حازم عبدالله خضر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الدكتور حازم عبد الله خضر رائد الدراسات الأدبية الاندلسية في العراق ،

الولادة والنشأة:

ولد الدكتور حازم عبد الله خضر في الموصل سنة 1932 في عائلة عربية مسلمة من آل المولى. عصمه الله تعالى في سنه المبكرة من عبث الصبيان فكان جادا مستقيما يرتاد مساجد مدينة الموصل المسلمة ذات الطابع المحافظ و أكمل فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية كان من زملائه الشيخ الدكتور إدريس الحاج داؤد الذي رافقه منذ الابتدائية على مقاعد الدراسة . انتمى منذ بواكير شبابه الى جماعة الاخوان المسلمين وساهم الشيخ الصواف في تكوين شخصيته ، فيقول الشيخ الدكتور إدريس الحاج داؤد، عنه:" جاءت فترة الشباب وكان فضل الله علينا كبيرا فقد انتسبنا معاً إلى جمعية الإخوة الإسلامية (الإخوان المسلمين)... وكان لفضيلة الشيخ محمد محمود الصواف الفضل بعد الله في توجيه الشباب في تلك الأيام في جمعهم على كلمة التوحيد والعمل لرفع راية الإسلام، وكانت حلقات الدروس الأسبوعية تجمعنا، وكان المبيت في مركز الجمعية لقيام الليل وتزكية النفوس تسعدنا وتطهر أرواحنا...".

الدراسة: درس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة بغداد وحصل على البكالوريوس سنة 1956 التحق سنة 1967بالدراسات العليا في جامعة عين شمس بمصر وحصل على الماجستير عن رسالته: " ابن شهيد الأندلسي : حياته وشعره" بأشراف الدكتور عبد القادر القط . نال شهادة الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة بغداد سنة 1978 عن أطروحته الموسومة: " النثر الأندلسي في عصر الطوائف والمرابطين"، بإشراف الأستاذ الدكتور صلاح خالص،


حياته العلمية:

سنة 1956عمل مدرسا للغة العربية والدين في عدد من مدارس الموصل المتوسطة والثانوية كان آخرها الإعدادية الغربية الى ان التحق بدراسة الماجستير. فكان مثالا للاستاذ المسلم الملتزم. بعد ان اتم دراساته العليا عام 1972كان له ان ينطلق حياة التعليم والبحث في جامعة الموصل في قسم اللغة العربية بكلية الآداب لتدريس مادة الأدب الأندلسي متدرجا في سلمها العلمي حتى رقى إلى رتبة الأستاذية ، ، وبقى في التدريس الجامعي عدة سنوات، أبعده النظام السابق لنشاطه السياسي الاسلامي عام 1977عن الجامعة إلى مديرية التربية في الموصل مع من ابعد من الناشطين السياسيين أمثال الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل والأستاذ الدكتور طه محسن". وأعيد عام 1986 إلى جامعة الموصل والى كليته كلية الآداب. وكان له طريقته الخاصة في التدريس.. وكان محبوبا من طلبته لأنه يؤثر فيهم تأثيراً كبيراً من الناحية الدينية العاطفية، فضلاً عن استقامته وحسن خلقه وأسلوبه الخاص في التدريس الذي ينسجم مع الطلبة. أسهم الأستاذ الدكتور حازم عبدالله خضر ،من خلال دراساته ومقالاته والرسائل التي أشرف عليها في تكوين الوعي بأهمية الأدب الأندلسي وتوضيح الكثير من مفاصله التاريخية والإبداعية فكان ركنا مهما من أركان الدعامة الأندلسية في المدرسة التاريخية والأدبية العراقية والعربية . يتميز الأستاذ الدكتور حازم عبدالله خضر بنشاط بحثي خصب وغزير على عدة محاور في تأليف الكتب أو كتابة البحوث والدراسات والمقالات أو الإشراف على رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه،

فمن كتبه المنشورة:

1. ابو عامر بن شهيد الأندلسي: حياته واديه (دار الجاحظ، بغداد، 1984). 2. النثر الأندلسي في عصر الطوائف والمرابطين، (دار الرشيد للنشر، بغداد، 1980). 3. وصف الحيوان في الشعر الأندلسي، عصر الطوائف والمرابطين، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1987.

ومن دراساته المنشورة:

1. ابن بسام وكتابه الذخيرة، مجلة آداب الرافدين، العدد(5)، حزيران/يونيو،1974. 2. أبن مروان بن حيان أديبا ًوكاتباً، مجلة المناهل، السنة(1)، العدد، (29)، آذار/مارس، 1984. 3. التعليم في الأندلس حتى نهاية القرن الرابع، مجلة آداب الرافدين، العدد(10)، 1979. 4. الرحلات العلمية من الأندلس إلى المشرق، مجلة الجامعة، السنة (10)، العدد(11)، أيلول، 1979، ولسنة (10)، العدد(2)، تشرين الثاني/نوفمبر 1979. 5. العقد الفريد بين المشرق والأندلس، مجلة آداب الرافدين، العدد(7)،تشرين الأول/ أكتوبر،1976. 6. معالم الحضارة الإسلامية في خطب الرسول (صلى الله عليه وسلم)، مجلة آداب الرافدين، العدد(13)، نيسان /ابريل،1981. 7. الملامح الأساسية في شعر أبي تمام ، مجلة آداب الرافدين، العدد(3)، كانون الأول/ ديسمبر،1971. 8. من أعلام الثقافة في الأندلس: القاضي الأديب منذر بن سعيد البلوطي، مجلة آداب الرافدين، العدد(4)، آب/ أغسطس ،1972. كما أشرف على عدد من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه، فعلى سبيل المثال أشرف على رسالة الماجستير التي قدمها عبدالله فتحي الظاهر، إلى مجلس كلية الآداب، جامعة الموصل يوم 27 شباط /فبراير1992 وكان عنوانها: " البطولة في شعر صدر الإسلام"

و رسالة الماجستير التي قدمها احمد محمود زيدان إلى الكلية ذاتها يوم 22 تشرين الثاني / نوفمبر 1989 وكان عنوانها:" الجوار في الشعر العربي قبل الإسلام".

كما اشرف على أطروحة الدكتوراه لخلف حسن علي والتي قدمها إلى الكلية ذاتها وكانت بعنوان:"النثر الجهادي في عصر صدر الإسلام: أنماطه وخصائصه".


العمل السياسي والدعوي

انتمى الدكتور حازم عبدالله خضر إلى جماعة الإخوان المسلمين و كان من زملائه في التنظيم الأستاذ المربي غانم سعد الله حمودات الذي قال عنه، كما نقل ذلك الدكتور عبد الله الظاهر في مقال نشرته جريدة الشورى (الموصلية) يوم 31 تموز 2003:

" لقد كان دينه عزيزا عليه منذ إن عرفناه،ومنذ اتصل بالإخوان، ولم يمنعه شظف العيش من إن يستمر على علاقته الطيبة بالجماعة، ولقد كان متميزا بين الإخوان بأخلاقه وغيرته على الدين، وحصل على مرتبة عالية في الجماعة أهلها لها إخلاصه وغيرته وعمله وعلمه، وان كان الابتلاء بقدر إيمان الفرد، فقد أبتلى وصبر وظل مخلصاً لدعوة الإخوان حتى وفاه الله...".

أما الشيخ الدكتور إدريس الحاج داؤد، فقال عنه:" لقد استمرت صحبتي له أكثر من نصف قرن، بدأت ،ونحن على مقاعد الدراسة الابتدائية ولقد عصمنا الله تعالى في سننا المبكرة من عبث الصبيان ،ومرت الأيام وجاءت فترة الشباب وكان فضل الله علينا كبيرا فقد انتسبنا معاً إلى جمعية الإخوة الإسلامية (أحدى واجهات جماعة الإخوان المسلمين)... وكان لفضيلة الشيخ محمد محمود الصواف الفضل بعد الله في توجيه الشباب في تلك الأيام في جمعهم على كلمة التوحيد والعمل لرفع راية الإسلام، وكانت حلقات الدروس الأسبوعية تجمعنا، وكان المبيت في مركز الجمعية لقيام الليل وتزكية النفوس تسعدنا وتطهر أرواحنا...". وأضاف : "لقد شارك في جميع نشاطات الجمعية من ندوات ولقاءات الأسر والمخيمات والسفرات وسواها ولم يتوان أبدا. لقد كانت صحبته وبقية الإخوان من أسعد أيام حياتنا وأبركها ،ودامت الصحبة بعد تقدم العمر، فكانت جلسات مسجد الشيخ أحمد الخزازي سنين طويلة تعقد بين المغرب والعشاء تجدد إيماننا بما يفيضه علينا أبو أيمن من علم جم وكلمات ربانية وصدق لهجة...". عمل داعية منذ فترة شبابه عندما كان طالبا بكلية الاداب عام 1954 فقد ارسلته مرة الجماعة الى مدينة زاخو في شمال العراق يوم 2/9/1954 مع ثلة من اخوانه منهم عبد الله فتحي ويونس ذنون وطه قاسم الجوادي ونامق شيخ علي وعبد الله أحمد وغانم حامد فالتقوا الناس في جامع زاخو وحثوهم على التمسك بدينهم واستضافهم حاجي شمدين أغا نائب زاخو في البرلمان العراقي آنذاك. وتواصل بدعوته منافحا وداعية باقواله وافعاله.

تعرض بسبب دعوته للملاحقة في العهد الملكي وبعد ثورة 14 تموز 1959 وانفجار حركة الشواف في الموصل في 8آذار 1959 فاعتقل لفترة ثم أطلق سراحه .

ولم تتوان اجهزة الامن عن ملاحقته فيتحدث د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل قائلا :" لا أستطيع وصف مدى فرحته عندما أعطيته صورة لوثيقة رسمية، هي عبارة عن تقرير أمني كتب عنه سنة 1956 عندما كان طالباً في كلية الآداب _جامعة بغداد جاء فيه انه منتم إلى جمعية الإخوة الإسلامية، وقد ذهب مع عدد زملائه الطلبة إلى تلعفر وسنجار لنشر أفكار هذه الجمعية.. وكنت قد حصلت على هذه الوثيقة من ملفات لمحافظة نينوى منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي عندما كنت أنجز رسالتي للماجستير عن ولاية الموصل."

وقد أبعده النظام السابق لنشاطه السياسي الاسلامي عن الجامعة إلى مديرية التربية في الموصل للفترة من 1977 الى 1986.

خصاله الاسلامية:

يقول د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل: " زاملت الأستاذ الدكتور حازم عبدالله خضر عندما عملت في مقررية قسم التاريخ بكلية الآداب منذ سنة 1975 وارتبطت به بعلاقة وثيقة فوجدته أنسانا رائعا، متواضعا، صادقاً، لا يتكلم كثيراً ولا يعجبه التدخل في شؤون غيره، يخدم الأخر، ويصغي إليه بكل اهتمام."

وتحدث الأستاذ الدكتور عماد الدين عبد يحيى ،وهو أحد طلابه للدكتور الظاهر عن الأستاذ الدكتور حازم عبدالله خضر فقال: " انه كان شخصية إسلامية صاغتها المنطلقات القرآنية وتمثلت فيها سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وصقلتها مدرسة الإمام الشهيد حسن البنا ، فتميزت بأهم صفتين هما نقاء الروح، والصلابة في قول الحق، وبقدر ماكان، رحمه الله، ودوداً خافضاً لإخوانه وتلاميذه، وكان واسع الصدر، مستوعبا حالات الضعف البشري التي تظهر فيهم، بيد انه ليغضب غضبا شديداً إذا سمع بانتهاك حرمة من حرمات الله، ويلمح ذلك في وجهه ....كان ... قليل الكلام، كثير التفكير، ذاكراً مداوما على قراءة القران.. مداوما على صيام الاثنين والخميس ... لم تجد الدنيا سبيلاً إلى قلبه، كان زاهداً.. كثير التفقد لأحوال إخوانه وزملائه وطلابه.. يحسن الإصغاء إلى محدثه.. واشهد أن الحديث معه تجلله مهابة ملحوظة . كان حريصاً على اللغة العربية.. حريصا على المجاهدة وعلى الرغم من العروض التي قدمت له للعمل في خارج العراق، إلا انه أبى أن يغادر مكانه العلمي في كلية الآداب .

وفاته:

وافاه الأجل (رحمه الله) بإحدى مستشفيات بغداد بعد إصابته بمرض سرطان المخ وقد أجريت له عمليه جراحية لكنه توفى بعد نجاح العملية بأسبوع.

رثاه الأستاذ الدكتور ذو النون الاطرقجي بقصيدة مطلعها:

قدر، ولا عتب على الأقدار ** يذر الدامع لهفة استفسار

والعمر يجري كالدموع لغاية ** معلومة؛ من جنة أو نار

ياوخذ (حازم) قد عبرت مسارعاً ** جمع الأحبة مثل طيف سار

فكأننا لم نبك، ولم نضحك معاً ** لم نصطدم بشراسة التيار

يا سيد الصبر الجميل تحية ** من مثقل بذنوبه متواري

رحم الله الأستاذ الدكتور حازم عبدالله خضر وجزاه خيرا على ماقدمه لدينه ووطنه وأمته.


المصادر والمراجع

• الدكتور حازم عبدالله خضر والدراسات الأندلسية في العراق للاستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف ، أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل


http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/04/blog-post_14.html • كتاب موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين للعلامة الدكتور عمر محمد الطالب

• كتاب جمعية الأخوة الاسلامية في العراق (1949- 1954) دراسة (ماجستير) عن نشأة حركة الاخوان المسلمين في العراق ، للباحثة (ايمان عبد الحميد الدباغ )