أحمد حسن الشرقاوي يكتب: «أزهر جديد» في بوسطن!! 2

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد حسن الشرقاوي يكتب: "أزهر جديد" في بوسطن!! 2


(4 يونيو 2016)

في نفس هذا المكان في الأسبوع الماضي، طرحت فكرة وجود مركز وجامعة إسلامية في مدينة بوسطن الأميركية التي تعد عاصمة العلم والجامعات المرموقة في أميركا كلها.. والحقيقة أن الصرح موجود منذ سنوات طوال وبالتحديد منذ العام 1994؛

حيث كان ثمرة لجهود مخلصة تضافرت مع بدايات السبعينيات بمدينة بوسطن على يد طلاب مسلمين جاؤوا من بقاع شتى من بلاد العالم الإسلامي خاصة الدول العربية؛ بهدف استكمال دراستهم الجامعية بكبرى الجامعات بمدينة بوسطن، وكان تواجدهم سببا ساقه الله تعالى لبذر جذور هذه المؤسسة العريقة في رسالتها ومنجزاتها التي أينعت وأثمرت.

ولا تزال تسهم بخطى وثّابة في دعم مسيرة الدعوة الإسلامية بمفهومها الوسطي المعتدل الذي يهتم ببناء الجالية المسلمة من الداخل على قيم الإسلام وتعاليمه السمحة، حتى يستطيعوا أن يكونوا مواطنين مؤثرين في المجتمع بما يحملونه من علم، ورقي، وبما يقدمونه من إسهامات حضارية، وبما يتحلون به من مواطنة صادقة، تتمتع بالعطاء المتميز، والإيجابية المنتجة.

ومع افتتاح مركز الجمعية الإسلامية ببوسطن 1994 بدأت تتأسس معالم الجالية المسلمة ببوسطن انطلاقا من مدينة كامبردج لتنتقل إلى مدينة بوسطن الكبرى، فمن مركز صغير إلى عدة مساجد، ومن مدارس نهاية الأسبوع إلى عدة مدارس إسلامية كاملة الدوام، ومن تجمعات للصلاة إلى مراكز للاهتمام بالشباب والأطفال والنساء وخدمة المجتمع، ومن اهتمام بالمسلمين فحسب إلى إقامة الأنشطة الدعوية لغير المسلمين ممن يتعطشون لمعرفة الدين الحق، ويودون أن تستكين فطرتهم الباحثة عن مصدر خلقها ورزقها وحياتها ومماتها.

ومع بدايات عام 2000م، وافق عمدة مدينة بوسطن على منح الجالية المسلمة عن طريق الجمعية الإسلامية ببوسطن قطعة أرض في وسط المدينة في مقابل أن يقدم المسلمون من خلالها مركزا متميزا يخدم الجالية المسلمة وعائلاتها، ويكون إضافة حضارية ثقافية لتراث مدينة بوسطن وما حولها.

في سنة 2009 تم افتتاح المركز الثقافي الإسلامي، بحضور رسمي من عمدة مدينة بوسطن الراحل (منينو) الذي ظل داعما أساسيا لهذا المشروع قرابة ما يزيد على 15 عاما، رغم ما تلقاه من مضايقات وشائعات، لكنه أصر على تنفيذ وعده ليس فقط لصالح المسلمين الذين يثق في قيادتهم وإنجازاتهم، إنما لصالح مدينة بوسطن أن يكون فيها هذا الصرح الحضاري المتميز ليضاف إلى إنجازاته وإسهاماته التي تمت في عهده.

سيكون هذا المشروع على مرحلتين: المرحلة الأولى: في عام ٢٠١٦. وذلك بافتتاح معهد إسلامي على غرار البرامج المستمرة في كلية الدراسات الدينية في جامعة هارفارد، سيقوم هذا المعهد بتوفير برامج دراسية وشهادات في الموضوعات الإسلامية المعاصرة للمسلمين وغير المسلمين.

المرحلة الثانية: في عام ٢٠١٨. سيضيف المعهد برنامج الماجستير لإعداد الدعاة والأئمة بأميركا. على غرار معهد أندوفر في مدينة نيوتن. وسيحصل الخريج على شهادة ماجستير معتمدة من الجهات الرسمية في الاعتماد الأكاديمي بأميركا، والهدف الواضح هو تخريج داعية بلسان قومه ومن بين صفوفهم يتحدث لغتهم سواء الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية وغيرها.

ويقوم بإدارة المركز الآن مجموعة من الجيل الثاني من الشباب والفتيات، الذين نشؤوا وتربوا في المجتمع الأميركي ويعرفون لغته وثقافته، مع اعتزازهم بالانتماء إلى الإسلام، والرغبة في تمثيله ونشر دعوته. يبلغ عددهم الآن ما يقرب من 12 موظفاً بميزانية سنوية تتجاوز المليون ونصف المليون (1.5 مليون) دولار.

المصدر