أول مؤتمر للقمة: فوق جبل عرفات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أول مؤتمر للقمة: فوق جبل عرفات

07-01-2006

بقلم فضيلة الشيخ محمد عبد الله الخطيب*

إنه المؤتمرُ الجامع الذي يحضره أفضل أمة، وخير أمةٍ أُخرجت للناس، ولو أنصفه المسلمون ونظموه، ووضعوه في مكانه الصحيح، لانزوت كل المؤتمرات الأخرى على ظهر الأرض، ولأصبح مركز الثقل في كيان أمة الإسلام، إنه مؤتمر بعيدٌ عن الشعارات الزائفة، بعيد عن اللفِّ والدوران، والكذب بعيد عن النفاق؛ لأنه ينبثق من ضمير الأمة المسلمة التي تملأ فجاج الأرض، وينعقد تحت لواء الإسراع إلى مرضاة الله ﴿.. وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ (طـه: من الآية84).

الهتاف فيه ليس مبعثه أو دوافعه سياسية وتيارات من هنا وهناك، لكنه هتاف عبادة وطاعة، يتجرَّد لها المسلم من كل أطماع الدنيا ومظاهرها، إنه مؤتمر أمةٍ أراد الله لها أن تستقيم ضمائرها في اتجاهٍ واحد، فهو مؤتمر الصدق والعفاف والطُّهر والتوحيد والإيمان، يعلن شعائر هذا الدين العظيم، ويرفع راية وسمت أمته، "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".

إنه مؤتمر معركة السلام التي بدأت في داخل القلوب والضمائر، وطبَّقها المسلمون عمليًا طوال إحرامهم، فلا تُقطع شجرة، ولا يُقتل طائر، ولا رفث ولا فسوق ولا جدال، والمُحْرِم لا يُقلم ظفرًا، أو يقص شعرًا، إن الذين يحققون معنى السلام في أنفسهم بتحريرها من كل سلطان غير سلطان الحق والخير، هم وحدهم الذين يستطيعون أن يقودوا البشرية في الطريق المؤدي للسلام.

ولذلك حين يقع بصرُ الحاج على الكعبة المشرفة يدعو قائلاً "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحيينا ربنا بالسلام".

وهناك في هذه البقاع الطاهرة يتذكر المسلمون كيف مرَّ سيد الأنبياء والمرسلين بها مهاجرًا إلى الله، تاركًا مكة وناظرًا إليها ويقول: "والله إني لأعلم أنك أحبُّ بلاد الله إلى الله، وأحبّ بلاد الله إلىّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت".

فهل علمت هذه البقاع أن هذا الفرد المهاجر العظيم قام وحده في وجه العالم كله، يصرع باطله بقوة الحق الذي يحمله، ويبدد جهالته بنور الإسلام، ويهدي حائره بهُدى القرآن، وهؤلاء النفر الكرام الذين خرجوا من مكة فرارًا بدينهم، أعزهم الله حتى دانت لهم قريش، وأعزهم حتى ورثوا كسرى وقيصر، وأعزهم قبل ذلك حين عادوا إلى مكة ففُتحت أبوابها وتهاوت أصنامها، ثم استجابت الجزيرة كلها لله، ودخل الناس في دين الله أفواجًا ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (المنافقون: من الآية8) ما أحوج المسلمين اليوم وغدًا إلى أمثال هؤلاء الرجال الكرام، الذين يعملون لله بأرواحهم لا بأشباحهم، وبضمائرهم لا برقابة غيرهم عليهم.

فوق عرفات: أجمع العلماء على أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم مناديًا ينادي "الحج عرفة"، وثبت في الصِحاح أن الحق تبارك وتعالى يدنو ثم يباهي بعباده من الحجيج في عرفات الملائكة فيقول: "ما أراد هؤلاء؟" وأن الشيطان يصغُر ويُدحر في يوم عرفة؛ لكثرة المقبولين.

وفي حجة الوداع، كان الإعلان العام من فوق جبل عرفات، على لسان المعصوم- صلى الله عليه وسلم- بقوله ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا﴾ (المائدة: من الآية3).

والله- عز وجل- قدَّر أن لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بحجة، ومن عُصبةٍ مؤمنة، تعرف منزلة هذه الرسالة، وتجاهد في سبيلها، وتدفع عنها، ففي الحديث "لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق، لا يضرُّهم من خذلهم حتى يأتيَ وعدُ الله" أخرجه مسلم.

وشاء الله أن تسلم كلُّ طائفةٍ الرايةَ إلى من يليها سليمةً مرفوعةً إلى يوم الدين، ولما نزلت هذه الآية ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ قال أحد اليهود: آيةٌ في كتابكم لو نزلت علينا معشر يهود لجعلنا من يومها عيدًا، فقال عمر أيُّ آية؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾، فقال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والمكان الذي أُنزلت فيه، نزلت في يوم جمعة، وفي يوم عرفة" ذكره ابن كثير.

وهنالك في عرفات: أعلن الرسولُ- صلى الله عليه وسلم- حرمةَ الدماء والأموال والأعراض، وأعلن المساواةَ بين البشرية جميعًا، فالناس جميعًا لآدم، وآدم من تراب، ولقد تمَّت نعمة الله على المؤمنين، وتحررت البشرية من العبودية لغير الله، وتحقق للإنسانية حقوقها، واستقرت عقيدة التوحيد، وكمُلت الشريعة، وهذا مولد جديد للإنسانية، وانهزام للشيطان، فقد جاء في الحديث "إن الشيطانَ قد يئِس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب".

الرحمة المهداة: وفي مؤتمر عرفات تقررت حقوقُ المرأة، وعلاقتها بالرجل، في إطار الرحمة والمودة، فجاءت الوصية بالنساء "اتقوا الله في النساء"، إنه توجيه وخطاب الرحمة إلى العالمين، الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من الأرض يرحكم من السماء، وهذه آفاق إنسانية عليا دعا إليها الإسلام، ولقد بلغ من رقته- صلى الله عليه وسلم- وحرصه على أمته أنه وصل القمةَ في هذا الأمر حتى قال الله فيه ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:128) يقول عبدالله بن الشخير "أتيت رسول الله ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل، وقد كان في وقت الكسوف يسجد بين يدي ربه، ينفخ ويبكي ويقول: "ربّ ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم، ربّ ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون، ونحن نستغفرك" إنه في عرفات لم ينس المستضعفين فأوصى بهم خيرًا، وكانت وصيته الجامعة "اتقوا الله في النساء".

إن كثيرًا من المسلمين يعاملون المرأةَ معاملةً غير إنسانية، فهم يظلمونها ويعتدون عليها، فهذا مخالف لتوجيهات الإسلام ولقرارات أول مؤتمر قمة فوق عرفات، فليتقوا الله، وإن عملهم هذا منكر ومخالفة صريحة لحديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".

دروس في الاتباع: إن مظاهر وحدة المسلمين في فريضة الحج قويةٌ وعميقة، يدركها كلُّ من يتأمل قليلاً في أسرارها وهي:

1- وحدة المكان الذي تُؤدى فيه مناسك هذه الفريضة.

2- وحدة الزمان الذي تقع فيه هذه الفريضة.

3- وحدة القول والعمل، والطواف والسعي والوقوف والرمي، وسائر المناسك التي يلتزم بها الحاج.

4- وحدة المظهر الذي يفرض على الحاج أن لا يخالفه مهما كانت منزلته في المجتمع.

وفي حجة الوداع قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قولته "خذوا عنّي مناسككم"، ليتعلم المسلمون أن الاتباع والالتزام والاقتداء هو المستوى الذي يجب أن يسيروا عليه، فالكتاب والسنة، هما المنهج الثابت الدائم الذي لا يتغير ولا يتبدل في أي وقتٍ من الأوقات، وهو المنهج العاصم للمسلمين من الزلل والخطأ والضياع "تركتُ فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي".

يقول أحد الصحابة- رضي الله عنهم- عن التفاف الأمة حول نبيها في هذا المؤتمر الجامع والتلقِّي عنه "نظرتُ إلى مَدِّ بَصري بين يديه، من راكبٍ وماشٍ وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيءٍ عملنا به".

وهذا أصل الإسلام، طاعة المسلم والتزامه لكل ما أمر الله به، واجتناب ما نهى عنه، وردُّ الأمر في كل صغيرة وكبيرة إلى منهج الله، والنزول على حكمه، يقول الحق سبحانه يحذر المؤمنين من عدم الخضوع الكامل للمنهج: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (الحجرات:1)، ويقول جل شأنه: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (النساء:65) ويقول أيضًا: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا﴾ (الأحزاب:3) هذه الآيات تمثل في قلوب المؤمنين قاعدةً استقرت استقرارًا حقيقيًا وتكيفت حياتهم ومشاعرهم بها، فهم وما ملكت أيديهم لله، هو الذي يختار لهم، وهم أسلموا أنفسهم له، ويوم أن تم ذلك استقامت حياتهم، وعلا شأنهم، وقاد الوحي على ظهر الأرض خطاهم، فحملوا الأمانة، وبلغوا الرسالة، وهابتهم ملوك الأرض، وسعد العالم بهم وبالحق الذي يحملون، وبالعدل الذي حققوه، وما أحوج المسلمين اليوم لكي يخرجوا من الدوامة والتيه، أن يعودوا مرة أخرى إلى التلقي عن الله، والالتزام بالمنهج الرباني، ومازالت دعوة الحق محفوظة وقائمة، وباقية، ويجب أن يبقى الاتِّباع لها سائدًا، وأن يظل النزول على أوامرها قائمًا، وأن يلتف المسلمون حول المنهج الرباني الخالد إن أرادوا عزة وسعادة وسيادة، وأن يلتفوا حولها، كما التف أسلافهم في حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم.

والاتباع طريق الوصول إلى مرضاة الله، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ (آل عمران:31، 32) وقال تعالى: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾ (الأعراف:3).

وفي هذه المناسبة: نناشد جميعَ حكام المسلمين والعرب أن يعملوا شيئًا.. وفي أيديهم الكثير من أدوات التأثير، كما نطالب الشعوب العربية والإسلامية أن تستيقظ من غفلتها، وأن تدرك جيدًا ما يُدبر لها، من مؤامرات محلية ودولية، ونرفض ما يُقدم للمظلومين والمعذبين من إخواننا، باسم الإحسان أو التبرع، فمعناه أنه أمر اختياري، بينما ما يُقدم وهو قليل فرضٌ على جميع المسلمين، بل فرضٌ علينا جميعًا أن نعيش مع هذه القضايا ونتابع أخبارها، ونثيرها في كل مكان نحلُّ فيه بأعلى صوتٍ، خاصة من نتعامل معهم، بل الواجب الشرعي يقتضى التصدي لهذه المخططات، التي هي بمثابة إعلان الحرب على المسلمين.

ونؤكد أن الجميع- كل في موقعه- فرضٌ عليه أن يعمل كل ما في طاقته لنصرة المرابطين في أرض الإسراء وغيرها، ودور أجهزة الإعلام أن تبرز الحقائق، وتكشف المعاناة التي تعيشها هذه الشعوب، وعلى علماء المسلمين بالدرجة الأولى واجب دعوة المسلمين لأداء واجب النصرة، وفرض عليهم أن يؤكدوا على المسئولية الفردية والجماعية على الجميع، فالجهاد يكون بالنفس والمال والوقت والدعم الخيري، والدعاء، والكلمة الواعية، ومقاطعة يهود وكل من يتعامل معهم أو يعاونهم.

ويجب أن تتوارى قرارات الشجب والاستنكار، وكل ألوان الاحتجاج- وكل الاجتماعات التي تنتهي إلى لا شيء، فلا يمكن أبدًا أن تُجدي هذه الوسائل إزاء سياسة البطش والإذلال، والقتل وسفك الدماء، وفرض الأمر الواقع.

دعاء ورجاء إلى الله

دعوات وأمنيات: وفي هذه الأيام المباركة يقبل المسلمون على الطاعة والعبادة، ويقفون على باب الكريم، يدعونه ويلحُّون عليه في الدعاء، وهم يوقنون بأنه سبحانه لا رب سواه، ولا يجيب المضطر إلا إياه، يدعونه وهو أهل للدعاء، يستحيي أن يرفع عبده يديه راجيًا بإلحاح أن يردها صفرًا، يدعونه سبحانه، وهم يستبشرون بنصرٍ إسلاميٍ عظيم، تصبح فيه هذه الأمة قادة العالم من جديد، فتخرج البشرية من عبادة العبيد إلى عبادة الله وحده، والمؤمن يثق في أن الله عز وجل سيزيل أعداء الإسلام من أماكنهم قريبًا عاجلاً إن شاء.

فيجب أن نستبشر بأن المستقبل القريب لهذا الدين، فإن الله عز وجل وعدنا بنصره وتأييده ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور:55) وهذا وعدٌ لا خلف فيه وحقٌ لا ريب فيه، فنجاهد في سبيل الله، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، وتُملأ الأرض قسطًَا وعدلاً، كما ملئت ظلمًا وجورًا، "اللهم افتح لنا فتحًا مبينًا، وانصرنا نصرًا عزيزًا، واجعل لنا من لدنك سلطانًا نصيرًا، الله ثبت أقدامنا، وأدخل الرعب في قلوب عدونا، واقطع دابر اليهود وكل من بغى على المسلمين، وكن لنا وليًا، وبنا حفيًّا.. آمين.


المصدر

إخوان اون لاين