ثلاث سنوات على رحيل داعية القرن العشرين زينب الغزالى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٦:١٧، ٣٠ يوليو ٢٠١٠ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'3 سنوات على رحيل داعية القرن العشرين زينب الغزالى بقلم / بدر محمد بدر فى الاربعاء الثالث من أغس…')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

3 سنوات على رحيل داعية القرن العشرين زينب الغزالى

بقلم / بدر محمد بدر فى الاربعاء الثالث من أغسطس عام 2005, لقيت الداعية الكبيرة, والمجاهدة الصابرة زينب الغزالى الجبيلى ربها, عن عمر يناهز الثامنة والثمانين, بعد حياة حافلة بالدعوة والحركة والجهاد والصمود والشموخ, وفى الذكرى الثانية لوفاتها, نتذكر سوياً بعضاً من سيرتها, التى تحتاج إلى التسجيل والنشر حتى تصل إلى الشباب والفتيات فى عالمنا الإسلامى وشيعت الجنازة الخميس الرابع من اغسطس.. ولدت الداعية الكبيرة فى الثانى من يناير عام 1917م, فى قرية " ميت يعيش " مركز ميت غمر ـ محافظة الدقهلية ( 80كم من القاهرة ), وبعد وفاة والدها فى عام 1928 انتقلت الأسرة إلى حى السيدة زينب بالقاهرة, ثم إلى حى الحلمية الجديدة, وفى الثامنة عشرة من عمرها انضمت إلى الاتحاد النسائى الذى كانت ترأسه السيدة هدى شعراوى, لكنها سرعان ما قدمت استقالتها, وأسست جمعية السيدات المسلمات فى شارع نور الظلام بالحلمية فى عام 1937, وهى فى العشرين من عمرها, وانتشرت فروع الجمعية فى أنحاء البلاد, تمارس الوعظ فى المساجد والأعمال الخيرية والإجتماعية المختلفة. بيعة مع البنا وفى عام 1948م بايعت الإمام الشهيد حسن البنا على العمل معه لنصرة الاسلام, وفى عام 1951م, أصدرت مجلة " السيدات المسلمات ", ولكنها اختلفت مع توجهات " ثورة يوليو 1952 ", ـ كما حدث مع الإخوان ـ فأصدر عبد الناصر قراراً بإغلاق المجلة, وسرعان ما أغلق الجمعية نفسها فى عام 1964, وفى عام 65 تم إلقاء القبض عليها ضمن الحملة على الإخوان المسلمين, وحكمت المحكمة العسكرية عليها بالأشغال الشاقة المؤبدة, قضت منها ست سنوات, ذاقت فيها ألوان التعذيب الرهيب, وسجلت ذلك فى كتابها الشهير الذى طبعت منه عشرات الطبعات " أيام من حياتى ", وخرجت بعفو من الرئيس السادات فى عام 1971م, بعد تدخل الملك فيصل ملك السعودية ـ رحمه الله ـ . بعد خروجها من السجن واصلت طريقها فى الدعوة إلى الله وألقت العديد من المحاضرات وشاركت فى الكثير من الندوات فى داخل مصر وفى خارجها وألفت مجموعة من الكتب منها : نحو بعث جديد ـ إلى ابنتى ـ مشكلات الشباب والفتيات فى مرحلة المراهقة ـ الأربعون النبوية ـ نظرات فى كتاب الله ( تفسير للقرآن الكريم ). وغيرها, بالإضافة إلى مئات المقالات فى الصحف والمجلات المختلفة . لقد عايشت الداعية الكبيرة زينب الغزالى مايزيد عن العشرين عاماً, سكرتيراً إعلامياً لها, وأشهد أنها كانت كلها لله, أحبته من أعماقها, وأحبت دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم, ما كان يشغلها عن هذا الحب شئ مما يشغل الناس, وما عملت لدنيا قط وما ارتاحت ـ حتى لقيت ربها وهى فى سن الشيخوخة ـ وهى تعلم أن دينها وأمتها فى حاجة إلى جهدها وعطائها, وما استثقلت الأعباء الجسام, ولا أعطت الدنية فى دينها, بل خرجت من السجن وهى أكثر قوة وحماسة .. كانت شامخة شموخ الأبطال فى كل مواقفها. حب القراءة كانت مولعة بحب القراءة, تقضى معظم نهارها وجزءاً من ليلها فى المطالعة فى مختلف فروع المعرفة .. كانت تقرأ فى التفسير والحديث والسيرة والفقه, مثلما كانت تقرأ فى قضايا العمل الاسلامى المعاصر ومشكلات المسلمين .. كما كانت تقرأ فى الأدب والسياسة والعلوم الإنسانية .. وكانت تحرص على وجود الورق والقلم بجوارها دائماً, فالدافع للكتابة يمكن أن يأتى فى أى لحظة .. وعندما زارت إسلام أباد, ورأت مسجد الملك فيصل رحمه الله, وطالعت الكثير من فخامته وروعته ومظاهر الأبهة فيه, ألحت عليها خاطرة سجلت عنوانها : " يوم كانت مساجدنا من جريد النخل, حكمنا العالم !.. أى يوم كنا نهتم بالجوهر قبل المظهر. التواضع كانت داعية القرن العشرين شديدة التواضع, إذا دعت إلى طعام قامت بنفسها على خدمة الضيوف, ولاتترك أحداً غيرها يقوم بهذه المهمة, وتسعد كثيراً بضيوفها وكانوا كثرة من جميع أنحاء العالم, من العرب وغير العرب .. من المسلمين وغير المسلمين, وكانت تجيد فن التعامل الإنسانى مع الإعلاميين الغربيين .. وقبل أن تجلس إلى مائدة الطعام كانت تسأل عن خدم البيت : السائق والشغالة والسفرجى والجناينى .. هل تناولوا الطعام أم لا ؟.. فإن تأخر قامت بنفسها لتقدمه لهم .. كانت صاحبة مظهر جذاب .. ثيابها بيضاء ناصعة, وهندامها متناسق, وذوقها رفيع, وغرفتها طاهرة معطرة, جعلت منها مسجداً صغيراً, يخلع المرء حذاءه قبل أن يدخل لأمر ضرورى, فيجد الغرفة وقد رتبت ترتيباً بديعاً .. شاركت زينب الغزالى ـ رحمها الله ـ فى غرس جذور الصحوة الإسلامية فى أوساط الشباب عموماً, والمرأة خصوصاً, وكانت وستظل ـ بإذن الله ـ منارة من منارات الحق والهداية وصحابية ولدت فى القرن العشرين, رحمها الله رحمة واسعة ..