اغتيال الشباب بالإعدام.. «3» رسائل من العسكر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اغتيال الشباب بالإعدام.. "3" رسائل من العسكر


اغتيال الشباب بالإعدام...jpg

كتبه: حازم الأشموني

(11 يناير 2018)

مقدمة

يعاني نظام عسكر 30 يونيو من "هيستيريا" وهوس، وتدفعه المخاوف والكوابيس من مستقبل مظلم نحو اغتيال الشباب بوسائل متعددة، منها إطلاق الرصاص عليهم في الشوارع أو البيوت، والزعم بأنهم قتلوا في اشتباكات مع عناصر الشرطة ومليشيات العسكر، ومنها الإهمال الطبي المتعمد ما أسفر عن مقتل العشرات من المعتقلين في سجون العسكر.

لكن الهوس الأكبر هو التعجيل باغتيال الشباب عبر منصات الإعدام، وبأحكام القضاء الجائرة التي لا تستند إلى دليل. فاليوم نفذ عسكر 30 يونيو حكم الإعدام في 3 مساجين بسجن وادي النطرون بمحافظة البحيرة، والأسبوع الماضي نفذ العسكر حكم الإعدام في 20 شابا كلهم شاركوا في ثورة 25 يناير 2011م ضد حكم الجنرال محمد حسني مبارك.

إدانة حقوقية ودولية

وعبّرت الأمم المتحدة، الجمعة 5 يناير 2018م، عن "صدمتها" العميقة جراء تنفيذ سلطات الانقلاب المصرية حكم الإعدام بحق 20 شخصًا بعد محاكمات عسكرية، مشددة على أن عرْض المدنيين على المحاكم العسكرية ينبغي أن يكون في حالات خاصة. وقالت الناطقة باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ليز ثروسل، في بيان: "نشعر بصدمة شديدة جراء تقارير حول إعدام 20 شخصًا في مصر منذ الأسبوع الماضي".

وأشارت إلى إعدام 5 أشخاص في 2 يناير الجاري في محاكمة عسكرية بمحافظة الإسكندرية، بعد إدانتهم بالوقوف وراء تفجير قرب ملعب رياضي بمحافظة كفر الشيخ، في 15 أبريل 2015، نجم عنه مقتل ثلاثة مجندين وإصابة اثنين آخرين، كما ذكّرت بتنفيذ حكم الإعدام في 26 من ديسمبر بـ15 شخصا بتهم قتل مجندين بالجيش في عام 2013.

وأدانت منظمة هيومن رايتس واتش، إعدام خمسة معارضين لرئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي قبل أيام، في القضية المعرفة بـ"استاد كفر الشيخ"، وقالت المنظمة في بيان لها أمس الثلاثاء 9 يناير 2018، على صفحتها الرسمية بـ "فيسبوك"، إن هذه الإعدامات تمت دون وجود أدلة قاطعة لتورط المتهمين في القضية التي أعدموا بسببها، وأن الاعترافات التي اعتمدت عليها المحكمة كانت نتيجة التعذيب الشديد، مؤكدة أن النظام المصري بدلا من أن يبدأ العام الجديد بالدعوة للإصلاح السياسي، وجه رسالة سلبية بهذه الإعدامات.

من جانبه أكد عزت غنيم، الأمين العام للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، أن هناك توسعا ملحوظا في أحكام الإعدام والتي لا تستند إلى أدلة حقيقية، في الوقت الذي ترفض فيه المحاكم الاستماع إلى المتهمين والتحقيق في الانتهاكات التي حدثت معهم، وأن الاعترافات التي قدموها تمت نتيجة التعذيب والتهديد في أماكن احتجازهم بمقار جهاز الأمن الوطني.

ووصفت الناشطة الحقوقية أهداف سويف، تنفيذ أحكام الإعدام الأخيرة بغير العادلة، معتبرة في تصريح مقتضب أنها عملية قتل خارج إطار القانون.

"3" رسائل من العسكر

وبحسب المحلل السياسي عمرو عادل، القيادي بحزب الوسط والمجلس الثوري، في مقاله بعنوان "الاغتيال على منصة الإعدام"، فإن التعبير الدقيق هو "اغتيال على منصة الإعدام".

ويؤكد عادل أن مصر خالية من الدولة

"ما تمارسه المؤسسات- أو ما تسمى المؤسسات المصرية- لا يزيد عن إدارة استعباد شعب مصر، مثل الشركات البريطانية في الهند والأمريكتين أثناء الاحتلال البريطاني لهما، فهي موجودة لبقاء السيطرة على الأرض والثروة، ولذلك فإن كل ما تقوم به هذه المؤسسات من أفعال تعتبر جرائم في حق كل شعب مصر، كما أن القانون أصبح أداة في يد تلك المؤسسات، مما يجعله أحد أدوات السيطرة والاستبداد، وليس وسيلة لتحقيق العدالة".

ويتساءل عادل: "لماذا يصر النظام على الاغتيال باستخدام الإعدام، بينما يمكنه قتل من يشاء بالشارع دون أن يحاسبه أحد؟"، ليؤكد أن هناك عدة أسباب لذلك:

أولا: إعلان أن كل مؤسسات النظام تحت السيطرة، فليست فقط الشرطة التي تقتل الناس في الشوارع، وليس فقط الجيش هو من يهدم البيوت على رءوس أصحابها ويقتل بلا رحمة، ولكن القضاء أيضا يقتل بلا قانون. فنحن في بلد بلا قانون أو عدالة نقتل من نشاء بالطريقة التي نراها مناسبة.
ثانيا: إظهار السلطة في أعلى مستوياتها. إن استخدام منصة الإعدام للقتل هو أحد أقوى التعبيرات عن السلطة كما السجون تماما. إن القتل المعلن الذي يحمل شرعية زائفة يحمل رسالة القوة أكثر بكثير من القتل الغادر في الشوارع، كما أنه يضطر لإعلان تبادل إطلاق نيران، مما قد يوحي – أو يحمل على الأقل رسالة غير مباشرة – بإمكانية الصراع مع النظام، أما الاغتيال على منصة الإعدام، فهو يعطي رسالة بقوة السلطة وليس ضعفها.
ثالثا: الجميع رأسه تحت المقصلة، فأنقذ رأسك من تحتها. كلما زادت معدلات الظلم والاستبداد؛ كلما وجب على النظام زيادة ارتفاع وسمك جدران الخوف، ولا يوجد أكثر من القتل المعلن الذي يرتدي عباءة المشروعية الزائفة بانيا لهذا الجدار. وزيادة الخوف يؤدي إلى تبجح الاستبداد، وندخل في تزايد مضطرد للاستبداد وجدران الخوف، حتى يعجز هذا الجدار عن حمل نفسه، وينتظر من يدفعه بقدمه لينهار على الجميع.

ويدعو عادل إلى حاجة الثورة إلى قيادات تلتحم بالشارع من داخل المجتمع المصري؛ يمكنها بناء منظومات ونقاط المقاومة الشعبية التي هي السبيل الوحيد لإنقاذ مصر، بل والمنطقة كلها من دوائر الخيانة والعمالة.

المصدر