قالب:فلسطين في رسالة
المسجد الأقصى هو أولى القبلتَيْن، وثالث الحرمَيْن الشريفَيْن، وإليه كان مسرى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومنه كان معراجه إلى السماوات العلا، وقد باركه الله تعالى وبارك ما حوله ﴿سُبْحَانَ الَّذِيْ أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ﴾ (الإسراء:1).
مكانة القدس الشريف رفيعةٌ عند كل مؤمن بالله.. مسلمًا كان أو يهوديًّا أو نصرانيًّا.. وقد وجدوا في ظل الحكم الإسلامي لها السماحةَ والحريةَ الدينيةَ الكاملةَ، وهي حريةٌ يشهد التاريخُ الصادقُ أنها لم تتحقق إلا في ظل الإسلام، فكم عانَى اليهود والمسلمون لمَّا سقطت القدسُ في أيدي الصليبيين سنة 492هـ= 1099م، وقد بلغت أعداد القتلى من المسلمين يومذاك عدة آلاف، وقد ذُبِح من لجأ إلى المسجد الأقصى عن بكرةِ أبيهم، وخاض الصليبيون في الطرقات في دماء المسلمين وجثثهم، التي وصل ارتفاعها إلى ركبهم.. أما اليهود فقد احتشدوا في كنيس لهم فأشعل الصليبيون فيهم النيران فاحترق بمن فيه!! ومنذ احتل الصهاينةُ بيت المقدس بعد حرب 1967م ومعاناة المسلمين هناك تجلُّ عن الوصف، وقد شاركهم بعضها النصارى الشرقيون من أهل المدينة المقدسة على مرأى ومسمع من نصارى أوروبا وأمريكا الذين يقدمون كل الدعم للكيان الصهيوني.
وإذا كان احتلال القدس هدفًا صهيونيًا منذ وطئت أقدام الغزاة الذين تجمعوا من شتات الأرض، فقد كان هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانَه حلمَ الصهاينة الذي لم يَغِب عن بالهم وتصريحاتهم وخططهم يومًا، وقد قال مؤسس كيانهم ابن جوريون "لا قيمة لإسرائيل دون القدس، ولا قيمة للقدس دون الهيكل"!!
.....تابع القراءة