أحمد الشرقاوي يكتب: النظام والفوضى فى القرن الحادي والعشرين "جزء2"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد الشرقاوي يكتب: النظام والفوضى فى القرن الحادي والعشرين "جزء2"


(19 مارس 2016)

في الأسبوع الماضي رويت قصة حصولي على كتاب روبرت كوبر: "تحطم الدول: النظام والفوضى في القرن الحادي والعشرين" خلال فترة عملي في لندن، وفي إجازتي السنوية في القاهرة بعد ذلك بعدة أشهر التقيت رئيس المؤسسة الأستاذ محفوظ الأنصاري، وسألته، ما وجه السرعة والعجلة في حصولك على نسخة من هذا الكتاب، فبادرني: هل قرأته؟!

نعم قرأته، بل اشتريت نسخة لأعرف ما الذي يثير اهتمامك وشغفك به. فقال: الريس (يقصد الرئيس المخلوع حسني مبارك)، وابتسم ثم توقف عن الكلام تماما. وكانت هذه طريقة الأستاذ الأنصاري، أن يجيب بكلمات قصيرة ويترك لمحدثيه تخمين بقية الحكاية.

وقد فهمت ساعتها أن مبارك طلب رأيه في الكتاب، وعرفت بعد ذلك أن جمال مبارك نجل الرئيس المصري الأسبق كان يلح على والده لاتخاذ قرارات تضمن المزيد من الانفتاح السياسي الذي وصل إلى التعديلات الدستورية الأولى في العام 2005 والتي بموجبها تم إجراء أول انتخابات رئاسية تعددية بديلا عن فكرة الاستفتاء الرئاسي.

المهم أن الأستاذ الأنصاري، متعه الله بالصحة والعافية، قال لي هل تناولت الغداء، فأجبته بالنفي، فدعاني على الغداء في نادي العاصمة بوسط القاهرة، وامتدت الجلسة 4 ساعات امتد خلالها النقاش وتشعب للعديد من الموضوعات.

كان الأستاذ الأنصاري يثق في شخصي الضعيف ويعتبرني بمثابة ابن له، وشعرت في تلك الجلسة أنه يحمل جبالا من الهموم فوق كتفيه، وقد روى بنفسه في مقال نُشر بجريدة الجمهورية يوم 16 يونيو 2011 الكثير مما تحدث به معي.

قال الأنصاري: "دق جرس التليفون في ساعة مبكرة من الصباح.. رفعت السماعة.. وجاء صوت الجانب الآخر: صباح الخير.. أنا جمال مبارك.. ما هذا الذي كتبته في الأهرام.. وما هذه "المانشيتات التي تغطي الصفحة الأولى.. وجميعها خاطئ وكاذب".

الأنصاري: أنا لا أكتب في الأهرام.. ونشرة الوكالة التي أتولى رئاستها نشرة داخلية للمشتركين وليس بها مانشيتات ولا عناوين مثيرة أو غير مثيرة.

قال: كيف هذا.. رئيس الأهرام قال لي الآن وفوراً إن ما هو مكتوب في الأهرام. هو كلامك أنت ومصدره الوكالة.

الأنصاري: ربما تقصد الحديث الذي جرى بين الرئيس وبين رؤساء التحرير منذ عدة أيام على الطائرة الرئاسية، وهنا يظهر أن الفتى لم يكن موجوداً في مصر.. وعاد يتعامل مع تقارير عملائه التي أعدت له.

قال: كيف تسمح لنفسك أن تكتب وتؤكد أن الدستور لن يعدل.. وأن المنادين والمتحدثين عن التعديل أبواق تردد كلمات حق يراد بها باطل. وكان هذا المقطع الأخير أحد العناوين التي اختارها الأهرام للمانشيت.

الأنصاري: لست أنا ولا الزملاء من أثار وتحدث عن الدستور وتعديله أو عدم تعديله، رئيس الجمهورية هو الذي اختار موضوع الدستور وتكلم فيه دون أن يسأله أحد.

قال: طيب.. خلاص. صدقنا أن هذا ما قاله الرئيس.. أنت تنشره وتذيعه ليه؟ خاصة أنه خطأ وغير صحيح، وستتغير بعض بنود الدستور بأسرع ما يمكن.

قلت: كيف لنا أن نعرف أن ما يقوله الرئيس صحيح أم غير صحيح.. وهل يجوز لرؤساء التحرير أو غيرهم أن يكونوا رقباء على رئيس الدولة.

فجاء الرد كالمدفع: هل تظن أننا "فاضيين" للصحافة.. وعلى كل.. ما كتبتموه عن الدستور وتعديلاته غير صحيح.. وستحدث التغييرات بأسرع مما تتخيل، وهو ما حدث بالفعل (وللحديث بقية الأسبوع المقبل إن شاء الله).

المصدر