أحمد حسن الشرقاوي يكتب: وكالة "ناسا" تتعلم من القرآن الكريم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد حسن الشرقاوي يكتب: وكالة "ناسا" تتعلم من القرآن الكريم


(14 مايو 2016)

هل تعرف ما هي "الخُنّس، الجواري الكُنّس التي أقسم بها الله تعالى في سورة التكوير حين قال جل وعلا: "فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوَارِي الْكُنَّسِ* وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ*وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ*إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ"؟! سورة التكوير (16- 19).

لا بد لنا لكي نفهم المعنى أن نحيط بعلم المعاني في اللغة العربية، ولا يتسنى ذلك سوى بالعودة إلى معاجم اللغة العربية ومن بينها معجم "لسان العرب" الذي يقول إن الخنس هو الصمت أو انقباضُ الشيء على نفسه والاستخفاء، فالكواكب تدخل في منازل مثل القمر حسب موقعها من ناظرها من الأرض فيزداد ضوؤها ويقل، وورد الخنوس في سورة الناس "الْوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ"، ويقول المفسرون: إن الشيطان ينبسط، فإذا ذُكر الله خَنَس وانقبض، أما الجوار: أي التي تجري في السماء. الخَيْلُ تَجْرِي والرِّياح تَجْري والشمسُ تَجْرِي، أما الكنس: أي أنها تكنس ما حولها. وبالتالي فإنه قسم قد يبدو للوهلة الأولى غريبا وعجيبا!

فالمعروف أن البشر لم يستطيعوا معرفة منازل الكواكب وحركتها والوظائف التي تقوم بها في إطار مجرة "درب التبانة" قبل اكتشاف التليسكوبات العملاقة وعشرات السنين من الرصد والبحث والمتابعة. وبالتالي يبرز السؤال: كيف لبشر مثل رسولنا الكريم محمد، عليه أفضل الصلوات والتسليم، أن يأتي بمثل هذا القسم بشيء ربما لا يعرف العرب ولا العجم -في ذلك الوقت- الكثير أو حتى الضئيل عنه؟!!

فقد كان الفارق الوحيد بين النجوم والكواكب في وقت بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم هو أن النجوم ثابتة في مواقعها، بينما الكواكب سيارة وتتحرك، لكن مع تطور العلم والأساليب الحديثة في الرصد ووجود تليسكوبات عملاقة مثل "هابل" وغيره، اكتشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) شيئا عجيبا في الفضاء، فهناك من ينظف الكون من الغبار الكوني والدخان الناتج عن انفجارات النجوم، أي أن وظيفتها تماثل تماما المكنسة الكهربائية الموجودة في بيوتنا حاليا، فهذه النجوم العملاقة غير المرئية تشفط هذا الدخان والغبار الكوني تماما كالمكنسة.

وقد أطلقت عليها ناسا اسم "الثقوب السوداء" " The Black Holes" نظرا لأنها لا ترى فهي تماما كثقب يشفط أي غبار أو دخان في الكون، وفي الحقيقة هي نوع من أنواع النجوم، وهي تجري في السماء وتنظفها، وقد وجد أحد العلماء الأميركيين أن أفضل توصيف لها هو ما ورد في القرآن الكريم (سورة التكوير- الآية 16)!

فقد أتى ذكر هذه النجوم أو الثقوب السوداء في قوله تعالى " فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوَارِي الْكُنَّسِ" سورة التكوير أقسم خالقها وخالق الكون وله مايشاء أن يقسم به ووصفها وصفا دقيقا فهي صامتة ولا يمكن رؤيتها، فهي خنس صامتة مهيبة وهي تجري: فهي جوار، وهي كالمكنسة: فهي كنس.

بقي أن نعرف أن "الخنس الجوار الكنس" أكبر بعشرين مرة من حجم كتلة الشمس، وهي كمكنسة كونية عملاقة تستطيع أن تبلع الأرض بما فيها ومن فيها، وهي أيضا لديها قوة جاذبية عظيمة تستطيع أن تجذب أي شيءء يمر أمامها، وصدق الحق حينما قال في سورة فصلت الآية 53: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ" صدق الله العظيم.

المصدر