بيان من المنبر الوطني الإسلامي حول أحداث سوريا
نتابع عن كثب وبقلق شديد ما يجري في الشقيقة الجمهورية العربية السورية من أحداث وتظاهرات للمطالبة بحقوق مشروعة قوبلت من جانب النظام السوري بعنف شديد راح ضحيته عدد من الضحايا الأبرياء. إن المبادىء العامة للدساتيرومبادىء حقوق الإنسان والمواثيق الدولية و الشريعة الإسلامية قد كفلت حرية التعبيروعززتها، طالما أنها سلمية نبيلة الأهداف تعبر عن تطلعات الشعب وذات صبغة وطنية خالصة وتصب في مصلحة الوطن وليست ضمن أجندات إقليمية أو يتم استغلالها لخدمة مخططات خارجية .
ومن هذا المنطلق فإننا ندين استخدام العنف المفرط من جانب النظام السوري وندين أسلوب مواجهة الكلمة بالرصاص والقنابل وهو الامر الذي سبق أن فشل في العديد من الدول في إسكات صوت الحق وصوت الشعوب التي إجتمعت بكل توجهاتها وتوافقت على مطالبها الإصلاحية المشروعة. وقد آن لشعوبنا العربية الإسلامية أن يتحقق لها ما ترنو له من إصلاح ديمقراطي وسياسي يكفل لها حفظ حقوق الإنسان ومكافحة الفساد والمشاركة في صنع القرار.
إن استخدام العنف في قمع الشعوب لن يجدي وعلى النظام السوري الاستماع إلى صوت العقل وانتهاج أسلوب الحوار مع الشعب والذي سوف يؤدب لا محالة إلى الاستجابة لمطالب شعبه والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية قبل فوات الآوان.
وإننا إذ نطالب جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك السريع لمنع العنف في سوريا والوساطة بين الشعب وقياداته من اجل نزع فتيل الازمة وتحقيق مطالب الشعب المشروعة ، فإننا نستغرب هذا الصمت المطبق من قبل بعض الدول في المنطقة وبعض الأحزاب التي طالما أدعت انها تدافع عن المظلومين وعن مطالب الشعوب وحاولت خلط الاوراق فيما يحدث في البحرين من احتجاجات طائفية بتشبيهها بالثورة المصرية والتونسية ، فلم نسمع لهم صوتاً ولم نرى لهم موقفاً من الأحداث التي تجري في سوريا برغم أن الشعب السوري يطالب بحقوق مشروعة لا بمطالب فئوية أو طائفية ضيقة.
كما ندعو الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان إلى كشف ما يجري من انتهاكات للمواطنين في سوريا وندعو في الوقت نفسه النظام السوري إلى التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة المتسببين في سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا والمصابين. آملين من الله تعالى أن يحقن دماء المسلمين في كل مكان وأن يمكن أمتنا العربية الإسلامية من النهوض والتقدم نحو الأمن والديمقراطية والرخاء.