حامد شريت

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٨:٣٨، ١٧ مارس ٢٠١١ بواسطة Wikido (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'<center>'''حامد شريت شهيد معتقلات عبدالناصر'''</center> '''موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمون''' '''بقلم أ/ عب...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حامد شريت شهيد معتقلات عبدالناصر

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمون

بقلم أ/ عبده مصطفى دسوقي

مقدمة

لقد جذبت دعوة الإخوان المسلمين كثيرا ممن أرادوا حياة العزة في وقت جثم المحتل على أنفاس الوطن العربي، حيث كانت تدعوا فى طياتها إلى التصدي للمحتل في كل مكان بالإضافة للرجوع بالحياة للمنهج الإسلامي الوسطي.

ولقد انجذب لها كثير من فئات المجتمع حيث لم تفرق بين ارستقراطي وفقير فالكل فيها سواء، وكان ممكن آمنوا بها والتحقوا بركبها آل شريت وهى أسرة كريمة من أسرة قرية ريفا بأسيوط وكان والدهم أستاذ بالأزهر وكان من أسبق الناس إلى الدعوة ومبايعة الإمام البنا وكان أبناؤه جميعا وأبناء عمومتهم من أخلص الإخوان ومنهم الشيخ أحمد شريت والشيخ محمود شريت والشيخ حامد شريت وكلهم تخرجوا فى الأزهر أو دار العلوم وابن عمهم الأستاذ فتحي شريت الذي كان موظفا بالسكة الحديد.

بداية المشوار

ولد الشيخ حامد شريت في قرية ريفا والتي تقع بصعيد مصر في محافظة أسيوط ويحدها من الشمال قرية درنكة ودير درنكة، لأسرة كريمة كانت والدهم أحد علماء الأزهر الشريف، والذي حرص على تربية أبناءه تربية إسلامية، فألحقهم بالتعليم الأزهري حيث تخرج الشيح حامد في كلية دار العلوم.

في ركب الإخوان

انطلقت دعوة الإخوان من محافظة الإسماعيلية عام 1928م وبعدما أخذت في الانتشار تلقفتها بعد الأماكن بسرعة مثل شبراخيت والمحمودية وبورسعيد والقاهرة، حيث انضمت الجمعية التي ألفها عبدالرحمن الساعاتي إلى دعوة الإخوان يقول الأستاذ البنا في مذكرات الدعوة والداعية: وفي صيف عام 1929م الموافق 1348هـ دعت جمعية الحضارة الإسلامية الإمام الشهيد لإلقاء محاضرة لرواد الجمعية بعنوان "الإسلام أساس السعادة"، وبعدها اجتمع أعضاء جمعية الحضارة وقرروا الانضمام إلى جمعية الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، وعرضوا ذلك على الإمام الشهيد فوافق على ذلك، وأشار عليهم أن يتخذوا دارًا جديدة غير هذه الدار، فتم اختيار دار جديدة هي منزل سليم باشا حجازي بسوق السلاح، وقد عمل الإخوان بأنفسهم حتى أصبحت الدار مقصدًا لكثير من الطلاب والشيوخ، وكان منهم الشيخ محمد فرغلي والشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ محمد أحمد شريت وأخواه حامد شريت وأحمد شريت، والشيخ عبد اللطيف الشعشاعي، والأستاذ محمد النبراوي، والشيخ جمال العقاد السوري الحلبي، وقد قامت الإسماعيلية بجهود مشكورة في إمداد فرع القاهرة الناشئ بالمعونات المادية حتى تصبح منبرًا لدعوة الإخوان في العاصمة المصرية.

وكان لجهود آل شريت الفضل في افتتاح شعبة أسيوط وكان يمثلها في مجلس شورى الإخوان كل من الشيخ مصطفى الرفاعي اللبان والشيخ حامد أحمد شريت.

نشاط الشيخ وسط الإخوان

منذ أن انضم الشيخ حامد شريت للدعوة وقد أصبح نشيطا فى نطاقها فكان أحد الطلبة المميزين وسط رفاقه، فحينما شكل الإمام البنا لجان لتزور المحافظات والشعب كان حامد شريت على رأس إحدى المجموعات، فكان على رأس لجنة ح: والتي تكونت من حضرتي الشيخ حامد شريت والشيخ عبد الباري خطاب بالأزهر، وكان موكل لهم زيارة المنوفية والقليوبية ومراكزها، شبين الكوم، وقويسنا، ومنوف، وتلا، وأشمون، وشبين القناطر، وطوخ، وبنها، وقليوب.

وفي 19من ذي الحجة 1356هـ الموافق 20 من فبراير 1938م عقد مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين برئاسة المرشد العام وسكرتارية الأخ حامد شريت وبحضور كل من الأخ محمد عبد الحميد أحمد عضو مكتب الإرشاد والأخ محمد الجنيدي جمعة عضو مكتب الإرشاد، وقد افتتح المؤتمر بكلمة للأخ حامد شريت سكرتير المؤتمر ثم تلاه كلمة الإخوان بالأزهر ودار العلوم حول الإسلام والوطنية ألقاها الأخ محمد الجنيدي جمعة ثم كلمة الأخ محمد عبد الحميد أحمد حول أنسب الأوقات للدعوة الإسلامية، وكان مسك الختام كلمة فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين، وأما عن كلمة الشيخ في المؤتمر فكانت كلمة الافتتاح حيث جاء فيها:

للإخوان مبدأ معلوم ومنهاج مرسوم، وفكرتهم في كل أدوارها وخطواتها ومناهجهم "إسلامية" صريحة واضحة لا تتلوى ولا تتلون، ولا تستمد من غير الإسلام وتعاليم الإسلام وقواعد الإسلام.

أولى خطوات هذا المنهاج الإسلامي: التكوين الذاتي أو إعداد النفس وتسوية الصف وحصر الفكرة في حيز محدود يؤمن بها ويعمل لها.

والخطوة الثانية: مصارحة الأمة بها ودعوتها إليها. والآن، وقد استقام صف الإخوان ونادتهم حاجة الأمة وظروفها أن يتقدموا وأصبح الإنقاذ موقوفًا على انتشار هذه الفكرة والأخذ بها والعمل على تحقيقها فإن الإخوان يستعينون الله في أن يتقدموا بخطوتهم الثانية داعين الأمة إلى منهاجها وما هو إلا الحق والصبر والأخذ بالجد والحزم والوحدة المنتجة والعمل الدائب والإيمان العميق وهي دعائم نهضات الأمم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24].

سكرتير المؤتمر حامد شريت – بدار العلوم

كما تكونت لجنة للطلاب تابعة للمركز العام وقد تشكلت هذه اللجنة في العام الدراسى 1358هـ - 1359هـ الموافق 1939 - 1940م من: حامد شريت "دار العلوم"، تميمى حمزة "الطب البيطري"، محمد عزت حسن "كلية الهندسة"، حسن صادق "كلية التجارة"، صلاح الدين عبد الحافظ "كلية الحقوق"، إسماعيل خبيرى "كلية الزراعة"، إبراهيم العزبى "كلية الآداب"، إبراهيم محمد عبد الوهاب "كلية العلوم"، رضوان حجازى "معهد التربية"، عز الدين عبد القادر "الصيدلة"، صلاح بريقع "كلية الطب"، الشيخ عبد المعز عبد الستار "كلية أصول الدين"، الشيخ محمد الحسينى عبد الغفار "كلية الشريعة"، الشيخ عبد البارى عمر خطاب، "معهد القاهرة"، عبد الرحمن إسماعيل "بنبا قادن"، إمام عبد الغنى كرار – شاكر كيلانى "رقى المعارف"، أحمد فاضل "تجارة الظاهر"، يوسف الأكوح "الفنون التطبيقية"، محمد سليم مصطفى "الهندسة التطبيقية"، شافعى عبد الحميد "الصناعات الزخرفية"، فهمى محمد السيد "الصناعات الميكانيكية"، السيسى "الخديوية"، جمال الدين السنهورى "السعيدية"، على كرار "تجارة الجيزة"، فكرى حسن "الدواوين"، عبد العليم عبد الستار "الإسماعيلية"، محمد سعيد زايد "فاروق الأول"، محمد خيرت "النيل"، أحمد السيد حسنين "النهضة"، محمد توفيق حافظ "الأهرام"، عبد الحكيم عطية "مصر الثانوية".

وقد اجتمعت تلك اللجنة فى 4رمضان 1358هـ الموافق 18أكتوبر 1939م، ووضعت الأسس العامة للعمل خلال تلك الفترة، وكانت قراراتها كالتالى:

أولا: الاتصال الدائم بروابط الشباب بشعب الأقاليم لتوحيد الجهود وتنظيم نواحى النشاط.

ثانيًا: مطالبة شباب الإخوان بضرورة الاشتراك فى "النذير"، والمساهمة فى أعباء الدعوة المالية بدفع سهم الدعوة أو اشتراك محدد فى كل شهر، على أن يعهد بتنظيم تحصيل الاشتراكات إلى الأخ حسن صادق، وتنظيم توزيع النذير إلى الأخ أحمد حجازى.

ثالثًا: على كل مندوب أن ينظم اجتماعًا دوريًا لطلبة الإخوان بالكلية أو المدرسة مرة كل أسبوع، ويعهد إلى الأخ محمد حسين أبو سالم بتنظيم هذه الاجتماعات.

رابعًا: عقد اجتماعات دورية عامة بالدار للتعارف بين طلبة الكليات والمدارس فى مساء الخميس من كل أسبوع.

خامسًا: تنظيم الطلبة بشعب القاهرة على أساس يكفل نشر الدعوة بالأحياء، على أن يعهد إلى الأخ حامد شريت بالإشراف على ذلك التنظيم.

كما أصدر المركز العام للإخوان المسلمين كشف بيان باللجان العاملة في المركز ومواعيدها:

اسم اللجنة ومهمتها أعضاؤها مواعيد انعقادها الدورى 4-شئون الطلبة الدكتور إبراهيم أبو النجاة، الأستاذ محمد بسيونى المحامى، حامد شريت أفندى، سليمان أفندى أمين عن الجامعة، الشيخ عبد المنعم عبد الستار عن الأزهر، يحيى أفندى كيلانى عن الثانوى والخصوصى، ويضاف إليهم مندوبوا الكليات والمدارس. يوم الخميس من كل أسبوع

كما عقد الإخوان مؤتمرا طلابيا في أسيوط فى مساء يوم الجمعة 10شوال 1357هـ الموافق 3ديسمبر 1938م؛ حيث بدأ المؤتمر بقراءة القرآن الكريم، ثم استهل كلمات المؤتمر الشيخ محمد حسنين مقرر المؤتمر، ثم تلاه الأستاذ عبد الحكيم عابدين عن الجامعة، ثم قدم الأخ حامد شريت مندوب دار العلوم الذى اعتذر عن عدم إلقاء الكلمة حتى يفسح المجال للإمام الشهيد، وتنازل الخطباء عن كلماتهم، ثم أنشد الأخ عبد الستار إبراهيم قصيدة من شعره الإسلامى أثارت إعجاب الحضور، ثم ألقى الإمام البنا كلمته ثم ختم المؤتمر بتلاوة قراراته. وعندما حضرت الوفود العربية إلى مصر لدعم سوريا ولبنان في محنتيهما ضد فرنسا استقبلها الإخوان، وحياهم الأستاذ السكري باسم الإخوان، وفي اليوم التالي احتشد الإخوان المسلمون في جامع الكخيا بميدان الأوبرا في صلاة العصر، وصلى بهم الأستاذ المرشد إمامًا، وبعدها دعا الإخوان إلى صلاة الغائب على أرواح الشهداء، فأدوا الصلاة، وخرجوا بعدها في جموعهم وقد رفعوا أعلامهم وانتظموا في مظاهرة سارت من مسجد الكخيا إلى ميدان إبراهيم باشا، فشارع إبراهيم باشا، وكان الأخ حامد شريت سكرتير الإخوان بأسيوط يركب سيارة، ومعه المذياع، فأخذ يهتف وسط الجموع فيرد الإخوان هتافه بحماسة بالغة وشعور فياض، فدوى الهتاف بحياة سوريا المجاهدة ولبنان الباسلة، وسقوط فرنسا الغاشمة، كما هتف الإخوان بمبادئهم: الله غايتنا، والنبي إمامنا.

حامد شريت والنظام الخاص

أدرك الأستاذ المرشد الخطر الذي يحاق بالأمة سواء من المحتل الانجليزي أو الحركات الصهيوينة فكان ذلك حافزًا على سرعة الاستعداد بتكوين "النظام الخاص"، وقد أوكل هذا النظام لخمسة من الإخوان الأفاضل ليقوموا بتشكيله والإشراف عليه.

يقول الأستاذ محمود عبد الحليم: "كان ذلك في عام 1940 حين دعا خمسة منا هم: صالح عشماوي وحسين كمال الدين وحامد شريت وعبد العزيز أحمد ومحمود عبد الحليم، وعرض علينا الدواعي التي رآها تقتضي الاستعداد وإنشاء نظام خاص تواجه الدعوة به مسئولياتها في المستقبل.. واقتنعنا برأيه فكون منا نحن الخمسة قيادة هذا النظام، وعهد إلينا بإنشائه وتنظيمه وتدريبه، على أن يكون على أساس من العسكرية الإسلامية القوية النظيفة".

حامد شريت ولجنة التحقيق بالجماعة

بعدما تولى المستشار حسن الهضيبي وأجريت انتخابات مكتب الإرشاد قام المكتب بتشكيل لجنة التحقيق والتي أوكل لها التحقيق فيما يخص الأمور الدعوية، ومخالفات الأعضاء وقد تكونت من الإخوة الأساتذة عبد العزيز كامل وحسني عبد الباقي وعبد الله عامر وحامد شريت وسعد الدين الوليلي ومحمد الغزالي ومحمود عبد الحليم. وكان لها دور في المشكلة التي حدثت بين السندي وصالح عشماوي وعلى الطرف الأخر مكتب الارشاد فيما عرف بموضوع حل النظام الخاص القديم، يقول الأستاذ محمود عبدالحليم:

تبينت اللجنة من مراجعة البيان الأول الذي أذاعه المدعي عليهم بالصحف أن الحرص علي تصديره بإعلانهم استقالة المرشد العام يرتبط بسابقة للأستاذ صالح عشماوي تقرر من أجلها وقفه شهرًا في العام الماضي . هذه السابقة هي مخاطرته بإذاعة أمر قرار المكتب اعتباره سرًا . وكان هذا السر الذي حرص الأستاذ صالح علي نقله بعد منتصف الليل إلي جريدة " المصري " هو إعلان استقالة المرشد العام أيضًا .. كأن في نفس الأستاذ صالح عقدة إزاء هذا الرجل الذي يشغل هذا المنصب ويقود هذه الجماعة .. مع أنه بايعه أمام الهيئة التأسيسية من قبل . واللجنة تري في تصرفات الأستاذ صالح هذه إزاء الأستاذ المرشد ، وتكرر هذه التصرفات نفسها بالرغم من وقفه شهرًا من قبل بسببها ، نقضًا للبيعة ونكثًا للعهد ، وتري في زميليه اللذين وقعا معه علي البيان الذي تضمن ذلك نفس الرأي الذي تراه فيه.

إمـضاءات

حسني عبد الباقي – عبد الله عامر – حامد شريت – سعد الدين الوليلي – محمود عبد الحليم

حامد شريت والمحن

تعرض الشيخ حامد شريت للمحن منذ أن تعرضت الجماعة كلها للمحن فنجده يتعرض للاعتقال في مارس 1947م بتهمة التظاهر أمام محكمة الاستئناف، وقد جاء في جريدة الإخوان المسلمين اليومية:

كان أمس موعد النظر فى قضية التظاهر التى اتهم فيها الأستاذ حامد شريت أمام محكمة الاستئناف، إذ أبت النيابة إلا أن تستأنف، بعد أن صدر الحكم ببراءته ابتدائيًّا، فكان أن تأيد حكم البراءة استئنافيًّا. وليس أدل من هذا على تعنت رجال الإدارة والنيابة مع الأبرياء العاملين لخير وطنهم فى حدود الدستور والقانون، ولسنا ندرى لحساب من هذا التعنت الذى لا مبرر له ولا عذر فيه.

ولما كانت وزارة المعارف قد أصدرت أمرها بإيقاف حضرته، فضلاً عن أمر نقله إلى الأقصر الذى لا تمليه مصلحة العمل فوق إضراره بمصالحه وظروفه العائلية، فإن الأمر الآن أصبح يقتضى إلغاء هذين الأمرين الجائرين وإعادة حضرته إلى مدرسة أسيوط الابتدائية الأميرية كما كان، تصحيحا للأوضاع، وإحقاقا للحق وتأمينا للناس، وأما كفارة الظلم والمثوبة على الصبر فأجرهما عند الله تعالى. وما عند الله خير وأبقى. وقد أرسل فضيلة المرشد العام أمس برقية إلى معالى وزير المعارف، هذا نصها:" معالى عبد الرزاق السنهورى باشا وزير المعارف العمومية: برئ الأستاذ حامد شريت ابتدائيًّا واستئنافيًّا. أرجو إلغاء وقفه ونقله، وإعادته إلى مدرسة أسيوط الأميرية كما كان مع الشكر.

وبعدما تعرضت الجماعة للمحنة الشديدة عام 1954م نال حامد شريت من العذاب الشديد، وحكم عليه بعشرة سنوات، ثم اعتقال مرة أخرى عام 1965م، يقول أحد رفاقه في السجن: بعد ذلك أجلسونا بجوار الحائط وأمرونا بكتابة علاقتنا بالإخوان وخلسة همس فى أذني الأخ طاهر عبد العزيز سالم وقال لي أنا لا أعرفك وفهمت بذلك أنه لم يذكر أسمى أثناء التحقيق معه. بعد انتهاء النيابة من التحقيق جمعوا إخوان أسيوط بما سموه تنظيم أسيوط ورأيت ساعتها كل الأحباب وعلى رأسهم الشيخ حامد شريت ولا أنسى حين أمروا الإخوان باعتلاء ظهر الشيخ حامد واحدا بعد الآخر وكان يوما عصيبا.

ودخل الطاغية حمزة البسيونى عصر أحد الأيام السجن الكبير الذى كنا فيه راكبا حصانه وكان قصير القامة ممتلئ الجسم ذو شوارب طويلة وله منظر يمكن أن تتعرف على أحد مناظر الشيطان إذا نظرت إليه وكان يعقب زيارته للسجن تكديرة للضباط والجنود كي ينشطوا فى تكدير الإخوان، كان الشيخ حامد شريت يقيم فى زنزانة قريبة من زنزانتي وكان يرافقه فيها الدكتور محمد بديع بارك الله فى عمره وبالتأكيد كانت استفادتة كبيرة من صحبة الشيخ حامد شريت وبالمناسبة فإن أول تعيين للدكتور بديع كان فى جامعة أسيوط،, بعد انتهاء طابور الجري فى أحد الأيام وكانوا قد أحضروا بقايا أكلة سمك وكان الأستاذ حامد مشاركا فى هذا اليوم فى طابور العواجيز أو المصابين حيث توفى فى نفس الليلة يرحمه الله.

ويقول المهندس محمد الصروي:

وأحدث ضحايا التعذيب الذي يقع حاليا في سجون مصر علي المعتقلين من الإخوان المسلمين نذكر :-

1 – إسماعيل الفيومي : أحد أفراد الحرس الخاص لرئيس الجمهورية العربية المتحدة ، والذي أعلن اعتقاله في شهر سبتمبر 1965 ... وبعد شهر واحد من اعتقاله أعلنت السلطات المصرية بطرق ملتوية أنه هرب ثم قدم للمحاكمة باعتباره هاربا . وهكذا يعرف المرء المقصود بكلمة " هارب " في قاموس الحكام الإرهابيين في مصر .

2 – المهندس رفعت بكر الشافعي : متخرج منذ عامين فقط . وسنه لا يتجاوز خمسة وعشرين عاما – وهو ابن شقيقة الشهيد الكبير الأستاذ سيد قطب . اعتقل هذا الشاب يوم اعتقل خاله الأستاذ محمد قطب ، كما اعتقل شقيقه ، وكان الغرض من تعذيبه إلزامه باعترافات ضد أخواله وخالاته شقيقات الشهيد سيد قطب ، وكان تعذيبه في السجن الحربي حتى الموت – ثم سلمت جثته لأهله بعد أن ألزموا بتوقيع تعهد بعدم إذاعة أي شيء عن سبب وفاته ، وذلك في نهاية عام 1965 .

3 – الأستاذ محمد عواد سليمان : مدرس كان يعمل ويقيم ببلدة الزوامل بالغرب من أنشاص عذب كذلك حتى مات في السجن الحربي عام 1965 ولكن لا يعلم أحد أن كانت جثته قد سلمت لأهله أم لا ، حتى الآن .

4 – زكريا المشتولي : وهو محام بالقاهرة كان ممن اعتقلوا عام 1965 وشقيقه كفيف البصر يدعي أحمد المشتولي مدرس بمعهد القراءات بالأزهر اعتقل أيضا ولكنه وضع في سجن أبي زعبل ، وما زال لا يعلم بموت أخيه لأنه عذب ومات في السجن الحربي .

5 – الأستاذ حامد شريت : من أسيوط وهو شقيق الأستاذ أحمد شريت المحكوم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في السجن من 1954 وهذا المعتقل عذب ومات في السجن الحربي عام 1966م حيث أكل وجبة سمك فاسدة في السجن فمات على إثرها.

المراجع

1- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الاسلامية.

2- مجلة النذير، السنة الثانية، العدد 35، 10رمضان 1358هـ الموافق 24أكتوبر 1939م.

3- محمد الصروي: محن الإخوان في سجون مصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية.