الإشراف التربوي واقع وآفاق ..(2)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإشراف التربوي واقع وآفاق ..(2)


بقلم : عماري جمال الدين

* تطور مفهوم الإشراف التربوي

- مرَّ مفهوم الإشراف التربوي بتطورات كثيرة ومتنوعة، حيث حددت وظيفته بالمراقبة الدورية على المدارس وهياكلها وأجهزتها ومديريها، ومعلميها ومدى تقدم المتعلمين من النواحي العلمية، ثم الحكم وما يتبع ذلك من اتخاذ قرارات بالثواب أو العقاب ،إلى أن أخذ الإشراف بالمفهوم الشامل للإشراف والذي يسعى لتحليل جميع العناصر المؤثرة في عمليتي التعليم والتعلم.

- ومن خلال تأملنا في الممارسات الإشرافية التقليدية نرصد كثيرا من الإيجابيات، وكذلك بعض السلبيات، فقد كان المفتشون يمارسون أعمالهم بالتفتيش على المعلمين من خلال الزيارات المفاجئة إلى الصفوف لمعرفة مدى تقيدهم بالتعليمات والأوامر التي تصدر إليهم، ومعرفة عيوبهم وأخطائهم من أجل محاسبتهم عليها، وكان للمفتش سلطة قوية تمكنه من نقل المعلمين وترقيتهم من عدمه، وكتابة التقارير بعزلهم، والهدف الأساسي للتفتيش كان مراقبة المدارس والمعلمين للتأكد من قيامهم بالتدريس الجيد، وكان المفتش غالبا ما يمارس عمله بكل تعال وجفوة وتسلط، فكان مجيئه للمعلم عملية مزعجة، وأصبح المعلمون يتزلفون إليه ليس حبا فيه بل خوفا من عقابه. فنتج عن ذلك سلبيات كثيرة منها :

- اهتمام المعلمين بإخفاء عيوبهم وأخطائهم خوفا من محاسبة المفتش.

- تعطل إبداع المعلمين حيث اهتموا باتباع التعليمات وعدم الخروج عليها.

- وجود علاقات متوترة وسيئة بين المفتشين والمعلمين.

- تنمي الخوف وعدم الثقة لدى المعلم.

- ولإبراز التطور الحاصل على مستوى التصور والممارسة إليكم هذا الجدول الذي يوضح ويبين الفارق بين نوعين من الممارسة الإشرافية :

* مقارنة بين الإشراف التقليدي والحديث

الإشراف التقليدي

1) يركز على الهفوات وتصيد الأخطاء.

2) إصدار الأحكام.

3) تقديم الوصفات الجاهزة.

4) مراقبة وتقويم إجمالي

5) له طابع فردي عمودي.

6) تركيز على عمل المعلم وشخصيته.

7) تهيب وتخوف وتحفظ.

8) مجرد منفذ للتعليمات.

9) تفتيش ومراقبة وتوجيه.

الإشراف الحديث

1) الإهتمام بنمو المعلم.

2) ملاحظة وتحليل وتشخيص العوائق.

3) مصاحبة المعلم في عملية التحليل الذاتي،وجعله منخرطا في عملية تحسين أدائه.

4) إشراك المعلم في التخطيط والملاحظة والتحليل والاقتراح والتقويم والعلاج.

5) له طابع جماعي تشاركي.

6) تركيز على تقويم الموقف الصفي.

7) ثقة واحترام متبادل، وتواصل مفتوح، وعلاقة حميمية.

8) تقدير شخصية المعلم،واعتباره شريكا أساسيا.

9) مرافقة وتنسيق وتعاون .

* وعليه فالإشراف التربوي:

- إشراف وليس تفتيش.

- مرافقة وليس مراقبة.

- مشاركة وليس سيطرة.

- دعم وليس تحطيم.

- مساندة وليس تجريد.

- تطوير وليس تتبع عثرات.

* ملاحظة:

إن الانتقال والتحول من منطق التفتيش، إلى منطق الإشراف التربوي، ومن دور المراقب إلى دور المدرب والمرشد والقدوة والباحث، لهو أكثر من ضروري لإحراز إيجابيات أخرى، ولتحقيق إنجازات أكبر، على ساحات العمل التربوي. إن المراجعة، وإعادة ترتيب الأوراق والقناعات، لتحسين الأداء الإشرافي وتطويره، أمر مهم للغاية وللجميع، وإلا فإن عجلة التجديد لا تتوقف أبدا.

* خصائص ومميزات الإشراف التربوي:

- عملية استشارية:

تقوم على احترام رأي كل من المعلم والطالب، وتهدف إلى تهيئة فرص تعليمية متكاملة، وتشجع على الابتكار والإبداع من ناحية، والمشاركة في صنع واتخاذ القرارات من ناحية أخرى.

- عملية منظمة:

تعتمد على التخطيط أساسا لها.

- عملية قيادية:

تتمثل في القدرة على التأثير في المعلمين والمديرين والتلاميذ، وغيرهم ممن له علاقة بالعملية التعليمية، لتنسيق جهودهم من أجل الارتقاء بهم .

- عملية تعاونية:

حيث يتعاون كل من المشرف ومدير المدرسة والمعلم والولي والمسئول وحتى الحارس ولما لا، لإنجاح العملية التربوية والتعليمية .

المصدر