الإخوان المسلمون من المحنة للإنطلاقة (فترة حكم السادات)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون من المحنة للإنطلاقة (فترة حكم السادات)


المقدمة

كيف خرج الإخوان مع محنة عشرين عام من حكم عبد الناصر ؟

وكيف تعاملوا كذلك مع انفراجة عهد السادات ؟

هل تراجع الإخوان وسقط مشروعهم ؟

هل اكتفى الإخوان بـ (المظلومية) دون جهد حقيقى على الأرض ؟

هل صار الإخوان لقمة سائغة لغدر الخصوم، ام تجاوزوا المحنة ؟

وهل كانت هناك صفقة بين الإخوان وبين السادات لصالح الأخير ؟

هذه الأسئلة وغيرها ، نجد بعضا من الإجابة عنها في ذلك البحث .

حصاد سنوات عبد الناصر

انفرد عبد الناصر بحكم البلاد ، بعدما تمكن من الإطاحة بالجميع ، حتى بزملاءه من الضباط الأحرار ، ولم يتبقى سوى عبد الحكيم عامر الذى نازعه السيطرة على البلاد حتى هزيمة 1967 والتى اطاحت بالاثنين معاً !

فكان الحصاد هشيما:

  1. ماتت السياسة: فقد اغلق عبد الناصر المجال العام تماما ، فلا أحزاب او صحافة حزبية ، ولا رأى اخر او حرية ، ولا صوت يعلو على صوته ، فهو الدولة وهو القانون ... فصار جميع الفرقاء السياسيين امام خيارات كلها صعبة ..
  2. فتعددت الخيارات امام السياسيين: فإما الخضوع لعبد الناصر وحكمه ، وحينذاك سيكونون من المرضى عنهم ، ولهم حصة من الكعكة .. وكان هذا خيار اليسار بعد تردد من الشيوعيين .. وإما الانسحاب من الحياة السياسية تماما ، وان كان الثمن ترك الشعب للتضليل والخداع ، نتيجة تخلى نخبة الفكر والرأى عن الشعب ، وكان هذا خيار نخبة الليبرالية .. وإما مواجهة عبد الناصر ، وعدم السير في ركابه ، مما يعنى سنوات طويلة من السجن والاعتقال ، وتشويه السمعة وتحطيم السيرة ، وكان هذا خيار الإخوان المسلمين ..
  3. وجاءت نتيجة الخيارات بعد عشرين عام: تُعد هزيمة 1967 خط فاصل في حياة الجميع السياسية ، بما فيهم عبد الناصر نفسه ، فانهار مشروع عبد الناصر امام عينيه ، وخرج اليسار ملوثا – في نظر الناس – بنتائج مماراسات عبد الناصر القمعية وفشله في إدارة البلاد .. وحدهم الإخوان المسلمون خرجوا من تلك الفترة ، وامامهم فرصة البداية من جديد ، مما كان له اثر في مستقبل الجماعة على غير ما خطط عبد الناصر ، بل اثر في مستقبل مصر كلها .. فتحولت قطاعات كبيرة من الشعب خاصة من جيل الشباب من تأييد عبد الناصر ومشروعه الى البحث عن بديل اخر ، وكان هذا البديل هو التيار الاسلامى وتحديدا الإخوان المسلمين ، وبرز من هؤلاء من صار قادة لحراك اسلامى واسع ، منهم عبد المنعم أبو الفتوح وخيرت الشاطر ورفاعى طه وغيرهم ...

معركة البناء .. بين صمود الداخل ونفوذ الخارج

نتيجة للضربة الشديدة التي وجهها عبد الناصر للإخوان المسلمين ، توزع الإخوان المسلمون ما بين اخوان السجون في الداخل ، واخوان المنافى في الخارج ، وصار امامهم تحديات تشويه السمعة ، وهشاشة مناعة المصريين امام زيف عبد الناصر وتغول اجهزته ، وتشوه وعى المصريين بحقيقة ما حدث ..

اخوان الخارج .. يكسبون معركة بناء النفوذ

استطاع الإخوان المسلمون فى السعودية - منتصف السبعينات – ان يكونوا جزءاً من نهضة واسعة في المملكة بقيادة الملك فيصل ، كان من نتائجها استيعاب المملكة لمئات الآلاف من الكوادر المؤهلة والمتخصصة في كل المجالات العلمية والصحية والهندسية والإعلامية

وهو ما تنبّه له الإخوان جيدًا ، فعمدوا إلى إرسال أعداد كبيرة من كوادرهم المؤهلة في تلك المجالات ، وعلى رأسها التربوية والتعليمية ، فتكونت المحاضن التربوية فى المدارس والمعاهد والجامعات ، وشارك الإخوان فى تأليف المناهج الدراسية بالمملكة ، وبرز في هذا المجال مناع القطان ومحمد قطب وغيرهما.

يقول الدكتور عبدالله النفيسي في كتابه (الفكر الحركي للتيارات الإسلامية)

إن المرشد الثالث لجماعة الإخوان حسن الهضيبي انتهز فرصة الحج عام 1973 ، فعقد أول اجتماع موسع لـلإخوان في مكة المكرمة وكان هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ محنة 1954 ، فجاء الإخوان من الخليج والجزيرة العربية وأوروبا وأمريكا ، لتتشكل منهم نواة التنظيم الجديدة .

اغراءات .. صمد لها الإخوان

واكثر مايلفت النظر في مسيرة الإخوان المسلمين ، بعد حكم عبد الناصر ، تلك الاغراءت التي تعرضوا لها ، والتي كان من الممكن ان تنحرف بهم وبمشروعهم أيما انحراف .. فكان ثباتهم امامها نجاحا آخر يضاف الى نجاحاتهم ..

نقل مؤرخ الإخوان محمد عبدالحليم حامد عن التلمساني في كتابه "مواقف من حياة المرشدين"، قوله

"طلبت المملكة العربية السعودية مني عن طريق المرحوم عمر نصيف أن أعمل قاضيا بنجد لما تعرفه عن جدي رحمه الله وصلته بالمذهب الوهابي ، فاعتذرت لأني لا أفضل على مصر مكانا أقيم فيه ، أو أعمل به مهما لاقيت فيها من عنت"

وكان التلمساني قد كشف في كتابه "ذكريات لا مذكرات" عن جوانب خفية من علاقاته بالمملكة العربية السعودية، ومن ذلك قوله ومرة كنت أؤدي فريضة الحج وفي جدة قابلني الأخ (م.ص) وما يزال حيا أطال الله في حياته

وقال:

"إن كبيرا يريد مقابلتي ليس من الأسرة السعودية وإن كان له بها صلة ، فرحبت مؤملا في خير للدعوة ، وتحدد الميعاد وذهبت قبل الميعاد بخمس دقائق ، وهي عادتي في كل مواعيدي" ..

ويضيف

"حل الميعاد واستدعى الكبير سكرتيره ودعاني للدخول فوجدت أحد أبناء المرحوم الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود موجودا معه… وجلس الكبير يتحدث عن الدعوة الإسلامية ثم عرج على (مجلة الدعوة) وكانت لم تصدر بعد ، وقال إنه يريد تدعيمها
فأدركت هدفه وقلت له مقاطعا : سيادتكم طلبتم مقابلتي كداعية لا كجاب ، ولو كنت أعلم أنك ستتحدث معي في مسألة نقود كنت أعتذر عن المقابلة ، ولذلك أرجو أن تسمح لي بالانصراف ، فتلقى الرجل هذه الغضبة في هدوء وقال: لم أقصد ما ذهبت إليه ولكني كمسلم أردت تدعيم عمل إسلامي"

وقال في حوار مطول مع مجلة "المصور" المصرية في العام 1982

"استدعاني كمال أدهم شقيق زوجة الملك فيصل لمقابلته عندما كنت أؤدي فريضة الحج عام 1975 وعرض علي دعما ماليا وقلت له: أسف.. لقد ظننت أنك دعوتني كداعية إسلامي.. السلام عليكم وتركته.. فخرج ورائي حتى المصعد" (1)

اخوان الداخل .. يكسبون معركة النقاء والصمود تعرض الإخوان المسلمون في مصر خلال عهد عبد الناصر ، لاكبر ثلاثة تحديات ، واحدة منها كفيلة بالعصف بالجماعة كلها ..

حرب الاستئصال

والتي اتبعها عبد الناصر بشراسة شديدة ، فتحت التعذيب الشديد قُتل عدد من الإخوان ، كما تم اعدام بعض قيادات الإخوان المسلمين ، وكان المتصَور ان يتخلى من بقى من الإخوان المسلمين عن الفكرة وعن التنظيم ، او ان ينتهزوا فكرة تأييد عبد الناصر وهم داخل السجون للخروج منها باقل الاضرار .. لكن المفاجأة ان غالبية الإخوان في السجون ظلوا متمسكين بجماعتهم معتزين بالانتماء اليها ، بل ورفضوا الاعتراف بعبد الناصر ، او الاعتذار عن معارضته ..

فكر التكفير

والذى كان يمكن ان يطيح بالجماعة كلها ، وقد كان ذلك الفكر نتاج التعذيب الشديد الذى لقيه المعتقلون الشباب في سجون عبد الناصر ، الا ان قيادة الجماعة آنذاك (حسن الهضيبي) اصرّت على اجراء اول مراجعة فكرية ، تبعها مفاصلة في داخل السجون ، فغادر مجموعة من الإخوان التنظيم والفكرة معا ، بعدما جنحوا الى تكفير عبد الناصر ورجالهم الذين اذاقوهم سوء العذاب ..

تشويه صورة الإخوان المسلمين

ومن خلال سيل الأكاذيب ، وبأقلام ومن جهات متعددة واحياناً مختلفة !! اُلقى في روع الكثيريين ان الإخوان ربما يحتاجون الى عشرات السنين لكى يقبلهم الشعب المصرى مرة أخرى .. وكان يمكن ان يؤدى ذلك التشويه الى انصراف الناس عن فكر الإخوان ، بل والى انصراف الإخوان المسلمين انفسهم عن فكرة الإصلاح من منطلق اسلامى .. الا ان العكس تماما هو الذى حدث كما سيأتى لاحقا !

الإخوان والسادات ... بين التعايش والصدام

تطورت علاقة السادات بجماعة الإخوان المسلمين خلال فترة حكمه

فمرت بمراحل ثلاثة:

الأولى: محاولة ترويض الإخوان واستتباعهم .
الثانية: نجاح الإخوان في التعاش دون الذوبان .
الثالثة: صدام السادات مع الإخوان والقوى السياسية .

محاولة ترويض الإخوان واستتباعهم

لم تكن للسادات شعبية في الشارع المصرى بعدما تولى الرئاسة امام تغول أجهزة عبد الناصر وانتشارها ، فاحتاج السادات الى شعبية تتأسس على خلاف سياسة عبد الناصر في قمع الحريات ووأد الحياة السياسية ، فافرج عن المعتقلين ، وقام بهدم السجن الحربى ، واحرق أسطوانات التجسس ، ووسّع من هامش الحرية للجميع ، فاستفادت من ذلك جميع القوى السياسية ، ومنها جماعة الإخوان بطبيعة الحال .

حقيقة الصفقة

كان السادات يدرك هشاشة تيار اليسار عموما ، وانه قوته في تغييب السلطة للإخوان المسلمين والتضييق على التيار الاسلامى ، فلم يكن السادات يحتاج الى عقد صفقة مع الإخوان المسلمين لمساعدته في مواجهة بقايا نظام عبد الناصر ، فقط يترك لهم (قدراً) من الحرية اقل مما يترك للاخريين ! وهذا ماحدث !

كما ان سياق الاحداث من خلال شهودها تؤكد عدم وجود تلك الصفقة ، ومنهم رفاعى طه احد قادة التيار الاسلامى في الجامعة .

يقول رفاعى طه في مذكراته:

ان السادات حاول منع التيار الاسلامى من الفوز برئاسة اتحاد الطلبة ، وعندما فشل وفاز الإسلاميون ، قام السادات بحلّ الاتحاد وتغيير اللائحة !!

حيث صدر قرار السادات في العام الدراسى (1978 - 1979) بحل اتحاد الطلاب ، وهذا كان أول قرار يتخذه السادات في حل اتحادات الطلاب على مستوى مصر كلها ، وهذا يدحض المقولة الرائجة الشائعة بأن السادات دعم التيار الإسلامي أو أفسح له لمواجهة التيار اليساري ، هذه مقولة غير صحيحة بالمرة .

لم يكن السادات داعمًا للتيار الإسلامي ولا حتى متسامحًا معه ، فقد أرسل السادات نائبه حسني مبارك إلى جامعة عين شمس ليجتمع باتحاد الطلاب في الجامعة لكي يفرض عليهم ألا يترشح طالب ملتحٍ على رأس الاتحاد !! (2)

عروض رفضها الإخوان

تعددت عروض السادات على الإخوان المسلمين ، مرة بتكوين جمعية ، ومرة بتغيير اسمهم ، ومرة بتكوين حزب .. لكن الإخوان المسلمين رفضوا تلك العروض كلها ، اذ رأوها محاولة لاحتوائهم وحرفهم عن منهجهم ومشروعهم ..

فرواية محمد عثمان اسماعيل على لسان ابو العلا ماضى انه عرض على السادات ان يفرج عن الإخوان لمواجهة اليساريين ، فقبل السادات على ان ينشئوا حزب ، فعرض عثمان الفكرة على التلمساني ، الا ان التلمساني رفض تغيير الاسم ! فعاد عثمان الى السادات بفكرة جديدة ، وهى تكوين جمعية دينية من الشباب الجدد وتبلورت الفكرة فى النهاية بتكوين جماعة تتبع محمد عثمان اسماعيل فى كلية هندسة القاهرة ، برأسهم طالب اسمه وائل عثمان (3)

نجاح الإخوان في التعاش دون الذوبان

تعايش الإخوان مع نظام السادات لكن دون ان يذوبوا فيه . واستثمروا ذلك (التوازن) في تعزيز مكانتهم في المجتمع ، وفى ذات الوقت المساهمة فى استقرار المجتمع وحمايته خطرين ، من أسر التبعية للغرب وامريكا ، ومن فخ التطرف ، من كليهما معاً .

فنجح الإخوان في:

  • اعادة بناء التنظيم مستفيدين من مكتسباتهم خلال فترة عبد الناصر (عدم التلوث بهزائمه وجرائمه كما اليسار ، مع الصمود في سجونه) ..
  • اتبعوا سياسة الانفتاح على المجتمع والقوى السياسية لاحقا .
  • تبنوا مواقف سياسية انتصرت لمبادئهم لكن دون الاصطدام بالسلطة .

اعادة بناء التنظيم

كان هناك وجهاً آخر للمحنة التي مرّت بها جماعة الإخوان المسلمين ، وهو انها صنعت ملايين من المتعاطفين مع الإخوان المسلمين .. وكان هذا التعاطف هو المادة الخام التي ساعدت على تقبل افكار الإخوان المسلمين ، وكان هؤلاء المتعاطفين موزعين في الداخل والخارج . مما استوجب تنظيم هؤلاء في اطار يستثمر مكتسبات سنوات المحنة العشرين .

وكان اخوان الخارج الذين نجوا من مذابح عبد الناصر ومعتقلاته هم احد الأدوات القوية والفاعلة في بناء ذلك التنظيم محليا وعالميا ، بما صنعوا من نجاحات في الخارج عززت من نفوذ الجماعة لاحقا . وسبق ان تحدثنا عن لقاء الحج الموسع عام 1973 والتي أشار اليها كثير من الباحثين ومنهم الدكتور عبد الله النفيسى .

فالتقت بذلك جهود الخارج (النجاح في بناء النفوذ) مع صمود الإخوان داخل السجون طوال عشرين عاما ، وصنعت تنظيما متينا له شعبية وحضور في اغلب أوساط الشباب والمثقفين .

اتباع سياسة الانفتاح

وتمثلت تلك السياسة أساسا في العمل الخيرى التطوعى ، الذى تجاوز مجرد إعطاء مساعدات مالية للفقراء ، فكانت (الجمعية الطبية الإسلامية) التي أسسها د.أحمد الملط عام 1977 م احد اشكالها ، والتى أُجريت في مستشفياتها جراحات دقيقة مثل : جراحات القلب المفتوح ونقل الكلى وجراحات الأورام وجراحات الأطفال وقسم متكامل للحروق ...

كما تمثلت تلك السياسة في ازدياد نفوذ التيار الاسلامى في الجامعة والعمل الطلابى ، فكان عام 1979 هو عام التحولات الأساسية داخل التيار الإسلامى الشبابى فى مصر:

  • قرار الجماعة الإسلامية بتوحيد صفوفها واختيار أمير عام لها هو الطالب في كلية الطب حلمي الجزار .
  • ظهور معارضة الجماعة لتصرفات السادات خصوصًا معاهدة الصلح مع إسرائيل ، وما نتج عن ذلك من اعتقال عدد كبير منهم .
  • بدأت اتصالات الإخوان بأعضاء الجماعة الإسلامية (تنظيم الطلاب في الجامعة) ، مما أدى الى ضم هذا التكتل البشرى الشبابى الضخم إلى صفوف الإخوان لاحقاً .

تبنى المواقف السياسية

تقول الدكتور هالة مصطفي :

"إن معارضة الإخوان لنظام السادات لم تأخذ شكلا عنيفا من قِبل الإخوان أو التحدي السافر للسلطة ، بل كانت أقرب إلى ممارسة الضغط السياسي على النظام بهدف دفعه إلى تقديم تنازلات سياسية ، ومن ثم حرص الإخوان على تمييز أنفسهم عن الجماعات الإسلامية التي ظهرت في نفس الحقبة ولجأت إلى العنف كوسيلة للتغيير السريع"

فطالب الإخوان بتطبيق الشريعة الإسلامية وهذا إصطدم مع شعار السادات (لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة) .

كما وقف الإخوان ضد قانون الأحوال الشخصية . وسجل الإخوان موقفا ضد إجراءات رفع الدعم عن السلع الغذائية مما سبب أزمة في يناير 1977م . وبلغ الصدام ذروته بعد زيارة السادات للقدس وعقد معاهدة وصلح مع اليهود ، وكانت مجلة الدعوة والطلبة سبيل الإخوان في ذلك . (4)

صدام السادات مع الإخوان والقوى السياسية

وعندما ضاق السادات بالمعارضة قرر اعتقال الجميع في سبتمبر 1981 ! مما أدى بعدد من افراد الجيش الى اغتياله ... وكان لافتا في امر هذه النهاية المفجعة لعشر سنوات من نظام حكم السادات أمور

منها:

  1. ان من قتله لم يكن من الإخوان المسلمين او من انصارهم ، بل كانوا أساسا من الجيش الذى احتمى به السادات طوال فترة حكمه .
  2. استنكار الإخوان لمقتله ، ليس حبا فيه وانما رفضا لمسلك العنف في تصفية الحسابات السياسية .
  3. ان من بين من احتفى بمقتل السادات يساريون ! ومن هؤلاء احمد فؤاد نجم وعبد الرحمن الابنودى ! فبعد اغتيال السادات مباشرة ، نظم الشاعر أحمد فؤاد نجم قصيدة "خالد الإسلامبولي"، وفيها أعلى من شأنه ، وكأنّ ما فعله نصر مظفر للأمة ، وبين ثناياها وضع أسماء الضالعين في عملية الاغتيال ، فقال : (خالد... يا ابن الربيع والأمل والشمس والزينة - مين يا فتى علمك فعل الخريف فينا؟) .

كما استقبل الشاعر عبد الرحمن الأبنودي نبأ اغتيال السادات ، واسم قاتله ، بكتابة قصيدة مهمة جداً في تاريخه الشعري ، وأسماها "المتهم" ، ويبدو أنه استلهم خطاب خالد الإسلامبولي الأخير لوالدته ، فيقول : ويا أمي إن يسألوكِ لا يرتعشلك حضن - ولا تردي بحزن وتقولي : "مات في السجن .." (5)

الخاتمة

وهكذا أدركت السلطة أن جماعة الإخوان المسلمين ربما يضرها القمع لكنه لا يستأصلهم ، بل يزيد أنصارهم وأتباعهم في كل مرة ، ويرسخ وجودهم في المجتمع ، شأن جميع حركات التغيير التي تستلهم افكارها من ثقافة الشعب وهويته وتاريخه .

فانفتحت بذلك ثغرة في الطريق المسدود ، عندما فكرت السلطة في احتواء الإخوان بدلا من محاولة استئصالهم ، وظهرت فرصة جديدة امام جماعة الإخوان المسلمين وتحدٍ في ذات الوقت .

المحتويات

  1. الإخوان.. من عفو السادات إلى الهرولة لتسييس الحج
  2. شهادة رفاعى طه كتبه عنه محمد الهامى
  3. تفاصيل أخطر صفقة بين السادات والإخوان
  4. الإخوان المسلمون وأسباب الصدام مع الأنظمة المتعاقبة ويكيبديا الإخوان المسلمين
  5. خالد الإسلامبولي بعيون أحمد فؤاد نجم والأبنودي... مديح القاتل بسبب الظلم رصيف 22 – محمد الزلبانى – 6/4/2019