قالب:الحسن أسفر بالحياء
" الحسن أسفر بالحياء " من أجمل ما أجاده الشاعر الرائع أحمد مطر قصيدته الشهيرة والمتداولة التي أنشاها عندما هددت فرنسا الفتيات المؤمنات المحجبات بمنعهن من الدراسة إن لم يخلعن الحجاب،وعنوان هذه القصيدة: الحسن أسفر بالحجاب ، ومن أبياتها: أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبهْ أنا نغمة جرحت خدود الصمت وازدرت الرتابهْ أنا وقدة محت الجليد وعبأت بالرعب أفئدة الذئابْ أنا عِفة و طهارة بينَ الكلابْ ولئن كان الحجاب رداء ترتديه المرأة فتستر به حسنها المادي، وتكشف به حسنها المعنوي، فإن له أخ وصنو لا يقل عنه شأنا، ولا يمكن أن يكتمل الحسن إلا بهما معاً، فهما رفيقان يعملان معا، أو يفترقان فتظهر من السؤاة بمقدار النقص في أحدهما، وهذا الأخ هو الخلق العظيم الذي لا يأتي إلا بخير –كما قال صلى الله عليه وسلم- خلق الحياء. ولا أظن أن هناك شيء يصعب تعريفه مثل الحياء، ولكنه مع ذلك معروف، وبكل سهولة يمكن التفريق بين من يملكه ومن لا يملكه، كما قال الشاعر: لا تسأل المرء عن خلائقه
وحاول بعضهم تعريف الحياء بأنه: نفرة القلب عن كل قبيح، سواء في الفعل أو القول أو النظر أو السماع، بمجرد أنه قبيح، ومهما قلت درجة القبح، فإن قلب الحيي عنه نافر، وفؤااده عنه جافل، ينطبق عليه قول القائل: ورب قبيحة ما حال بيني
إذا رُزق الفتى وجهاً وقاحا
ولئن كان الحياء خلقا مطلوبا من الرجل والمرأة، فإنه أشد طلبا في المرأة عنه في الرجل، لأن المرأة مفطورة على الرقة، والأنوثة مجبولة على العاطفة، وصفات الجمال أكثر ارتباطا بالمرأة عن الرجل؛ ومابين الرقة والعاطفة والجمال في كفة، والحياء في الكفة الأخرى صلات قوية لا تخفى. إن حسن المرأة الحقيقي وجمالها الذي لا مرية فيه، يكمن في نظرتها الغاضة، وصوتها الخفيض، ومشيتها المتزنة، وجلستها المحتشمة، ووجهها الوقور – إن بدا- ولسانها العفيف، وكلها المحترم؛ ويمكن إجمال ذلك كله بالخلق الطيب ذو الكلمة الساحرة: الحياء
|