هل الصحافة في مصر حرة؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٢٥، ١٧ أبريل ٢٠٢٥ بواسطة Editor (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' == قمع الصحافة بين عبدالناصر والسيسي == تُعتبر حرية التعبير إحدى أهم الأهداف للصحافة، فالصحافة تمنح الناس الحق في إبداء الرأي، وتُعبّر عن مختلف الآراء في المجتمع؛ حيث تُعدّ صوت من لا صوت له، وتُوفّر الصحافة للناس معلوماتٍ وتقارير كافيةً عمّا يدور حولهم في ال...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

قمع الصحافة بين عبدالناصر والسيسي

تُعتبر حرية التعبير إحدى أهم الأهداف للصحافة، فالصحافة تمنح الناس الحق في إبداء الرأي، وتُعبّر عن مختلف الآراء في المجتمع؛ حيث تُعدّ صوت من لا صوت له، وتُوفّر الصحافة للناس معلوماتٍ وتقارير كافيةً عمّا يدور حولهم في العالم؛ كالشؤون العالمية الحالية التي تشمل القضايا السياسية أو العامة، أو مستجدات الموضة، وغيرها من الأحداث المختلفة.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن الصحافة  تظل مهمة وضرورية للمجتمع. ومع التطورات التكنولوجية، أصبح من الممكن للصحافة الوصول إلى جمهور أوسع، مما يزيد من فرصها في النجاح.

غير أن كثير من الأنظمة سواء في دول الغرب أو الشرق تعمد على طمس الحقيقة وتكميم أفواه الصحافة، وما يقوم به ترمب في أكبر بلد ديمقراطي (كما يزعمون) وكما يقوم الغرب أيضا به نحو صحافتهم، وما يقوم به حكام العرب ليس بمستخفي عن أحد.

ومصر نموذجا واضح منذ انقلاب يوليو 1952م الذي قاده العسكر ودعمه الشعب حتى يومنا هذا حيث يقول محمد سعد عبدالحفيظ: كالعادة، صُنفت مصر ضمن الدول الأكثر انتهاكًا لحرية الصحافة في العالم، في التقرير السنوي الذي تعده منظمة مراسلون بلا حدود، لتحتل المركز 166 من إجمالي 180 دولة شملهم التقرير الذي صدر في 3 مايو/أيار 2023م

كما أن مصر تُعد من أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحفيين، حيث أضحت البلاد بعيدة كل البعد عن آمال الحرية التي حملتها ثورة 2011".

بل إن السلطة أقدمت على حدث لم يحدث من قبل في مصر وهو اقتحام الأمن عام 2016م لمقر نقابة الصحفيين وهو ما يمثل محطة مفصلية في تاريخ الصحافة المصرية، وبداية التعامل الخشن مع المؤسسات الصحفية بوضع معظمها تحت الرقابة والسيطرة المباشرة للسلطة، ومَن رفض الوصاية تم حجبه، وهو ما أهَّل مصر للانتقال من فئة الدول التي تعاني فيها الصحافة من "أوضاع صعبة" إلى فئة الدول التي تواجه فيها الصحافة أوضاعًا "خطيرة جدًا" على مؤشر حرية الصحافة.

الصحافة بين عهدين ديكتاوريين (عبدالناصر والسيسي)

منذ أن انقلب السيسي على الرئيس المصري الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي وهو يتباهي بأنه سيكرر نموذج عبدالناصر في الحكم، مستلهما سياسة عبدالناصر في التعامل مع المؤسسات والمعارضيين، وهو ما يجعلنا نلقى بالظلال على هذين العهدين الخربين نحو الصحافة.

«مصرع السفاح عبدالناصر في باكستان» بهذا الخبر الذي نشر على الصفحة الأولى بصحيفة الأخبار، وخطأ مهني من الصحيفة أصدر عبدالناصر قرارا – غاضبا – بقانون تنظيم الصحافة، حتى وصف الكاتب عباس الطرابيلي الأمر بقوله: وسواء كان سبب تأميم الصحافة حادث هذا السفاح أو حكايات أين تاتا زكى.. فإن الرئيس عبدالناصر كان يخطط لعملية التأميم.. لكنه كان ينتظر الفرصة.. وجاءته بخطأ جريدة الأخبار عن «مصرع السفاح عبدالناصر في باكستان»!!.. ودخلنا أيامها دوامة رهيبة من إعلام السلطة.. إعلام التوجيهات!!.

عمل السيسي منذ اليوم الأول على وضع الصحافة والصحفيين في حضانة سلطته ليأتمروا بأمره، ويكتبوا ما يملي عليهم، وبذل في ذلك بعض المجهود – حيث سارع بعض الصحفيين للسجود تحت قدمه وتنفيذ قراراته طمعا في ذهب المعز، غير أن البعض حاول الدفاع عن حرية الصحافة وعن سلالم نقابة الصحفيين الذي ظل ملاذا للصوت المعارض وللمظلومين، مما جعل السيسي يستشاط غضبا ويغض الطرف عن هجوم الشرطة على مبني نقابة الصحفيين واقتحامه، كهجوم هولاكو على بغداد.

حيث قالت صحيفة وول ستريت جورنال، اقتحام الشرطة المصرية لنقابة الصحفيين في الأول من مايو 2016م، فى مداهمة غير مسبوقة فى تاريخ النقابة، والقبض على اثنين من الصحفيين، تظاهرا ضد قرار التنازل عن تيران وصنافير أثار دعوات متزايدة لإصلاح وزارة الداخلية.

ونددت النقابة بالاقتحام باعتباره عملا وحشيا ووصفته بأنه عدوان صريح ضد كرامة الصحفيين ونقابتهم، فى حادثة هى الأولى من نوعها فى تاريخ مصر. وتقول الصحيفة إنه على الرغم من القبض على عشرات الصحفيين خلال العام الماضى إلا أن هذه هى المرة الأولى التى تقوم فيها الشرطة بمداهمة مبنى النقابة منذ تأسيسها قبل 75 عاما.

لم يحترم السيسي الصحافة يوما ما، ويتضح ذلك من مواقف نظام السيسي – وفي القلب الشرطة المصرية – حيث أطلق العنان للسلطة التنفيذية في محاولة تركيع وإذلال كل المؤسسات المدنية والقضائية والتشريعية، حتى أن علي أبو هميلة يصف الوضع بقوله: إذا كنت ممن يعملون في الصحافة والإعلام في مصر فأنت في مرمى نيران نظام السيسي بشكل دائم، وتوقع أن تتعرض للاعتقال أو الحبس سواء كنت داخل مقر موقع إخباري تعمل فيه، أو تجلس برفقة زملاء على مقهى في أحد الأحياء، أو في منزلك يزورك ضباط أمن الدولة فجرا للقبض عليك.

فمنذ بداية حكمه يرى السيسي أنه غير محظوظ بإعلامه، ويحسد عبد الناصر على إعلام الستينيات، وربما كانت فكرة الإعلام العسكري (إعلام الشؤون المعنوية) مسيطرة عليه.

إن كراهية السيسي للصحفيين والإعلاميين تأتي، من وجهة نظره، من التعليم، الذي يرى أنه لا مجال له في وطن ضائع والديكتاتور داخل السيسي يعادي العلم.

لقد أقدم السيسي ونظامه على عمل مذابح لكل شيء في الوطن، فقد ذبح المواطن في السجون والقطارات والطرقات المهلكة، والغلاء، وبالرصاص حتى بالطيران، كما قام بذبح جميع المؤسسات التي سجدت كلها له طمعا في ذهب المعز.

للمزيد

  1. عباس الطرابيلي: تأميم الصحافة ومصرع السفاح، المصري اليوم، 24 /5 / 2019م، https://www.almasryalyoum.com/news/details/1399743
  2. علي أبو هميلة: لماذا يعادي السيسي الصحافة والإعلام؟، 2/12/ 2019م، https://www.aljazeeramubasher.net/opinions/2019/12/2/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%9F