أحمد حسن الشرقاوي يكتب: "أزهر جديد" في بوسطن! (1)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد حسن الشرقاوي يكتب: "أزهر جديد" في بوسطن! (1)


(28 مايو 2016)

أعطى علماء سنغاليون درسا أخلاقيا مهما لممثلي الأزهر الشريف لدى زيارتهم للعاصمة السنغالية داكار عندما سألوهم عن: معنى الانقلاب العسكري في الإسلام؟!! وكانت انتقادات العلماء الشرعيين السنغاليين -الذين تلقوا علوم الشريعة الإسلامية في رحاب الأزهر- بمثابة تقريع علني لممثلي شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب الذي بارك الانقلاب العسكري وكان في مقدمة المشهد الانقلابي عندما حرص على أن يجلس في الصف الأول إلى جانب البابا تواضروس بابا الكنيسة المصرية لدى قيام وزير الدفاع المنقلب عبدالفتاح السيسي بتلاوة بيانه الانقلابي يوم 3 يوليو 2013.

سأل علماء الشريعة السنغاليون عن أسباب صمت الأزهر الشريف وشيخه غير الطيب عن قتل النظام العسكري للمتظاهرين بدم بارد في الشوارع، والتنكيل بالمعارضين ومصادرة أموالهم، واقتحام بيوتهم وقتل العزل أمام أسرهم، بل واغتصاب الفتيات والنساء في سجون العسكر وتعذيب الشباب بأقسى أنواع التعذيب وفقا لما ذكرته المنظمات الحقوقية الدولية بأدلة وشهادات موثقة. وبالطبع لم يحصلوا على إجابة واضحة من وفد "الأزهر"!!

الأزهر كمؤسسة رسمية وأحد أعمدة "القوة الناعمة" لمصر فقد رونقه في الفترة الأخيرة، بل وفقد تأثيره لدى المسلمين حول العالم بسبب تأييده للانقلاب العسكري وصمته عن الجرائم التي يرتكبها العسكر في حق الشعب المصري المسلم داخل مصر وخارجها، بعد أن كان الأزهر هو حائط الصد الأخير عن المسلمين ضد ظلم الحكام المحليين أو الغزاة الأجانب.

كانت فكرة تطوير الأزهر عام 1960 من خلال القانون رقم 29 لسنة 1960 الذي أصدره جمال عبدالناصر فكرة جيدة تتمثل في تخريج "طبيب وداعية" و "المهندس الداعية" و "الصيدلي الداعية" أي تدريس العلوم العصرية إلى جانب العلوم الشرعية، وهو نفس منهج المبشرين المسيحيين، فهم يتميزون للغاية في مهن تهم الناس وفي ذات الوقت يعملون في مجال التبشير بالدين المسيحي.

فكرة قانون عبدالناصر انتهت بأن خريج الأزهر لم يعد طبيبا جيدا ولا داعيا متميزا، بل تخرجت منه أجيال لا تتقن لا العلم ولا الدعوة، ولعل ذلك ما دفع بعض الأفراد من المصريين والعرب والمسلمين في مدينة بوسطن الأميركية لتأسيس جامعة إسلامية لتدريس العلوم الشرعية الدينية لخريجي الجامعات بنفس الهدف الذي كان يفكر فيه جمال عبدالناصر، ولعلهم يستفيدون من مساوئ التجربة الناصرية في تطوير الأزهر.

سمعت بالفكرة من وفد الجامعة الذي يزور منطقة الخليج ويلتقي أكبر عدد من رموز الدعوة الإسلامية والعمل الخيري في المنطقة لشرح الفكرة وتأمين الدعم والتأييد لها، لا لتكون بديلا عن الأزهر ولكن لتحقق الهدف الرئيسي الذي فشل الأزهر في تحقيقه، وهو تخريج داعية صاحب مهنة (طبيب- صيدلي- مهندس- صحافي)

وفي ذات الوقت عالم في الشريعة الإسلامية ودارس لها لمدة 3 سنوات متصلة من خلال مشروع متكامل في مدينة بوسطن الأميركية، لكي يتخرج داعية إسلامي من المسلمين الغربيين (أميركيون- أوروبيون- آسيويون) يخاطب الشعوب الغربية بلسانهم متسلحا بعلم دنيوي وديني في وقت واحد. داعية بلسان قومه، ويا لها من فكرة رائعة حال تنفيذها. وللحديث بقية.

المصدر