بيان: الذكرى الثالثة والخمسين لاندلاع الثورة
عشية الاحتفالات المخلدة للذكرى 53 لاندلاع ثورة التحرير المباركة، تترحم حركة مجتمع السلم على أرواح الشهداء الأبرار، وضحايا المأساة الوطنية، وتتوجه إلى كافة أفراد الشعب الجزائري وإلى المجاهدين وذويهم وأسر الشهداء بأبلغ آيات التقدير والاعتراف بعظمة الثورة الشعبية المجيدة وروعة الانتصارات ونعمة الاستقلال، وتهنئ الجزائر على البطولات والتضحيات التاريخية.
وتستغل الحركة هذه المناسبة الرمز للتذكير بالآتي :
تأكيد التمسك بنص وروح بيان أول نوفمبر 54، كأعلى مرجع، بعد الإسلام، اتفق الشعب الجزائري كله على ترسيمه قاعدة أساسية للنظام الجمهوري الديمقراطي.
إن كثيرا من الممارسات الحاصلة في واقعنا السياسي والثقافي تؤشر على تراجع واضح عن روح ونصّ هذا البيان التاريخي، والرغبة في إدارة الظهر لرسالة الشهداء الأبرار وللأمانة التاريخية التي في أعناقنا.
إن مسعى بناء الديمقراطية الاجتماعية لم يتحقق منه إلاّ عروض الواجهات، في حين ظلت المضامين الحضارية مجالاً للمضاربات التي باتت تهدد عناصر الهوية نفسها وتهز أركان الوحدة الوطنية وتفتح الأبواب لأطماع خارجية وطموحات شخصية داخلية.
إن ما يطفو على السطوح من صراعات وما يشاع حول "المجاهدين المزيفين" وحذف مقاطع من النشيد الوطني وعودة "الحركي" والأقدام السوداء وكل محاولات العبث بمنظوماتنا الأسرية والتربوية ورصيدنا الثقافي واللغوي، كلها ملفات ينبغي أخذها بالجدية اللازمة وعدم التسامح مع العابثين بها والمتلاعبين بمقومات الأمة وتاريخها ومآثر ثورتها، مهما كانت مواقعهم ونياتهم.
إن مبادرة تسليم خرائط الألغام المزروعة لخطي شال وموريس، بعد 45 سنة من الاستقلال، تعد دليلا ماديا على بداية اعتراف استعمار الأمس بجرائمه في حق الشعب الأعزل، لاسيما ضحايا المتفجرات، وعليه أن يبادر بتعويضهم حقوقهم المادية والمعنوية، بعد تقديم الاعتذارات الرسمية الواجبة.
إن جيل الاستقلال، من شباب الجزائر، قد بلغ مستويات متقدمة من النضج التاريخي لتحمل الأمانة، وعلى جيل الثورة من المجاهدين، ومن في حكمهم، أن يبادروا بتسليم المشعل للشباب لتوريث المبادئ والثوابت والقيم في نفوس الناشئة بعيدًا عن سياسة الإرجاء وعن ممارسات الوصاية الباعثة على اليأس.
وبهذه المناسبة تعرب الحركة عن أملها في أن تسترجع الذاكرة الجماعية للمجموعة الوطنية معاني روح الثورة والكفاح كالأخوّة والتضامن والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن والانتساب لهذه الأمة، والذهاب بشجاعة إلى التعاون على استكمال تجسيد حرفية بيان أول نوفمبر 54 : "إقامة دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية"
المجد والخلود لشهدائها الأبرار.
المصدر
- مقال:بيان: الذكرى الثالثة والخمسين لاندلاع الثورة موقع : حركة مجتمع السلم