الإخوان المسلمون: ثمانون عاماً من الصُـمودِ والتحدِّي ( حقبة عبد الناصر )(الحلقة السادسة)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون: ثمانون عاماً من الصُـمودِ والتحدِّي ( حقبة عبد الناصر )(الحلقة السادسة)


  • بقلم : زياد أبو غنيمة

من السرِّ إلى العلن

55شعار-الاخوان.jpg

كانت حالة التعاون بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الضباط الأحرار قد بدأت بشكل سرِّي قبل سنوات من تنفيذ حركة 23 تموز ـ يوليو 1952 م ، وشهدت الشهور التي سبقت نجاح الحركة صوراً من التعاون بين جماعة الإخوان المسلمين وبين تنظيم الضباط الأحرار الذي كان يضمُّ ضبَّـاطا ينتمون للجماعة ، فقد ساهم بعض الضباط الأحرار من الإخوان ومن غير الإخوان في تدريب أعضاء النظام الخاص في الجناح المدني للجماعة على استعمال السلاح لتهيئتهم لمقاومة المحتلين الإنجليز في مصر والعصابات اليهودية في فلسطين ، وفي سياق هذا التعاون لجأ البكباشي جمال عبد الناصر بعد أن تواترت المعلومات أن رجال الحرس الحديدي التابع مباشرة للملك فاروق سيقومون بعد حريق القاهرة ( 26 / كانون الثاني / 1952 م ) بتفتيش بيوت عدد من الضبَّـاط المُشتبه بانتمائهم لتنظيم الضباط الأحرار إلى القيادي الإخواني الدكتور المحامي حسن العشماوي ليخفي في عزبة والده الأستاذ محمد العشماوي الوزير السابق في عهد الملك فاروق عدداً من قطع السلاح والمُتفجرات التي كان يحتفظ بها بعض الضباط الأحرار ، ويذكر الناشط اليساري الدكتور رفعت سيد أحمد في رسالته لنيل شهادة الماجستير التي نشرها في كتاب ( عبد الناصر والإخوان ... قصة الدم والنار ) أنه في أعقاب حريق القاهرة ( قبل حركة يوليو بستة أشهر ) ثارت شبهات حول بعض الضباط الأحرار ، وقد أدَّى ذلك إلى مزيد من التقارب بين الإخوان وبين الضباط الأحرار ، واحتساباً لأسوأ الإحتمالات قام جمال عبد الناصر بترتيبات سرِّية لنقل أسلحة كان يحتفظ بها هو وبعض الضبَّاط وإخفائها في عزبة محمد العشماوى والد صديقه القيادي الإخواني حسن العشماوى ، ويذكر حسن العشماوى فى كتابه ( الإخوان والثورة ) الصادر عن دار روزاليوسف في عام 1978م أن تنظيم الضباط الأحرار بدأ أصلاً بمجموعة من مجموعات الإخوان المسلمين في الجيش ، وأنه عرف جمال عبد الناصر في تشرين الأول ـ أكتوبر 1951 م عندما دخل مكتبه للمحاماة بزيه العسكرى تحت إسم مستعار هو ( زغلول عبد القادر ) ، ومنذ ذلك الوقت أصبح أحد أدوات الاتصال بين الضباط الأحرار والإخوان في أمور معارك قناة السويس ، وأن الصلة بينه وبين عبد الناصر قد توطدت إلى الحد الذى أسرَّ له بضيقه من جهالة زملائه وضيق أفقهم ، وتجدر الإشارة إلى أن عبد الناصر عندما غدر بالإخوان اعتقل صديقه حسن العشماوي وحاكمه بتهمة إخفاء أسلحة وذخائر في مخبأ بعزبة والده محمد العشماوي بالشرقية وهي نفسها أسلحة عبد الناصر ورفاقه .

وكان من الطبيعي بعد نجاح حركة 23 يوليو أن تنتقل العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الضباط الأحرار من مرحلة السرِّ إلى العلن ، واستمرَّت اللقاءات التنسيقية بينهما بشكل علني ، فبعد ساعات من نجاح الحركة إنعقد في مساء 23 / تموز ـ يوليو / 1952 م لقاءٌ بين ممثلي الإخوان وممثلي تنظيم الضباط الأحرار ، ثمَّ انعقد لقاءٌ آخرُ ظهر يوم 26 / تموز ـ يوليو / 1952 م بقاعدة الإجتماعات بإدارة الجيش بمنشية البكري التي كان مجرَّد اقتراب أخ مسلم منها قبل حركة يوليو مجازفة كبيرة ، وبعد أربعة أيام من نجاح الحركة ، وتحديدا في ضحى 27 / تموز ـ يوليو / 1952 م كان المرشد العام للجماعة المستشار حسن الهضيبي مع عدد من إخوانه قادة الجماعة موضع الإحتفاء والتكريم في مقر قيادة مجلس قيادة الثورة من رئيس المجلس اللواء أركان حرب محمد نجيب ونائبه البكباشي جمال عبد الناصر ومن عدد من أعضاء المجلس ، وكانت الصحف المصرية تنشر أخبار تلك اللقاءات والزيارات والدعوات مشفوعة بالصور التي تظهر قادة الجماعة وقادة الحركة في حالة من الانسجام والاتفاق .

الإخوان وعبد الناصر في حديقة عبد الحكيم عامر

في سياق حرص الإخوان على استمرار اللقاءات مع الضباط الأحرار استجاب المرشد العام المستشار الأستاذ حسن الهضيبي وأعضاء مكتب الإرشاد لدعوة عبد الحكيم عامر الذي أصبح قائداً للقوات المسلحة المصرية لتناول الشاي في حديقة منزله بثكنات العباسية ، ويذكر القيادي الإخواني الأستاذ محمد حامد أبو النصر في كتابه ( حقيقة الخلاف بين ـ الإخوان المسلمون ـ وعبد الناصر ) أن جلسة جانبية جمعته بعبد الناصر مع القياديين الإخوانيين الشيخ محمد فرغلي ( أعدمه عبد الناصر لاحقا ) ، والأستاذ عبد القادر عودة المحامي ( أعدمه عبد الناصر لاحقا ) ، والأستاذ عبد الحكيم عابدين ( حُكم بالمؤبد لاحقا ) ، ويذكر أبو النصر أنهم اكتشفوا تغييرا في لهجة عبد الناصر تجاه الإخوان حيث ركـَّـز حديثه على الشكوى من استمرار نظام الأسر داخل الجيش لضبَّـاط الإخوان ، وأنه هدَّد بأنه في حال عدم إلغاء نشاط الإخوان داخل الجيش فسيقوم بمحاكمتهم ، وخلال الحديث تحدَّث عبد الناصر بنبرة عدائية عن المرشد العام المستشار الهضيبي وألمح إلى أن وجوده على رأس الجماعة لا يُشجع على التعاون معها ، فأفهمناه أن المرشد موضع ثقة الإخوان جميعا ، ولا يمكن لأي أخ أن يقوم بأي عمل إلا إذا وافق عليه المرشد .

مجاملة بمجاملة المرشد يدعو عبد الناصر وتياره للعشاء

خرج الإخوان من لقاء حديقة منزل عبد الحكيم عامر بقناعة مفادها أن دعوة المجاملة التي وجهها لهم عبد الحكيم عامر بحضور جمال عبد الناصر كانت مجاملة مغشوشة تـُخفي وراءها شرَّا مستطيرا يُبيِّـته عبد الناصر وجناحه للإخوان ويُنبي بأن عبد الناصر وتياره على وشك أن يُديروا ظهورهم للإخوان بعد أن استنفذوا أغراضهم منهم في دعم حركة 23 يوليو وإنجاحها ، ومع ذلك حرص الإخوان على عدم إشعار عبد الناصر وتياره في مجلس قيادة الثورة بما بدأوا يُحسُّـون به ، فقام المرشد العام بالردِّ على مجاملة عامر بمجاملة مثلها فوجَّـه الدعوة لعبد الناصر وتياره في مجلس قيادة الثورة لتناول العشاء في منزله ، ورافق عبد الناصر في تلبية الدعوة أعضاء مجلس قيادة الثورة عبد الحكيم عامر وزكريا محيي الدين وعبد اللطيف البغدادي وصلاح سالم ، وحضر العشاء أعضاء مكتب الإرشاد ، ويذكر القيادي الإخواني الأستاذ محمد حامد أبو النصر أنه لاحظ أن عبد الناصر ورفاقه كانوا يتعمَّدون عدم الخوض في الأمور التي تهمُّ الجانبين ، فاقتصر الحديث على المجاملات ، ويُعلـِّـق أبو النصر في كتابه ( حقيقة الخلاف بين ـ الإخوان المسلمون ـ وعبد الناصر ) على اللقاءين في منزل عبد الحكيم عامر وفي منزل المرشد العام بقوله : ( لاحظت في كلتا الحفلتين أن الروح السائدة غير طبيعية ، وكنت أتوجَّس خيفة ولا أدري مصدر هذا التوجُّس إلا أنه شعور داخلي ، لأنني لم ألمس الانطلاق الذي يكون في مثل هذه الحفلات ، وتمت اللقاءات جميعا دون أن تأتي بالثمرة المرجوة من التقارب والتفاهم والصلح ، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ، وقد استوقفنا ورابنا ما وصلنا من أن عبد الناصر أمر بعدم نشر صور دعوتي عبد الحكيم والمرشد العام في الصحف على عكس ما اللقاءات السابقة ) .

ولكن الإخوان لم يتوقفوا كثيرا عند ما لمسوه من تغيير في لهجة عبد الناصر السلبية تجاه الجماعة واستصغروا من شأن ذلك التغيير ، فقد كانوا مطمئنين إلى أنَّ زمام الأمر داخل مجلس قيادة الثورة آنذاك كان لا يزال بيد الرئيس اللواء أركان حرب محمد نجيب يسانده من داخل المجلس خالد محي الدين ويوسف صدِّيق وأحمد شوقي ومن الجيش ضبَّاط سلاح المدفعية وسلاح الفرسان ، وتدعمه من خارج المؤسَّـسة العسكرية جماعة الإخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة .

( ملاحظة شخصية )  : يبدو لي أن تهاون الإخوان في التقاط الرسالة التي كان يحملها تغيير لهجة جمال عبد الناصر بشكل سلبي تجاههم ، وعدم أخذهم الحيطة والحذر منه ، وعدم العمل على إبعاده عن المشهد ـ وكان بامكانهم أن يفعلوا ذلك ـ كان الخطأ الأفدح الذي وقع به الإخوان ومهـَّـد الطريق لعبد الناصر للاستحواذ على المشهد في نهاية المطاف ليوجِّه للجماعة الضربة القاسية التي أبعدتهم 15 عاما عجافا عن الساحة .

انفراجة في أوضاع الجماعة أوجبتها مشاركتهم في إنجاح حركة 23 يوليو

بعد نجاح حركة 23 يوليو التي شاركت جماعة الإخوان المسلمين بجناحيها العسكري والمدني مشاركة فاعلة في التخطيط والتنفيذ والحماية والدعم الشعبي لها تنفـَّـست الجماعة قيادة وأعضاءاً وأنصاراً الصعداء مؤمِّلة بمرحلة جديدة من الانفراج بعد 16 عاما من المضايقات التي كابدتها في عهد الملك المخلوع فاروق بلغت أوجها في آخر عامين من عهد الملك فاروق تعرَّض فيها الإخوان من حكومة حزب السعديين الأحرار بإيعاز من فاروق والسفارة البريطانية لحملة ظالمة ، من حلٍ للجماعة ، ومصادرة لمقرَّاتها وأموالها ، ولأبشع أشكال التعذيب في السجون لآلاف الإخوان ، ولاغتيال مؤسِّـس الجماعة ومرشدها الأول الإمام الشهيد بإذن الله حسن البنا .

لم تكن الانفراجة التي حظي بها الإخوان بعد حركة 23 يوليو منـَّـة من تنظيم الضباط الأحرار فقد كان الضبَّـاط الإخوان يُشكِّـلون قاعدته الأساسية الصلبة ، وإنما كانت تلك الانفراجة استحقاقاً واجباً فرضته مشاركة جماعة الإخوان المسلمين الفاعلة في إنجاح حركة 23 يوليو ، ومع بزوغ شمس يوم 23 / تموز ـ يوليو / 1952 م عادت جماعة الإخوان المسلمين لتبدأ مرحلة جديدة من الانفراج أعادت الجماعة لتتصدَّر الساحة السياسية في مصر ولتصبح محطَّ الأنظار والأسماع بعد أن كانت منبوذة مُطاردة مهيضة الجناح يتخطـَّـفها خصومُها كما يُتخطـَّـفُ الأيتامُ على موائد اللئام .

تكريم سيِّد قـُطب أول بشائر الانفراجة

جاءت أول بشائر الانفراجة سريعاً على شكل رسالة حُسن نيَّة من قبل مجلس قيادة الثورة إلى جماعة الإخوان المسلمين بدعوة المجلس للأستاذ سيِّد قطب لإلقاء محاضرة في نادي ضبَّـاط الجيش في منتصف شهر آب ـ أغسطس 1952 م أي بعد أقل من شهر من نجاح حركة 23 يوليو ، وفي كتابه ( سيد قـطب من الميلاد إلى الاستشهاد ) ينقل الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي تفاصيل المناسبة كما أوردها الأستاذ أحمد عبد الغفور العطـَّـار الذي كان أحد حضور الحفل في مجلة ( كلمة الحق ) التي كان يترأس تحريرها في عددها الثاني من سنتها الأولى 1967 م على النحو التالي : كان النادي مُزدحماً بحدائقه وأبهائه الفسيحة بجمع كبير من الضبَّاط والإخوان ومن أبناء الأقطار العربية الإسلامية ومن رجال السلك السياسي وكبار رموز الأدب والفكر والقانون والشريعة وأساتذة الجامعات والكليات والمعاهد ، وكان مقررا حضور الرئيس محمد نجيب ليقوم بتقديم سيد قطب إلا أن عذراً عارضاً اضطر محمد نجيب للتخلف ، وافتتح أحد الضباط الحفل بآيات من القرآن الكريم ، ثمَّ قام أحد كبار الضباط وقال : كان مقرراً أن يقوم الرئيس محمد نجيب بتقديم أستاذنا العظيم ورائد ثورتنا المباركة المفكر الإسلامي الأول الأستاذ سيِّد قطب ، ولكن أمراً حال دون حضوره وطلب مني تقديم الأستاذ سيد قطب الذي هو غنى عن التعريف ، ثمَّ تلى رسالة الرئيس محمد نجيب التي قال فيها إنه كان حريصا على أن يحضر بنفسه ليستفيد من علم الأستاذ سيد قطب الذي وصفه بأنه أحد روَّاد الثورة ، وتعاقب العديد من الضبَّاط على المنبر فتحوَّلت المناسبة إلى حفل تكريم للاحتفال والاحتفاء بسيد قطب ، وعندما جاء دوره لإلقاء محاضرته اكتفى بكلام قليل كان منه : صحيح أن الثورة قد بدأت حقا ، ولكن ليس صحيحا أن نتسرَّع في الثناء عليها لأنها لم تعمل بعدُ شيئا يُذكر ، فخروج الملك ليس غاية الثورة ، بل الغاية منها العودة بالبلاد إلى الإسلام ، ولقد كنت في عهد الملكية مهيئا نفسي للسجن في كل لحظة ، وما آمن على نفسي في هذا العهد أيضاً ، فأنا في هذا العهد مهيئ نفسي للسجن ولغير السجن أكثر من ذي قبل ، وهنا وقف جمال عبد الناصر وقال بصوته الجهوري : أخي الكبير سيِّد ، والله لن يصلوا إليك إلا على أجسادنا جثثا هامدة ، ونعاهدك باسم الله أن نكون فداءاً لك حتى الموت .

رحم الله سيد قطب فكأنه كان يستشرفُ ما كان ينتظر الإخوان وهو منهم من غدر مخبوء في صدر عبد الناصر أسفر عنه بعد أن نجح في إقصاء الرئيس محمد نجيب وبعض رفاق الثورة ، وانقلب على مبادئ الثورة ، ولاحق الإخوان بالسجن والإعدامات التي كان سيِّدٌ أحد شهدائها بإذن الله عزَّ وجلَّ .

محاكمة قتلة الإمام حسن البنا

جاءت ثاني رسائل حُسن النيِّة من قبل مجلس قيادة الثورة تجاه جماعة الإخوان المسلمين بإعلان الرئيس محمد نجيب في 15 / ايلول / 1952 م في خطبة له بمؤتمر شعبي عقد في ميدان الجمهورية في القاهرة قرار مجلس قيادة الثورة تشكيل ( محكمة الثورة ) برئاسة قائد الجناح عبد اللطيف البغدادي وعضوية البكباشي محمد أنور السادات وقائد الأسراب حسن إبراهيم لمحاكمة بعض السياسيين القدماء الذين تبين اتصالهم بدول أجنبية أو شاركوا في استشراء الفساد في مصر أثناء حكم الملك المخلوع فاروق ، وقد أثلج صدور الإخوان أن عدوَّهم اللدود إبراهيم عبد الهادي باشا الذي اكتووا بنيران حقده وظلمه هو في مقدمة الذين سيمثلون أمام محكمة الثورة بتهم عديدة منها تهمة الاتصال بجهات أجنبية سنة 1953 بهدف الإضرار بالنظام الحاضر وبمصلحة البلاد العليا ، وبتهمة العمل سنة 1948على الزج بجيش مصر فى معركة فلسطين قبل أن يتخذ الجيش أهبته لخوض غمارها ، وبتهمة أشاعة الإرهاب أثناء رئاسته للوزارة سنة 1948-1949 م ، وبتهمة الإيعاز لأعوانه بقتل الشيخ حسن البنا مرشد جماعة الإخوان المسلمين ، وفي نهاية مداولات المحاكمة قضت المحكمة على إبراهيم عبد الهادي باشا بالإعدام ومصادرة كل ما زاد من ممتلكاته وأمواله عما ورثة شرعا ، وخفف الرئيس محمد نجيب الحكم بالإعدام إلى السجن المؤبد بسبب تقدُّم عبد الهادي في السن ، كما حكمت المحكمة على المتهم بإطلاق الرصاص على الشيخ البنا المُخبر أحمد حسين جاد بالأشغال الشاقة المؤبدة ، وعلى المتهمين الأميرالاي محمود عبد المجيد ومحمد محفوظ بالأشغال الشاقة خمسة عشر عاماً لكل منهما وعلى البكباشي محمد الجزار بسنة مع الشغل ، ولكن البكباشي جمال عبد الناصر أصدر في سياق مناكفته للإخوان بعد أن غدر بهم قراراً بالإعفاء الصحي عن إبراهيم عبد الهادي باشا ، ثمَّ توالت قرارات الإعفاء الصحي عن بقية المجرمين ولم يكملوا مدة محكومياتهم .