الإخوان والناصري: مصلحة الوطن فوق الاختلافات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان والناصري: مصلحة الوطن فوق الاختلافات


وفد الإخوان خلال اللقاء مع قيادات الحزب الناصري

(04-04-2010)

كتب-خالد عفيفي

- د. محمد مرسي: اللقاءات مستمرة وستؤتي ثمارها قريبًا

- أحمد الجمال: "حظر" الإخوان لعبة غير مقبولة من النظام

التقى وفد الإخوان المسلمين برئاسة الدكتور محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي للجماعة بقيادات الحزب العربي الناصري، بمقر الحزب بعد ظهر اليوم؛ في إطار التنسيق بين الإخوان والأحزاب والقوى السياسية؛ للخروج بمصر من الحالة الراهنة.

واتفق الطرفان- في اللقاء الذي امتدَّ لأكثر من ساعتين- على ضرورة تغليب المصلحة العليا للوطن على الاختلافات الفكرية؛ لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه، متعهِّدين بعدم السماح لأي طرفٍ كان أن يشقَّ صف الجماعة الوطنية المصرية تحت أي مسمى من المسميات.

وضمَّ وفد الإخوان أيضًا كلاًّ من الدكتور أحمد دياب الأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، والمهندس علي عبد الفتاح القيادي بالجماعة، فيما شمل وفد الحزب الناصري بجانب الجمال كلاًّ من: د. محمد أبو العلا نائب رئيس الحزب، ومحسن عطية أمين التنظيم، وتوحيد البنهاوي الأمين العام المساعد، ود. محمد سيد أحمد، وأحمد عبد الحفيظ عضوَي المكتب السياسي.

وقال الدكتور محمد مرسي- خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء-: إن همَّ الوطن ونقاط الاتفاق بين الطرفين أهمُّ وأكثرُ من التنازع على الاختلافات، مشيرًا إلى أن اللقاء أظهر الاتفاق على ضرورة إجراء تعديلات دستورية حقيقية، تحقِّق مصلحة الوطن العليا وتوجد نهضةً وتنميةً تتبوأ مصر بهما مكانها المناسب واللائق بين الأمم.

وأكد أن جماعة الإخوان ومرجعيتها الإسلامية تؤمن بالدستور والقانون وتحرص على احترامهما، وعلى أن يكون حقُّ المواطن مكفولاً للجميع في مصر التي تسع المسلمين وغير المسلمين، موضحًا أن هذه الأسس والمبادئ تنبع من القرآن الكريم.

وأضاف د. مرسي أن اللقاءات بين الجانبين مستمرةٌ، ويعوَّل عليها نتائج طيبة في المستقبل القريب، مشددًا على رفض الطرفين فساد الحكومة والنظام واستبدادهما، والسعي إلى أن يحصل الناس على حقوقهم وحرياتهم بالوسائل السلمية والدستورية.

وردًّا على سؤال حول التنسيق بين الإخوان والحزب الناصري في الانتخابات البرلمانية، قال د. مرسي:

"لا نريد أن نقلل من حجم الحركة الوطنية العامة والتواصل بين القوى الوطنية والحركات الشعبية؛ لتصبح مجرد تنسيق في الانتخابات"، مضيفًا أن الحركة الوطنية بلغت من الرشد والوعي الذي يجعلها عصيَّةً على أحد أن يُحدث في صفِّها شرخًا أو انقسامًا.

وأوضح أن الانتخابات جزءٌ من كلٍّ في إطار السعي نحو الإصلاح السياسي، مضيفًا أن وقف العمل بقانون الطوارئ مطلبٌ شعبيٌّ لا يختلف عليه أحد من أبناء مصر الشرفاء، وأشار إلى أن الخطوات المقبلة ستكون لها آلياتٌ محددةٌ تكون مقبولةً من الأطراف المعنية ويتم إعلانها في وقتها.

وأكد د. مرسي أن مصطلح "الحزب الديني" غير صحيح، وكلمة غربية، جاءتنا من العصور الوسطى، ولا تنطبق على الإسلام، مشددًا على أن الإسلام يدعو إلى الدولة المدنية، وبالتالي فإن الإخوان لا يريدون حزبًا دينيًّا، وإنما يريدون حزبًا مدنيًّا بآليات الدستور والقانون على أساس المواطنة وليس التمييز.

وفي ردِّه على ما أُثير حول تصريحات بعض قيادات حزب التجمع بعد اللقاء الذي جمعهم بوفد الإخوان، قال د. مرسي:

إن الجماعة تتعامل مع الأحزاب بصفتها مؤسساتٍ دستوريةً يعتدُّ برأيها أكثر من الآراء الفردية لبعض الأشخاص، فضلاً عن كون تلك التصريحات إعلامية لا نعرف مدى دقتها، مؤكدًا أن الإخوان يرون خيرًا كثيرًا في جميع الأحزاب والحركات، ولكنهم حريصون على التحدث في المتفق عليه وتنحية الخلافات جانبًا.

وأضاف أن دخول الانتخابات العامة قرارٌ إستراتيجيٌّ ثابتٌ ومستمرٌّ، ولكن قرار الحدث مرتبط بالحدث نفسه، وقال: "وسيلتنا الفعَّالة في العمل السياسي والشعبي هو دخول الانتخابات باستمرار".

وذكَّر د. مرسي بالتنسيق الذي تمَّ بين الأحزاب والقوى السياسية في انتخابات مجلس الشعب عام 2005م، والاجتماع الذي عُقد بمقر حزب الوفد وحضره 25 شخصيةً تمثل 25 حزبًا وقوى سياسية، مشيرًا إلى أن الإخوان لم يرشحوا أحدًا ضد ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري في دائرة فارسكور بدمياط.

من جانبه قال أحمد الجمال نائب رئيس الحزب الناصري وأمين الإعلام- خلال المؤتمر الصحفي-: إن اللقاء انطلق من أرضية ثابتة، وهي أن الوطن تُحيط به أخطار داخلية وخارجية؛ الأمر الذي يستلزم الانطلاق من نقاط الاتفاق المشتركة، والابتعاد عن التناقضات الثانوية أو الرئيسية بين القوى السياسية والوطنية.

وقال الجمال:

"لا نقف كثيرًا أمام ما جرى من أحداث بين الطرفين، ولكن نستفيد منها، فنحن معًا ضد العدو الصهيوني والهيمنة الأمريكية والغربية ومخططات تقسيم المنطقة العربية، ومعًا من أجل الإصلاح الدستوري، ورفع حالة الطوارئ، وحياة حرة وكريمة للمواطن".

وانتقد الجمال الصحف التي قالت إن الإخوان جماعة "محظورة"، تسعى لإضفاء الشرعية من خلال لقاءات الأحزاب، مؤكدًا أن تلك الأكاذيب لعبة من جانب النظام؛ لأن الإخوان موجودون بقوةٍ في الجامعات وفي البرلمان، وأجرَوا انتخابات مكتب الإرشاد على رءوس الأشهاد بشكل علني.

ولم يستبعد إمكانية التنسيق بين الجانبين في الانتخابات البرلمانية، إلا أنه أكد أن اللقاء لم يتطرق إلى تفاصيل إجرائية للانتخابات، وقال إن الطرفين لديهما القدرة على التفاهم فيما يتعلق بأية مشكلةٍ قد تواجههما.

واستنكر الجمال سؤال أحد الصحفيين حينما قال إنه "تمثيل غير قويٍّ" من الإخوان والحزب الناصري في اللقاء، مؤكدًا أن وفد الإخوان لا يقل عن فضيلة المرشد، ووفد الناصري من كبار القيادات في الحزب، وأضاف أن التعامل يتم على مستوى المؤسسات وليس الأفراد.

المصدر