تربّى مجاهداً وأصبح قائدا قساميا وقضى في سبيل الله شهيدا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:١٢، ١٥ أكتوبر ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (←‏المصدر)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تربّى مجاهداً وأصبح قائدا قساميا وقضى في سبيل الله شهيدا

توطئة

ماضٍ و أعرف ما دربي و ما هدفي، و الموت يرقبني في كلّ منعطفِ، و حياتنا أنشودة صيغت على لحن الكفاح ، و طريقنا محفوفة بالشوك بالدم بالرماح، يا دربنا يا معبر الأبطال يا درب الفلاح، إنا إذا وضع السلاح في وجهنا ضجّ السلاح، وإذا تلعثمت الشفاه تكلّمت "آه" منّا الجراح، مضى الذين شغاف القلب يعشقهم، من الأحبة من حولي فوا لهفي.

مولده و نشأته

الشهيد القسامي عبد الله علي عقل


مرة أخرى تقف البريج على أعتاب ميلاد فارس جديد من فرسان الجهاد و المقاومة , مرة أخرى تكون على موعد مع إشراقة فجر جديد .


أشرقت الأنوار بميلاد الفارس القسامي القائد الشهيد عبد الله علي عقل في مخيم البريج بتاريخ السادس والعشرين من يونيو للعام السادس والستين بعد تسعمائة وألف للميلاد .

ولد الفارس لأسرة كريمة طاهرة مشهورة بحبها للجهاد والمقاومة , ومعروفة بانتمائها القلبي والعقلي لمشروع الإسلام ودعوة السماء .

بدأ الصغير يكبر وتتفتح معه عيونه على الوطن السليب و القدس المدنسة من أرذل الخلق الصهاينة, فاستقر في وجدانه أن له أرضاً لا يمكن لها أن تعود لأهلها وأصحابها الأصليين إلا كما انتزعت بالقوة , هذا ما تعلمه من حكايا الجد والجدة والوالد والوالدة .

تعليمه وحياته الدراسية

كبر الطفل الذكي اللماح سريعاً ليلحقه أهله بمدرسة البريج الابتدائية لتمر السنوات سريعة لنجد عبد الله قد التحق بمدرسة البريج الإعدادية , لينتقل منها متوجهاً إلى مدرسة خالد بن الوليد بالنصيرات ليتخرج منها حاملاً معه شهادة الثانوية العامة باقتدار والتي أهلته ليدرس في الجامعة الإسلامية بغزة , قلعة العلم ومخرجة القادة والشهداء .

التحق بالجامعة الإسلامية بغزة والتحق فيها بكلية الشريعة, ليدرس ويجتهد ويكون مثالاً حياً للطالب المجتهد المتميز وليحصل في هذه الكلية العريقة على درجة الامتياز في سنته الأولى بمعدل 92 % ، لكنه لم تكتمل فرحته بهذا النجاح حيث اعتقل على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني و حكِم عليه لمدة عامين في عام 1990 م ، قضاها في سجون الاحتلال .

و بعض قضائه عامين في سجون الاحتلال تم الإفراج عنه ، و من بعدها التحق بكلية العلوم و التكنولوجيا و تخصّص في الصيدلة حيث أنهى دراسته و حصل أيضاً على درجة الامتياز في الصيدلة .

عمل شهيدنا المجاهد في عيادة البريج ، كما عمل أيضاً على بند البطالة التابع لوكالة الغوث الدولية لمدة 6 شهور ، و بحكم عمله العسكريّ و الظروف الأمنية التي يمرّ بها شعبنا لم يتمكّن الشهيد بالالتزام بالعمل في أي مؤسسة رسمية.

بيته و منزله

يذكر أن الشهيد عقل يبلغ من العمر "37" عاماً و هو متزوّج و له ثلاثة أولاد و ابنة و هم معتصم و محمد و كناري و بلال .

يقول معتصم ابن الشهيد عبد الله عقل :

"لقد كان أبي بمثابة المدرسة ، فربّاني أحسن تربية حيث علّمني القرآن و الصلاة في المسجد و الصبر و الإخلاص و الجدّ و الاجتهاد في دراسته ، لقد كان دائم القول (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) ، و (ربنا يكرمنا) ، حيث كانت تتردّد هذه العبارة على لسان أبي كثيراً ، كما كان يقول (اقتربت الشهادة)" .

صفات الفارس وأخلاق المجاهد

والدة الشهيد عبد الله عقل تقول و الدمعة تفرّ من عينيها :

"لقد تربّى عبد الله التربية الصالحة ، لقد علّمته الصوم و الصلاة و الجنة و النار و علّمته الخوف من الله ، و خشيته قبل دخوله المدرسة ، حيث كان يواظب على قراءة القرآن و حفظه و تلاوته و صلاة النوافل و قيام الليل ، لقد زرع الله محبة الناس في قلبه و ذلك من هيبته من الله عز و جل ، فقد كان محبوباً من جيرانه و أقاربه و مدرّسيه في المدرسة و كلّ المخيم يشهد له بذلك" ..

أما أبو رشدي شقيق الشهيد عبد الله عقل الذي يكبره في السن بعامين ، فيقول :

"لقد كان عبد الله دائم الابتسام حيث إن ابتسامته مرسومة على وجهه في كلّ وقتٍ ، و صدره واسع ، و كانت شخصيته مرحة و نفسه توّاقة ، و كان محبوباً بين أبناء مخيّمه بحكم علاقاته الاجتماعية الواسعة بين أرجاء المخيم ، لقد كان الشهيد عبد الله مولَعاً بالمساجد و بالأناشيد الإسلامية و كان يحب أنشودة (أمي غنّي زغردي)" ..

هواياته

أبو أحمد من أصدقاء الشهيد عبد الله عقل ، يقول عنه :

"لقد كان الشهيد عبد الله رياضياً عاشقاً لرياضة كرة القدم ، فقد كان يحب مشاهدة المباريات و خاصة التي تخصّ النادي الأهلي المصري ، فعندما يكون مشغولاً و لا يستطيع أن يتابع إحدى مباريات النادي الأهلي يطلب من زوجته أن تسجّل له المباراة على شريط فيديو ليتابعها فيما بعد إيماناً منه بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (علّموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل)" .

ويضيف :

" كان الشهيد عبد الله من مؤسّسي فريق كرة القدم في مسجد البريج الكبير حيث كان و ما زال في صدور محبّيه حياً ينبض بالروح و الجسد" .

طموحاته

يقول أبو رشدي شقيق الشهيد :

"لقد كان الشهيد عبد الله أبو المعتصم يتطلّع باستمرار إلى العيش بحرية و أمان تحت ظلّ دولة إسلامية قائمة على العدل و المساواة ، فقد كانت روحه دائماً توّاقة للقاء الله ، و يجتمع مع محبّيه من إخوة شهداء سبقوه ، فقد كان دائم الحديث عن الشهادة و الشهداء موصياً أهله بدفنهِ بجوار رفيق دربه الشهيد رياض أبو زيد" .

و يضيف أبو رشدي :

"الشهيد كان يحبّ العمل الجهادي و كان غيوراً على دينه و إسلامه ، محبّاً للمقاومة و الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله ، رافضاً الرضوخ للاستعمار و الاستيطان لأرض فلسطين و استلاب شبابها و خيراتها ، فقد عرف الشهيد عبد الله عقل في المخيم بصبره و حلمه و جلده ، فجميع الأحداث كانت تلهب مشاعره و خاصة ما يمرّ به شعبنا و خاصة أعز أصدقائه من عمليات اغتيال و تصفية الواحد تلوَ الآخر من رياض أبو زيد و محمود مطلق عيسى ، و د. إبراهيم المقادمة و غيرهم ، مما زاده قوة و صلابة و إصراراً على مواصلة طريق الجهاد و تعميق المقاومة في نفوس الآخرين حتى يكتمل المشوار من جيلٍ لآخر" .

كان يعلم ..

يقول صديقه أبو أحمد إن أبا المعتصم كان يعلم بأنه سيسقط شهيداً قبل عشرة أيام من عملية اغتياله حيث جاءه أحد أصدقائه قائلاً له : "يا أبا المعتصم لقد حلمت لك حلماً" ، فقال : "ما هو ؟" ، فقال : "جاءني الشهيد محمود مطلق عيسى في المنام فسألته عن مكانه و أين هو؟ ، فقال له (أنا أعيش بينكم في مكانٍ قريبٍ من هنا مع صلاح شحادة و زاهر نصار ، و لا يعرف مكاننا إلا الشهيد عبد الله عقل) ، و قال له (سلّم على عبد الله عقل)" ، فلما علم الشهيد عبد الله بهذا الحلم ، فرح فرحاً شديداً ، و قال : "ربّنا يكرمك ، إن موعدي لقريب مع أصدقائي و أحبّتي و رفاق دربي" .

استشهاده

جاء يوم استشهاده عندما اتصل الشهيد عبد الله عقل بالشهيد فريد ميّط من داخل مسجد البريج الكبير بعد صلاة الظهر مباشرة حيث لاحظ أصدقاؤه شيئاً غريباً أثناء المكالمة التي أجراها مع الشهيد فريد ميّط ، فقد لاحظوا أن الشهيد عبد الله كان ينتقل بين المنبر و أصدقائه أكثر من خمس مرات .

التقى الشهيدان داخل مخيم البريج حيث ركبا سيارة الشهيد فريد و انطلقا إلى غايتهم و لكن الصواريخ التي أطلقتها طائرات الأباتشي على السيارة حالت دون وصولهم إلى هدفهم ، فقد قصفت الطائرات الصهيونية أربعة صواريخ على سيارة الشهيدين بالقرب من مفترق البريج مما أدّى إلى استشهادهم و إصابة عددٍ آخر من المواطنين بجروح .

و شيّع آلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني الشهيدين إلى مقبرة الشهداء في مخيم البريج مندّدين بالجرائم الصهيونية بحقّ شعبنا مطالبين كافة الأطر و الأجنحة العسكرية بالرد و الانتقام على هذه الجرائم .

المصدر