من معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم
... إن قدرة الإنسان محدودة بما حدها الله عز وجل به من عالم القوانين والأسباب ، فما كان ضمن هذه الدائرة استطاعه الإنسان وإلا فلا . فالإنسان مثلاً يستطيع إذا توفر لديه أوكسجين وهيدروجين والأدوات اللازمة لإحداث تفاعل بينهما أن يصنع منهما ماء فهذا داخل ضمن قوانين الكون واستطاعة الإنسان ، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يوجد ماء من عدم مطلق ، ويستطيع الإنسان أن يتحكم بالكترونات وبروتونات النحاس فيصبح النحاس ذهباً إذا توفرت لذلك شروط وأدوات معينة . ولكن الإنسان لا يستطيع أن يوجد ذهباً من لا شيء ، والبخار الموجود في الجو ينعقد مطراً إذا وجدت شروط معينة من برودة وكثافة وغيرها ، ويستطيع الإنسان ببعض الوسائط أن يوفر هذه الشروط في الجو فينزل مطراً صناعياً كما يقولون . ولكن لا يستطيع الإنسان بمجرد الكلام أن ينزل مطراً .
... إذن رغم ما أعطى الله الإنسان من إمكانات يستطيع بها تسخير هذا الكون لصالحه ، فإن قدرة الإنسان محدودة ضمن قوانين هذا الكون .
... ويبقى الله وحده ذا السلطان المطلق ، والقدرة المطلقة التي يخلق بها ما شاء من الممكنات .
... بعد هذا نقول : إن مما يعرف به الإنسان أنه رسول الله هو أن تظهر معه آثار قدرة الله . فتظهر على يديه خوارق لعادات هذا الكون وقوانينه وأسبابه هذا الكون مما لا يمكن أن يكون للجهد البشري فيه تعلق ، فيعرف الناس بذلك أن هذا الإنسان رسول الله . بدليل أنها ظهرت معه آثار قدرة الله . وتقوم بذلك حجة الله على خلقه بأنه أرسل رسولاً ، وتقوم بذلك حجة الرسول على الخلق بأنه صادق في دعوى الرسالة ، ولا يكون لأحد عذر في عدم متابعة الرسول بعد ذلك .
... وكما تقوم الحجة على من عاصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - تقوم على مَن بعدهم بثبوت معجزاته تاريخياً إذ الثابت تاريخياً كالثابت مشاهدة في إقامة الحجة .
... ولم يوجد رسول أبداً في تاريخ العالم كانت له معجزات كثيرة ثابتة ثبوتاً تاريخياً يتحدى أدق معايير النقد التاريخي مثل ما كان لخاتم رسل الله محمد - r - . فإن معايير النقد التي وضعها علماء المسلمين لاستخلاص الوقائع الصحيحة الثابتة عن رسول الله - r-ما وصل إليها العالم قط ولا يرقى إلى نتائجها شك .
... والدارس لهذه المعجزات الثابتة تاريخياً يرى بوضوح لا مزيد عليه ، آثار قدرة الله المباشرة مؤيدة لرسول الله - r - بأشكال وصور ومظاهر تحيط بكل الأوضاع . مما لا يبقي ريباً لمرتاب . إلا إذا مات إنصافه مع قلبه فعمي بذلك عقله .
... وهذه نماذج من هذه الواقعات التي لا تفسر إلا بالقدرة الإلهية المؤيدة لرسول الله - r - مع ملاحظة أن المعجزة الأساسية لرسول الله والتي بها قامت الحجة على خلق الله في كل العصور هي القرآن ، الذي رأينا بعض ما فيه في الفقرة السابقة مما يشهد أنه كتاب الله ومع ملاحظة أننا لم نرد الاستقصاءَ هنا وإنما أردنا ضرب الأمثلة فقط ، وإلا فمعجزات الرسول عليه الصلاة والسلام كثيرة جداً .
- 1 - ... أخرج الإمام مسلم والبيهقي وأبو نعيم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : قال : سرنا مع رسول الله r في غزوة ذات الرقاع فقال رسول الله r يا جابر ناد بوضوء . فقلت ألا وضوء ؟ ألا وضوء ؟ قلت يا رسول الله ما وجدت في الركب من قطرة ، وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله - r - الماء فقال لي : انطلق إلى فلان الأنصاري فانظر في أشجابه من شي ، فانطلقت إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها إلا قَطْرةً(1) في غزْلاء(2) شَجْبٍ(3) يابسةٍ مما لو أني أفرغه لشربه واحد فأتيت رسول الله r فأخبرته قال :
... اذهب فأتني به ، فأتيته به فأخذه بيده فجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو ويغمزه بيده ثم أعطانيه فقال :
... " يا جابر ناد بجَفْنةِ(4) الركب فقلت " .
... يا جفنة الركب ، فأتيت بها تحمل فوضعت بين يديه فقال رسول الله r بيده هكذا فبسطها في الجفنة وفرق بين أصابعه ثم وضعها في قعر الجفنة وقال : خذ يا جابر فصب علي وقل بسم الله ، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه ففارت الجفنة وفارت حتى امتلأت فقال يا جابر ناد من كانت له حاجة بماء ، فأتى الناس فاستقوا حتى رووا ورفع رسول الله r يده من الجفنة وهي ملأى .
... وأخرج الشيخان من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس رضي الله عنه قال : " رأيت رسول الله r وحانت صلاة العصر والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي بوضوء فوضع رسول الله - r - يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضأ منه فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضأوا من عند آخرهم " .
... وأخرج الشيخان من طريق ثابت رضي الله عنه " أن النبي r دعا بماء فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء فوضع أصابعه فيه فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه فجعل القوم يتوضؤون فحزرت من توضأ منه ما بين السبعين إلى الثمانين " .
... وأخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه أن النبي r وأصحابه كانوا بالزرواء فدعا بقدح فيه ماء فوضع كفه فيه فجعل الماء ينبع من بين أصابعه وأطراف أصابعه فتوضأ أصحابه به جميعاً . قلت لأنس كم كانوا قال : زهاء ثلاث مائة " .
... وأخرج أحمد والبيهقي والبزار والطبراني وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " أصبح رسول الله r ذات يوم وليس في العسكر ماء فقال رجل : يا رسول الله ليس في العسكر ماء . قال هل عندكم شيء ؟ قال : نعم . فأتي بإناء فيه شيء من ماء فجعل رسول الله r أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه قال : فرأيت العيون تنبع من بين أصابعه فأمر بلالاً أن ينادي في الناس الوضوء المبارك " .
... وأخرج الإمام البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " إنكم تعدون الآيات عذاباً وكنا نعدها بركة على عهد رسول الله r قد كنا نأكل مع النبي r ونحن نسمع تسبيح الطعام وأتي النبي - r بإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فقال النبي r حي على الطهور المبارك والبركة من الله حتى توضأنا كلنا " .
... وأخرج البخاري عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه " أن رسول الله r نزل بالحديبية على ثمد قليل الماء يتربضه الناس تربضاً فلم يلبث الناس حتى نزحوه وشكي لرسول الله - r- العطش فانتزع سهماً من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم الري حتى صدروا عنه وكانوا بضع عشرة مائة من أصحابه " .
... وأخرج البخاري عن البراء رضي الله عنه قال : تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحاً ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع رسول الله r أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ ذلك النبي r فأتاها فجلس على شفيرها ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم تمضمض ودعا ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا .
... وأخرج مسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : " قدمنا مع رسول الله r الحديبية ونحن أربع عشرة مائة معها خمسون شاة ما ترويها فقد رسول الله r على جباها يعني الركية فإما دعا وإما بزق فيها فجاشت فسقينا وأسقينا " .
... وأخرج مسلم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنهم خرجوا مع رسول الله r عام تبوك فقال : " إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئاً فأتاها والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فغرف من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء ثم غسل وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس ثم قال رسول الله r : يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جناناً " .
... وأخرج الشيخان عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال : " كنا في سفر مع رسول الله r فشكا إليه الناس العطش فدعا علياً ورجلاً آخر فقال : اذهبا فابغياني الماء فانطلقا فلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحين من ماء على بعيرها فقال لها أين الماء قالت عهدي بالماء أمس هذه الساعة ( أي يبعد مسيرة يوم كامل ) فانطلقا بها إلى رسول الله r فدعا بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين فمضمض في الماء وأعاده في أفواه المزادتين وأوكأ أفواههما وأطلق العزالي ( أي مصب الماء من القربة) ونودي في الناس أن اسقوا واستقوا فسقى من شاء واستقى من استقى وهي قائمة تنظر ما يفعل بمائها وايم الله لقد أقلعوا عنهما وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملاءً منها حين ابتدؤا فيها فقال رسول الله - r- :اجمعوا لها فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاماً كثيراً فقال لها رسول الله - r - : تعلمين والله ما رزئنا من مائك شيئاً ولن الله عز وجل هو سقانا . قال : فأتت أهلها وقد احتبست عنهم فقالوا : ما حسبك يا فلانة ، قالت : العجب لقيني رجلان وذهبا بي إلى هذا الذي يقال له : الصابئ ففعل بمائي كذا وكذا الذي قد كان فوالله لإنه أسحر من بين هذه وهذه وقالت بأصبعها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض أو أنه لرسول الله حقاً .
... قال : فكان المسلمون بعد يغيرون على ما حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي فيه فقالت يوماً لقومها ما أرى إلا أن هؤلاء القوم يدعونكم عمداً فهل لكم في الإسلام فأطاعوها فدخلوا في الإسلام " .
... وأخرج مسلم عن أبي قتادة أن النبي - r- كان في سفر فأسرى ثم نام فما استيقظ إلا والشمس في ظهره فدعا بميضأة(5) كانت معي فيها شيء من ماء فتوضأ منها ثم قال احفظ علينا ميضأتك فسيكون لها نبأ فسار حتى امتد النهار فقال الناس هلكنا وعطشنا فقال : لا هلك عليكم .
... ثم قال انطلقوا إلى غمري ( يعني القدم الصغير ) فدعا بالميضأة فجعل النبي - r- يصب وأبو قتادة يسقيهم فقال النبي - r- أحسنوا الملء كلكم سيروى حتى ما بقي أحد .
- 2 - ... أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - r- كان يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه النبي - r - فمسحه فسكن .
... وأخرج أحمد وابن سعد والدارمي وابن ماجه وأبو نعيم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - r - كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حن الجذع فأتاه فاحتضنه فسكن فقال - r - : " لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة " .
... وأخرج الدارمي والترمذي وأبو يعلى والبيهقي وأبو نعيم عن أنس رضي الله عنه قال : " كان رسول الله - r - يقوم إلى جذع فلما اتخذ المنبر وقعد عليه خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد بخواره فنزل إليه رسول الله - r - فالتزمه فسكت فقال : والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزناً على رسول الله - r- " .
... وأخرج ابن سعد وابن راهويه في مسنده والبيهقي عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه " أن رسول الله - r - كان يقوم إلى خشبة فلما اتخذ المنبر حنت الخشبة فأقبل الناس عليها فرقوا من حنينها حتى كثر بكاؤهم فنزل - r - فأتاها فوضع يده عليها فسكنت " .
... وأخرج الدارمي وابن ماجه وابن سعد وأبو يعلى وأبو نعيم والبيهقي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : " كان النبي -r- يخطب إلى جذع فصنع المنبر فلما جاوز ذلك الجذع إليه خار حتى تصدع وانشق فنزل - r - فمسحه بيده حتى سكن " .
... وأخرج البيهقي وأبو نعيم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : " كان لرسول الله - r - خشبة يستند إليها إذا خطب فصنع له منبر فلما فقدته خارت خوار الثور حتى سمعها أهل المسجد فأتاها - r - فاحتضنها فسكنت " .
... وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي وأبو نعيم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " كان رسول الله - r - يخطب إلى جذع فصنع له منبر فلما قام عليه حن الجذع حنين الناقة إلى ولدها فنزل إليه رسول الله - r - فضمه إليه فسكن " .
... وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي وأبو نعيم عن أبي سعيد الخدري قال : " كان رسول الله - r - يخطب إلى جذع فصنع له منبر فلما قام عليه حن الجذع حنين الناقة إلى ولدها فنزل إليه رسول الله - r - فضمه إليه فسكن " .
... وأخرج البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : " كان جذع يقوم إليه النبي - r - فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع صوتاً مثل أصوات العشار .. ( النياق ) .. حتى نزل النبي - r - فوضع يده عليه فسكت " .
... قال التاج السبكي : حنين الجذع متواتر لأنه ورد عن جماعة من الصحابة إلى نحوالعشرين من طرق صحيحة تفيد القطع بوقوعه ، وقال القاضي عياش في ( الشفاء ) : إنه متواتر . وقال البيهقي : قصة حنينه من الأمور الظاهرة التي نقلها الخلف عن السلف .
- 3 - ... أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : أصابت الناس سنة ( جدب ) على عهد رسول الله - r - فبينا رسول الله - r - على المنبر يوم الجمعة يخطب أتاه أعرابي فقال : يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا . فرفع رسول الله - r- يديه وما نرى في السماء قزعة ، فوالذي نفسي بيده ما وضعهما حتى ثار سحاب كأمثال الجبال ثم لم ينزل عن المنبر حتى رأيت الماء يتحادر على لحيته فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى فقام ذلك الأعرابي فقال : يا رسول الله تهدم البناء فرفع رسول الله - r - يديه وقال : اللهم حوالينا ولا علينا فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرج حتى صارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهراً ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدّث بالجود " وأخرج مسلم مثله .
... وأخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه رسول الله - r- على المنبر يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب :
... وأبيض يستقى الغَمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
... وأخرج أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ناساً من مضر أتوا النبي - r- فسألوه أن يدعو الله أن يسقيهم فقال : اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً غدقاً طبقاً نافعاً غير ضار عاجلاً غير رائث فأطبقت عليهم حتى مطروا سبعاً .
- 4 - ... وأخرج الدارمي وأبو يعلى والطبراني والبزار وابن حبان والبيهقي وأبو نعيم بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
... كنا مع النبي - r - في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا قال له النبي - r- أين تريد قال إلى أهلي قال هل لك في خير قال : وما هو قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله قال : من شاهد على ما تقول ؟ قال : هذه الشجرة ، فدعاها رسول الله وهو بشاطئ الوادي فأقبلت تخدّ الأرض خداً حتى جاءت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت أنه رسول الله - r - ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه فقال إن يتبعوني آتك بهم وإلا رجعت إليك فكنت معك .
... وروى البخاري في تاريخه والبيهقي والدارمي بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء أعرابي إلى النبي - r - فقال : بم أعرف أنك رسول الله -r - ؟ فقال : إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتؤمن بي ؟ قال : نعم . فدعاه فجعل ينقز ( أي يثب ) حتى أتاه فقال : ارجع فعاد إلى مكانه فأسلم الأعرابي .
... وفي رواية : فجعل ينزل من النخلة شيئاً فشيئاً حتى سقط على الأرض فأقبل وهو يسجد ويرفع حتى انتهى إلى النبي - r - ثم قال له : ارجع فعاد فأسلم الأعرابي وقال : أشهد أنك رسول الله .
... وروى الإمام أحمد والطبراني والبيهقي عن يعلى بن مرة الثقفي رضي الله عنه قال : كنت مع النبي - r- في مسير فذكر الحديث إلى أن قال : ثم سرنا حتى نزلنا منزلاً فنام النبي -r - فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته ، وفي رواية : طافت به ثم رجعت إلى مكانها فلما استيقظ - r- ذكرت له ذلك فقال : " هي شجرة استأذنت ربها في أن تسلم عليَّ فأذن لها " .
... وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما – قال : آذنت ( أي أعلمت ) النبي - r - بالجن ليلة استمعوا له شجرة وأن الجن قالوا : مَن يشهد لك ( أي بأنك رسول الله ) فقال - r - : " هذه الشجرة " ثم دعاها للشهادة فجاءت تجر عروقها لها قعاقع .
... وأخرج الإمام أحمد والبيهقي والطبراني بسند صحيح عن يعلى بن سبابة رضي الله عنه قال : كنت مع النبي - r - في سفر فأمر وَدِيَّتَينِ ( أي نخلتين صغيرتين ) فانضمتا .
... وأخرج البزار عن بريدة بن الخصيب رضي الله عنه قال :
... سأل أعرابي النبي - r- آية ( أي علامة ) تدل على أنه رسول الله فقال له : قل لتلك الشجرة : رسول الله يدعوك . فدعاها فمالت الشجرة عن يمينها وشمالها وبين يديها وخلفها فتقطعت عروقها ثم جاءت تخد الأرض تجر عروقها مغبرة حتى وقفت بين يدي رسول الله فقالت : السلام عليك يا رسول الله . قال الأعرابي : مرها فلترجع إلى منبتها فرجعت فدلت عروقها فاستوت فقال الأعرابي : ائذن لي أسجد لك ، أي بعد أن آمن به -r - كما صرح به في رواية فقال له - r - : " لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " . فقال الأعرابي : فأذن لي أقبل يديك ورجليك فأذن له.
... قال الشيخ أحمد الدحلان في السيرة النبوية : وأحاديث كلام الشجر له - r - كثيرة شهيرة رواها أهل السنن عن كثير من الصحابة منهم عمر بن الخطاب . وعلي بن أبي طالب . وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله ، وأسامة بن زيد ، وأنس بن مالك ويعلى بن مرة وغيرهم رواها عنهم أضعافهم من التابعين .
... وقال القاضي عياض في الشفاء عنها : فصارت في انتشارها من القوة حيث هي ، قال الشهاب الخفاجي : يعني أنها نقلت عن كثير من الصحابة والتابعين حتى بلغت التواتر المعنوي وصارت في مرتبة قوية لا يشك فيها أحد من العقلاء .
- 5 - ... يقول الله تعالى :
... {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُواْ وَاتَّبَعُو?اْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} القمر 1 – 3 .
... وروى البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : انشق القمر في عهد رسول الله - r - فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال عليه الصلاة والسلام :
... " اشهدوا "
... وروى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه : " أن أهل مكة سألوا رسول الله - r - أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما " .
... وروى الترمذي من حديث ابن عمر في قوله تعالى : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} قال : قد كان ذلك على عهد رسول الله - r - انشق فلقتين دون الجبل وفلقة فوق الجبل . فقال رسول الله - r - " اشهدوا " .
... وروى الإمام أحمد عن جبير بن مطعم قال : " انشق القمر على عهد رسول الله - r- فصار فرقتين : فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل فقالوا سَحَرَنا محمد فقالوا إن كان سحَرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس " .
... وروى أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال :
... " اجتمع المشركون إلى رسول الله - r - منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل والعاص بن وائل والأسود بن المطلب والنضر بن الحارث ونظراؤهم فقالوا للنبي - r - إن كنت صادقاً فشق لنا القمر فلقتين ، فسأل ربه فانشق " .
... ونقل الخطيب في تفسيره عن حذيفة وقد خطب في المدائن قوله : " ألا إنَّ الساعة قد اقتربت وأن القمر قد انشق على عهد نبيكم " .
... وكفى ذكره في القرآن الكريم حتى يحكم بتواتره إذ الآيات وضاحة فيه ولا يمكن أن تفسر بغيره ولذلك أجمع المفسرون وأهل السنة على وقوعه كما قال القاضي عياض والسبكي وغيرهم .
... ونقل صاحب كتا إظهار الحق عن المقالة الحادية عشر من تاريخ فرشنة ، أن أهل مليبار من إقليم الهند رأوه أيضاً " أي حادث انشقاق القمر " .
... وذكر الحافظ المزي عن ابن تيمية أن بعض المسافرين ذكر أنه وجد في بلاد الهند بناءً قديماً مكتوباً عليه بني ليلة انشق القمر .
... وقد أثار بعض مبشري النصارى شبهات حول هذا الموضوع ، من ناحية أن هذا الحدث كان ينبغي أن يذكر في كل التآريخ العالمية لو كان صحيحاً متناسين أن الخسوف مثلاً قد يقع في منطقة من العالم ، ويبقى ساعات ولا يراه إلا أهلها . وقد ناقش مقالتهم صاحب الكتاب المذكور آنفاً . وننقل جزءاً من مناشقته للأمر قال :
1 - إن انشقاق القمر كان في الليل ، وهو وقت الغفلة والنوم والسكون عن المشي ، والتردد في الطرق ، سيما في موسم البرد ، فإن الناس يكونون مستريحين في داخل البيوت وزواياها ، مغلقين أبوابها ، فلا يكاد يعرف من أمور السماء شيئاً إلا مَن انتظره واعتنى به , ألا ترى إلى خسوف القمر فإنه يكون كثيراً وأكثر الناس لا يحصل لهم العلم به حتى يخبرهم أحد به في السحر .
... 2 – إن هذه الحادثة ما كانت ممتدة إلى زمان كثير فما كان للناظر أن يذهب إلى الغير الذي هو بعيد عنه وينبهه أو يوقظ النائم ويريه .
... 3 – إنها لم تكن متوقعة الحصول لأهل العلم ينظرونها في وقتها ، ويرونها كما أنهم يرون هلال رمضان , والعيدين والكسوف والخسوف في أوقاتها غالباً لأجل كونها متوقعة الحصول ، ولا يكون نظر كل واحد إلى السماء في كل جزء من أجزاء النهار أيضاً فضلاً عن الليل ، فلذلك رأى الذين كانوا طالبين لهذه المعجزة ، وكذلك من وقع نظره في هذا الوقت إلى السماء ، كما جاء في الأحاديث الصحيحة أن الكفار لما رأوها قالوا : سَحَركُم ابن أبي كبشة فقال أبو جهل : هذا سحر فابعثوا إلى أهل الآفاق حتى تنظروا رأوا ذلك أم لا . فأخبر أهل آفاق مكة أنهم رأوه منشقاً وذلك لأن العرب يسافرون في الليل غالباً ويقيمون في النهار ، فقالوا هذا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ... ثم نقل ما ذكرناه قبل هذا النقل .
... 4 – إنه قد يحول في بعض الأمكنة وفي بعض الأوقات في الديار التي ينزل فيها المطر كثيراً فإنه يكون في بعض الأمكنة سحاب غليظ ونزول المطر بحيث لا يرى الناظر في النهار الشمس ولا هذا اللون الأزرق إلى ساعات متعددة ، وكذا لا يرى في الليل القمر والكواكب ولا اللون المذكور في بعض أمكنة أخرى . لا أثر للسحاب ولا للمطر ، وتكون المسافة بين تلك الأمكنة والأمكنة الأولى قليلة ، وأهل البلاد الشمالية كالروم في موسم نزول الثلج والمطر لا يرون الشمس إلى أيام فضلاً عن القمر .
... 5 – إن القمر لاختلاف مطالعه ليس في حد واحد لجميع أهل الأرض فقد يطلع على قوم قبل أن يطلع على آخرين فيظهر في بعض الآفاق وبعض المنازل على أهل بعض ابلاد دون بعض ...
- 6 - ... أخرج البخاري عن البراء رضي الله عنه : أن عبد الله بن عتيك لما قتل أبا رافع ونزل من درجة بيته سقط إلى الأرض فانكسر ساقه قال فحدثت النبي - r - فقال : ابسط رجلك فبسطتها فمسحها فكأنما لم أشكُها قط .
... وأخرج الشيخان ( البخاري ومسلم ) عن سهل بن سعد رضي الله عنه " أن رسول الله - r- قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه فلما أصبح قال : أين علي بن أبي طالب قالوا : يشتكي عينيه قال : فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله - r - في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع " .
... وأخرج البخاري عن يزيد بن أبي عبيد قال :
... " رأيت أثر ضربة في ساق سلمة بن الأكوع فقلت : ما هذه الضربة ، قال : ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس : أصيب سلمة فأتيت رسول الله - r - فنفث فيها ثلاث نفثات فما اشتكيت منها حتى الساعة " .
... وأخرج النسائي والترمذي والحاكم والبيهقي وصححوه وأخرجه البرهان الحلبي من طرق متعددة حتى قال الشهاب الخفاجي في شرح الشفاء : فلم يبق فيه شبهة .
... عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلاً أعمى قال :
... " يا رسول الله ادع الله لي أن يكشف عن بصري فقال له رسول الله - r - : انطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل : اللهم إن أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف عن بصري اللهم شفعه فيّ ، فما قام القوم من مجالسهم إلاّ ورجع الرجل وقد أبصر ، وكان عثمان بن حنيف وبنوه يعلّمونه للناس فيدعون به عند تعسر قضاء الحاجات فتقضى " .
... وأخرج ابن عدي وأبو يعلى والبيهقي من طريق عاصم بن عمر بن قتادة عن جده قتادة ابن النعمان : " أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فسألوا رسول الله - r- فقال : لا فدعا به فغمز حدقته براحته فكان لا يدري أي عينيه أصيبت " .
... وأخرج البيهقي من وجه آخر عن قتادة مثله وزاد بعد قوله " براحته " وقال : " اللهم اكسه جمالاً " .
... وأخرج ابن سعد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه " أن عين قتادة بن النعمان أصيبت فسالت على خده فردها رسول الله - r - فكانت أصح عينيه " .
... وأخرج البيهقي وأبو نعيم والطبراني من طرق أن عين قتادة أصيبت يوم أحد فوقعت على وجنته فردها - r - فكانت أحسن عينيه .
... ولفظ رواية الطبراني وأبي نعيم عن قتادة قال : كنت يوم أحد أتقي السهام بوجهي دون وجه رسول الله - r - فكان آخرها سهماً ندرت منه حدقتي فأخذتها بيدي وسعيت إلى رسول الله - r - فلما رآها في كفي دمعت عيناه فقال : اللهم قِ عين قتادة كما وقى وجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدّهما نظراً فصارت كذلك .
... والظاهر أن إحدى عينيه أصيب في بدر والأخرى في أحد .
... وأخرج الإمام أحمد والطبراني عن الوازع قال : قدمت على رسول الله - r - والأشج في ركب ومعنا رجل مصاب فقلت : يا رسول الله إن معي خالاً مصاباً فادع الله له قال : ائتني به ، فأتيت به فأخذ طائفة من ردائه فرفعها حتى رأيت بياض إبطيه ثم ضرب ظهره وقال : اخرج عدو الله فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده بين يديه فدعا له ، ومسج وجهه فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله - r - يفضل عليه .
... وأخرج أبو يعلى والبيهقي بسند حسنه ابن حجر في المطالب العالية عن أسامة بن زيد قال : خرجنا مع رسول الله - r- إلى الحجة التي حجها حتى إذا كنا ببطن الروحاء نظر إلى امرأة تؤمه فحبس راحلته ، فلما دنت منه قالت : يا رسول الله : هذا ابني ما أفاق من يوم ولدته إلى يومي هذا فأخذه رسول الله - r- منها ووضعه بني صدره وواسطه الرحل ثم تفل في فيه وقال : اخرج يا عدو الله فإني رسول الله ثم ناولها إياه وقال خذيه فلا بأس عليه قال أسامة : فلما قضى رسول الله - r - حجه انصرف حتى إذا نزل ببطن الروحاء أتته تلك المرأة بشاة قد شوتها ...
... وأخرج أحمد وابن أبي شيبة والبيهقي والطبراني وأبو نعيم من طريق سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه أم جندب قالت :
... رأيت رسول الله - r - عند جمرة العقبة فرمى ورمى الناس ثم انصرف فجاءت امرأة ومعها ابن لها به مس ( أي جنون ) قالت : يا رسول الله ابني هذا به بلاء لا يتكلم فأمرها النبي - r - فجاءت بتور ( إناء من حجارة فيه ماء ) فأخذه - r- بيده فمج فيه ودعا فيه وأعاده فيه ثم أمرها فقال : اسقيه واغسليه فيه قالت : فتبعتها فقلت : هبي لي من هذا الماء قالت : خذي منه فأخذت منه حفنة فسقيتها ابني عبد الله فعاش فكان من يره ما شاء الله أن يكون قالت : ولقيت المرأة فزعمت أن ابنها برأ وأنه غلام لا غلام خير منه " ولفظ أبي نعيم : براً وعقل عقلاً ليس كعقول الناس " .
... وأخرج أحمد والدارمي والطبراني والبيهقي وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة جاءت بابن لها فقالت : يا رسول الله إن بابني هذا جنوناً وإنه يأخذ عنده غداءنا وعشاءنا فيفسد علينا ، فمسح رسول الله - r - صدره ودعا له فثع ثعة فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفي .
... وأخرج الحاكم عن أبي بن كعب قال :
... كنت عند النبي - r - فجاء أعرابي فقال : يا نبي الله إن لي أخاً به وجع قال : وما وجعه قال : به لمم ( أي جنون ) قال : فائتني به فأتاه به فوضعه بين يديه فعوذه النبي - r - بفاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة وهاتين الآيتين :
... {وَالهكُمْ اله وَاحِدٌ} .. وآية الكرسي وثلاث آيات من آخر سورة البقرة وآية من آل عمران : {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ اله إِلاَّ هُوَ} وآية من الأعراف : {إِنَّ رَبَّكُمُ ...} وآخر سورة المؤمنون : {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ..} وآية من سورة الجن {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا ..} وعشر آيات من أول الصافات وثلاث آيات من آخر سورة الحشر و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين فقام الرجل كأنه لم يشك شيئاً قط .
... ورواه عبد الله بن الإمام أحمد في الزوائد بسند حسن .
... ومعجزة أخرى متواترة النقل تقدم لها بما يلي :
... لقد صعد الإنسان إلى ارتفاعات كبيرة في هذا القرن ، ولكن رغم هذا فإنه باق ضمن إطار معين محدود في السرعة والزمان والمكان . فهو ما جاوز بعد دائرة الأرض ومجاوزته دائرة المجموعة الشمسية مستحيل وأقرب نجم إلى مجموعتنا الشمسية على ما يقال يبعد حوالي أربع سنين ضوئية أي لو سار الإنسان بسرعة 300000 كم في الثانية فإنه يصل بعد أربع سنوات وهذا مستحيل المستحيلات .
... وهنا يظهر الفارق بين المعجزة والعادة ، المعجزة تتعلق بقدرة الله المباشرة أما العادة فهي خاضعة للأسباب التي جعل الله عز وجل هذا العالم يسير عليها .
... فقد أسري برسول الله - r- من مكة إلى القدس وعرج به إلى ما فوق السماء السابعة ورجع في مدة قصيرة لجداً لم تتجاوز دقائق أو سويعات قليلة فكان في ذلك معجزة دلت على قدرة الله وعلى أن محمداً رسول الله - r- .
... وقد يقول قائل : إن المعجزة حتى تقوم بها الحجة على الناس ينبغي أن تكون مشاهدة يراها الناس ، والإسراء والمعراج لم يرهما أحد وإنما أخبر عنهما محمد رسول الله - r- نفسه والإخبار بالمعجزة وحده من صاحبها لا تقوم به الحجة على الناس .
... والجواب أن الحجة قامت بسبب أن الرسول - r - أخبر عن قضايا ما كان ليستطيع الإخبار عنها لولا أنه أسري به وعرج وبهذا قامت الحجة على الناس . إذ أن الناس عندما أخبرهم بما حدث له سألوه دليلاً فقدم لهم جواباً عن كل ما سألوه وهذه أمثلة :
... أ – أخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك عن أنس ... فلما سمع المشركون قوله أتوا أبا بكر فقالوا يا أبا بكر هل لك في صاحبك يخبر أنه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر ثم رجع مسيرة شهر ثم رجع في ليلة فقال أبو بكر : إن كان قاله فقد صدق . وإنا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا ، نصدقه على خبر السماء . فقال المشركون لرسول الله - r - : ما علامة ما تقول : قال : مررت بعير لقريش وهي في مكان كذا وكذا فنفرت الإبل منا واستدارات وفيها بعير عليه غرارتان غرارة سوداء وغرارة بيضاء فصرع فانكسر فلما قدمت العير سألوهم فأخبروهم الخبر على مثل ما حدثهم رسول الله - r- .
... ب – أخرج الشيخان عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله - r- : لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه .
... ج – أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي وصححه والبزار والطبراني وابن مردويه عن شداد بن أوس : " ... فأتاني أبو بكر فقال : يا رسول الله أين كنت الليلة فقد التمستك في مظانك فقلت : علمت أني أتيت بيت المقدس الليلة فقال : يا رسول الله إنه مسيرة شهر فصفه لي قال ففتح لي صراط كأني أنظر إليه لا يسألني عن شيء إلا أنبأته عنه قال أبو بكر : أشهد أنك رسول الله فقال المشركون : انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة فقال : إن من آية ما أقول لكم أنني مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيراً لهم فجمعه فلان وأن مسيرهم ينزلون بكذا ثم كذا ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينتظرون حتى كان قريباً من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله -r- " .
... وليس في هذا النص والنص الأول تناقض فالنص الأول يتحدث عن جمل عليه غرارة بيضاء وأخرى سوداء انكسرت رجله أما هذا فيتحدث عن الجمل الأول في القافلة وعليه غرارتان سوداوان .
... د – أخرج أحمد وابن أبي شيبة والنسائي البزار والطبراني وأبو نعيم بسند صحيح من طريق زرارة بن أوفى عن ابن عباس قال : قال رسول الله - r - : لما كان ليلة أسري بي فأصبحت بمكة قطعت وعرفت أن الناس مكذبي فقعد معتزلاً حزيناً فمر به عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ :
... هل كان من شيء ؟ قال : نعم قال : وما هو ؟ قال : إني أسريَ بي الليلة ، قال : إلى أين – قال : إلى بيت المقدس قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم فلم ير أن يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه قال :
... أرأيت إن دعوت قومك أتحدثهم ما حدثتني ؟ قال : نعم قال : هيا معشر بني كعب بن لؤي فانفضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما قال : حدث قومك بما حدثتني فقال رسول الله - r- :
... إني أسري بي الليلة قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس قالوا : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم قال : فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجباً قالوا : وتستطيع أن تنعت المسجد وفي القوم من سافر إليه قال رسول الله - r- : فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل أو عقال فنعته وأنا أنظر إليه فقال القوم : أما النعت فوالله لقد أصاب .
... هـ - أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر من طريق أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي - r - أنه حدث عن ليلة أسرى به ... ثم أصبح بمكة يخبرهم العجائب : إني أتيت البارحة بيت المقدس وعرج بي إلى السماء ثم رأيت كذا وكذا فقال أبو جهل : ألا تعجبون مما يقول محمد قال : فأخبرهم بعير قريش قال : لما كانت في مصعدي رأيتها في مكان كذا وكذا وإنها نفرت فلما رجعت رأيتها عند العقبة وأخبرهم بكل رجل وبعيره كذا ومتاعه كذا فقال رجل : أنا أعلم الناس ببيت المقدس كيف بناؤه وكيف هيئته وكيف قربه من الجبل ؟ فرفع لرسول الله - r - بيت المقدس فنظر إليه فقال : بناؤه كذا وهيئته كذا وقربه من الجبل كذا فقال : صدقت .
... و – وأخرج أبو نعيم عن محمد بن كعب القرظي قال : بعث رسول الله - r - دحية الكلبي إلى قيصر الروم وذكر قصة اجتماع أبي سفيان بهرقل وأسئلة هرقل لأبي سفيان إلى أن يذكر ما يلي على لسان أبي سفيان .
... قلت : أيها الملك ألا أخبرك عنه خبراً تعرف أنه قد كذب . قال : وما هو ؟ قلت : إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة فجاء مسجدكم هذا مسجد إيلياء ورجع إلينا في تلك الليلة قبل الصباح قال : وبطريق إيلياء عند رأس قيصر قال البطريق : قد علمت تلك الليلة قال فنظر إليه القيصر وقال : ما علمك بها ، قال : إني كنت لا أبيت ليلة حتى أغلق أبواب المسجد فلما كانت تلك الليلة غلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني فاستعنت عليه بعمالي ومن يحضرني كلهم فعالجناه فلم نستطع أن نحركه وكأنما نزاول به جبلاً فدعوت النجاجرة فنظروا إليه فقالوا : هذا باب سقط عليه النحات والبنيان فلا نستطيع أن نحركه حتى نصبح فننظر من أين أتى فرجعت وتركته مفتوحاً فلما أصبحت غدوت فإذا الحجر الذي من زاوية الباب منقوب وإذا فيه أثر مربط الدابة فقلت لأصحابي : ما حبس هذا الباب الليلة إلا على نبي وقد صلى الليلة في مسجدنا ، فقال قيصر : يا معشر الروم أليس تعلمون أن بين عيسى وبين الساعة نبياً بشّركم به عيسى وهذا هو النبي الذي بشر به عيسى فأجيبوه إلى ما دعا إليه فلما رأى نفورهم قال : يا معشر الروم دعاكم ملككم يختبركم كيف صلابتكم في دينكم فشتمتموه وسببتموه وهو بين أظهركم فخروا له سجداً .
... ز – وأخرج مسلم من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - r - : لقد رأيتني من الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كرباً ما كربت مثله قط فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به .
... وهناك سؤال آخر يسأله بعض الناس وهو أين هي السماء التي عرج إليها رسول الله -r- ؟
... والجواب أن القرآن قد ذكر السماء في كثير من آياته وأراد بها المعنى اللغوي لها . وذكر أحياناً السماء وأراد بها معنى اصطلاحياً له ارتباط بالمعنى اللغوي ، ففي اللغة كل ما علاك فهو سماء : قال الله تعالى {وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً} فهنا أراد المعنى اللغوي فقط وأما في قوله تعالى {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} فالمراد هنا السماء بالمعنى الاصطلاحي كما في قوله عليه الصلاة والسلام :
... " إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ليس فيها موضع أربع أصابع إلا
... "(6) فالمقصود بالسماوات هذه سكن الملائكة ، والتي فيها الجنة في السماء السابعة ، وسقفها عرش الرحمن ، فهذه السماوات هي التي عرج إليها رسول الله - r- كما سنرى في الأحاديث بعد قليل . أما أين هي فالله أعلم بذلك . إذ هي من المغيبات عنا في فهمي أما ما يتصوره بعض الناس بأن هذه الزرقة هي السماوات فهذا خطأ ووهم ، إذ هذه الزرقة ترى من الأرض فقط فإذا ما ارتفع الإنسان في الفضاء غابت فهي انعكاسات أضواء وأنوار وأجواء .
... وإذن فنحن نؤمن أن هناك سماوات سبعاً ، وعرشاً فوقها ، أثبتناها بإثبات الله إياها ، وإخبار رسول الله عنها ، ولا نجزم بمكانها وإن كنا نجزم أنها في جهة فوق بالنسبة لسكان الأرض ، ولا نعرف عنها إلا ما أخبرنا الله ورسوله ، هذه السماوات هي التي كان إليها العروج وهي التي تصعد إليها أرواح البشر ، وتنزل الملائكة والروح منها .
... ويتساءل آخرون : ما الحكمة في الإسراء والمعراج ؟
... والحكمة – والله أعلم – تكمن في ناحيتين :
... الأولى: أن الله أرى رسوله ما دعا إليه فقد أمر الرسول - r- أن يدعو إلى الإيمان بالجنة ورأى الجنة ، وأن يدعو
إلى الإيمان بالرسل ورأى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ، وإلى الإيمان بالملائكة ورأى الملائكة ، وإلى الإيمان بالله ورأى أثار قدرة الله وملكوته وقد ذكر الله في القرآن حكمة الإسراء بقوله {حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ ... } .
... الثانية : أن اله يُعِدُّ رسوله لمرحلة جديدة من مراحل الدعوة الإسلامية . هذه المرحلة تشبه المرحلة التي رأى فيها موسى آيات الله الكبرى وهي مرحلة مجابهة فرعون فقد قال الله عن موسى : {لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} إن موسى الذي سيقابل فرعون الطاغية هد هيء بهذه الرؤية لاحتقار كل القوى الأرضية ما دامت معه قوة الله : وسيدنا رسول الله - r - كان مأموراً بالصبر طوال المرحلة المكية ، وبعد الهجرة أمر بالمجابهة وكان الإسراء والمعراج قبل الهجرة بقليل . فكانت رؤية آيات الله الكبرى تمهيداً لهذه المرحلة التي سيقف فيها رسول الله - r- بالقلة من أصحابه في وجه الدنيا كلها . قال الله تعالى في أوائل سورة النجم بعد الحديث عن المعراج : {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ومن قبل كما ذكرنا أرى موسى من آيات الله الكبرى قبل مرحلة المجابهة .
... وأخيراً بعد هذه المقدمات عن هذه المعجزة نبدأ بذكر طرف عنها . قال الحافظ السيوطي :
... اعلم أن الإسراء ورد مطولاً ومختصراً من حديث أنس وأبي بن كعب وبريدة وجابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان وسمرة ن جندب وسهل بن سعد وشداد بن أوس وصهيب وابن عباس وابن عمر وابن عمرو وابن مسعود وعبد الله بن أسعد بن زرارة وعبد الرحمن بن فرط وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ومالك بن صعصعة وأبي أمامة وأبي أيوب وأبي حية وأبي الحمراء وأبي ذر وأبي سعيد الخدري وأبي سفيان بن حرب وأبي ليلى الأنصاري وأبي هريرة وعائشة وأسماء بنتي أبي بكر وأم هانئ وأم سلمة .
... وعد الإمام القسطلاني في المواهب اللدنية ستة وعشرين صحابيا ًوصحابية رووا حديث الإسراء والمعراج فهو إذن حديث متواتر مع نص القرآن عليه في سورتي الإسراء والنجم وهذه بعض روايات الحديث :
... أ – أخرج مسلم من طريق ثابت عن أنس أن رسول الله - r- قال : أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل : اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل : ومن معك قال : محمد قيل : وقد بعث إليه قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل : من أنت قال : جبريل قيل : ومن معك قال : محمد قيل وقد بعث إليه قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا فحربا بي ودعوا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل : من أنت قال : جبريل قيل : ومن معك قال : محمد قيل : وقد بعث إليه قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل قيل : من هذا قال : جبريل قيل : ومن معك قال : محمد قيل : وقد بعث إليه قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل : من هذا قال : جبريل قيل : ومن معك قال : محمد قيل : وقد بعث إليه قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل قيل : من هذا قال : جبريل قيل : ومن معك قال : محمد قيل : وقد بعث إليه قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل قيل : من هذا قال : جبريل قيل : ومن معك قال : محمد قيل : وقد بعث إليه قال : بعث إليه ففتح لنا فإذا
أنا بإبراهيم مسند ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمارها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها فأوحى إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال : ما فرض ربك على أمتك قلت : خمسين صلاة قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم فرجعت إلى ربي فقلت : يا ربي خفف عن أمتي فحط عني خمساً فرجعت إلى موسى فقلت : حط عني خمساً قال : إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئاً فإن عملها كتبت سيئة واحدة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقلت : قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه .
... ب – وأخر مسلم عن أنس قال : قال رسول الله - r - : مررت ليلة اسري بي على موسى قائماً يصلي في قبره .
... ج - وأخرج أحمد وابن أبي شيبة والترمذي والحاكم وصححاه والنسائي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن حذيفة أنه حدّث عن ليلة أسري بمحمد - r - فقال : " ما زايل البراق حتى فتحت له أبواب السماوات فرأى الجنة والنار ووعد الآخرة أجمع ثم عاد " ولفظ ابن مردويه فأري ما في السماوات وأري ما في الأرض .
الكاتب : الشيخ سعيد حوى
يتبع على الصفحة التالية تتمة معجزات النبي
(1) قطرة : يسيراً في الماء .
(2) عزلاء : فم الرواية ومصب الماء منها .
(3) شجب : قربة بالية ، وسميت بذلك لأنها جلد قد شجب : أي عطب .
(4) القصعة التي تشبع عشرة فأكثر
(5) الميضأة : إناء يوضع فيه الماء .
(6) أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد وإسناده حسن
المصدر
- مقال:من معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم موقع : برهانكم