي الحزن والظلام .
وإذا كان ينبغي لنا أن نفرح بأيام الله المباركات ، عبادة ودعاءا ، وثورة وثباتا ، فانه يجب أن نؤكد ان عيدنا الحقيقي هو يوم أن تتحقق الأهداف كاملة من ثورتنا المجيدة ، وتمتد اثارها للخارج ، فتضع مصر في المقدمة وتدحر كل اعداء العرب والمسلمين والانسانية.
وليس هذا العيد ببعيد ، فمتواليات الظلم والغباء والطغيان نذير نزع الملك والقوة والسلطان ، ومشاهد النصر تتوالي بأيدينا وايدي الانقلابيين في انتظار اكتمال الصورة لتكتمل معالم الفوز الكامل بحسم ثوري مفاجيء وخاطف ، والمفارقة أن قادة الانقلاب العسكري في مصر بدأوا كتاب الانقلابات من الفصل الأخير بفضل الله ، وهم في نهايته يدقون مسامير نعوشهم ، لنفرح يومئذ بوعد الله للقوم الصامدين في وجه المستبدين .
إن النصر قادم لا محالة ، وان شمس العيد الحقيقي قربت علي الشروق ، بعد فجر صعب وليل مظلم مليء بالظلم، وعلينا ان نواصل الجهد والجهاد والبذل والفداء ، قابضين علي العهد مع الله ثم الشهداء ورهائن الحرية والحقيقة ، حتي نسترد ثورتنا ونقتص لشهدائنا ونبني مجد بلادنا فتملأ الفرحة الربوع ونحتفل سوياً بالتقدم والنهوض، والله غالب علي امره ولكن الانقلابيون في غيهم يعمهون .
المصدر
- مقال:الانقلاب الكئيب والعيد الحقيقي !موقع:نافذة مصر