بيان بمناسبة انعقاد القمة العربية في القاهرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان بمناسبة انعقاد القمة العربية في القاهرة
01-04-2003

﴿وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَميعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا) (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ صدق الله العظيم.

إن الأمة العربية كلها،بل الأمة الإسلامية،تنتظر من الملوك والرؤساء العرب الذين تداعوا لعقد القمة العربية -بعد طول انتظار- أن يكونوا على مستوى الأحداث الخطيرة التي تشهدها أرض فلسطين المباركة،وأن تأتي قراراتهم متجاوبةً مع مشاعر وأحاسيس شعوبهم والتي عبروا عنها خلال الأيام الأخيرة، وأن يكون بيانهم الختامي في نفس قوة التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني البطل.

وها نحن بعد أن انتزع الرئيس الأمريكي من قمة شرم الشيخ قرارًا بما أسماه وقف العنف في أرض فلسطين،وهو يقصد دفاع الفلسطينيين عن أنفسهم ومقدساتهم دون أن يوجه كلمة لوم واحدةً إلى المعتدي الآثيم الذي تلطخت يداه بدماء الشهداء والضحايا من الأطفال والشيوخ،وساوى بين الجلاد والضحية،ها نحن ننتظر من الملوك والرؤساء أن تأتي قمتهم بقراراتها وتوصياتها،ولتصب في الاتجاه الصحيح،وهو دعم جهاد شعب فلسطين والوقوف بجوار الانتفاضة المباركة،كما طالب الفلسطينيون أنفسهم،حتى تحقق أهدافها وعلى رأسها استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كاملةً غير منقوصة.

لذلك فإننا نطالب الملوك والرؤساء العرب أن تكون قمتهم حول قضية فلسطين وحدها دون غيرها في هذا الوقت العصيب،ونذكرهم بالحقائق التالية:

·إن فلسطين و القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم وإنما هي قضية العرب والمسلمين،وهو ما أكده الملوك والرؤساء أنفسهم أثناء مفاوضات كامب ديفيد الثانية،هكذا كانت أيام الحروب الصليبية،وهكذا ينبغي أن تكون الآن،ومن ثم لا يصح مطلقًا أن تترك للسلطة الفلسطينية وحدها، تقضي فيها بما ترى أو تستطيع،خشية الاتهام بتحريض السلطة على التشدد،فالمسئولية عن هذه القضية جماعية،والأرض وقف إسلامي،والأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين .

·إن التشرذم العربي والخلافات والعداوات بين الأنظمة هي التي أطمعت العدو الصهيوني في الحصول على كل شئ لنفسه:السلام والأرض والسيادة والهيمنة على المنطقة،بل وصل به التبجح إلى التطلع للاستيلاء النهائي على القدس والتمهيد لهدم المسجد الأقصى بكثرة الحديث عن الهيكل،وساعده على ذلك الشريك الأمريكي الظالم المنحاز .

·لعل سنوات التفاوض الفلسطيني مع العدو الصهيوني تقنع من لم يكن مقتنعًا بأن هذا العدو لا يريد لنا سلامًا،بل يريد منا الذل والخنوع والاستسلام والركوع والتنازل عن كل الحقوق بما فيها المقدسات،وأن عبارات (سلام الشجعان) و(العملية السلمية) و(وإنهاء الصراع) و(التطبيع) لا يراد منها غير ذلك، وأن أمريكا هي الداعم الأكبر له والسند والظهير،ولذلك ف الإخوان المسلمون يطالبون الحكام العرب في قمتهم بما يلي، -ويعتبرون أنفسهم جنودًا لهذه القضية يفتدونها بأرواحهم وأموالهم:

  1. دعم الانتفاضة الفلسطينية ومدها بالمال والسلاح.
  2. قطع العلاقات الدبلوماسية مع العدو الصهيوني واستدعاء السفراء.
  3. إيقاف وسائل التطبيع على كل المستويات.
  4. ترك الشعوب تعبر عن مشاعرها نحو فلسطين من ناحية،ونحو العدو الصهيوني وأمريكا من ناحية أخرى.
  5. إيقاف المفاوضات الفلسطينية مع العدو الصهيوني .
  6. إطلاق مجاهدي حماس والجهاد الإسلامي من السجون الفلسطينية.
  7. دعم الشعب الفلسطيني بالمال والغذاء والدواء.
  8. المقاطعة الاقتصادية لمن يدعم العدو الصهيوني .
  9. إحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
  10. استنهاض الشعوب والحكومات الإسلامية للاشتراك في تهديد المصالح الاقتصادية للدول التي تدعم العدو.
  11. إلغاء قرار اعتبار السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد.

﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 20 من رجب 1421هـ

18 من أكتوبر2000 م

المصدر