الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التربية السليمة للأبناء»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''<center>التربية السليمة للأبناء | '''<center>التربية السليمة للأبناء</center>''' | ||
'''بقلم: م / عبد الحميد البلالي''' | |||
ذكرنا في العدد السابق الصفة التاسعة عشرة وهي تكوين الأسرة الصالحة، والتي تنقسم إلى قسمين، الزوجة والأبناء، وقد تناولنا فيه الزوجة، ونتحدث في هذا العدد عن أسس التربية الصحيحة لتربية الأبناء. متى يكون الأبناء قرة أعين؟ يقول تعالى عن صفة عباد الرحمن في دعائهم لله تعالى: '''{وّالَّذٌينّ يّقٍولٍونّ رّبَّنّا هّبً لّنّا مٌنً أّزًوّاجٌنّا وّذٍرٌَيَّاتٌنّا قٍرَّةّ أّعًيٍنُ وّاجًعّلًنّا لٌلًمٍتَّقٌينّ إمّامْا }(الفرقان)'''، فقرة العين بالأبناء، والتي تجلب لصاحبها السعادة، والهدوء النفسي، ويذوق من خلالها أحد أبرز لذائذ الحياة، لا تتحصل بالأماني، وإنما ببذل الكثير من الجهود والأسباب، منها: | |||
'''دعاء وراءه أسباب:''' يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: '''«إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»'''(1)، هذا الدعاء من ولده الصالح له بعد موته، لم يأت من فراغ، ولم يجبره أحد أن يفعل ذلك، لولا وجود دوافع لذلك الولد دفعته أن يفعل ذلك طواعية، من أهمها، قيام والده وبذله ما يستطيع من أجل إصلاحه. استغراب وتساؤل من الآباء: ويتساءل الآباء والأمهات الصالحون عن سر ارتفاع منازلهم يوم القيامة من غير أعمال قاموا بها في الدنيا تستحق تلك المنازل، وإذا بهم يفاجؤون بالمفاجأة المفرحة بأن ذلك نتيجة جهودهم في تربية أبنائهم تربية صالحة، فكانت سبباً في تواصل الأجر حتى بعد مماتهم.. وذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: '''«إن الرجل لترتفع درجته في الجنة، فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك»'''(2). | |||
== قواعد التربية السليمة == | |||
ومن أهم هذه القواعد: | '''ومن أهم هذه القواعد:''' | ||
'''1- اختيار الأم الصالحة:''' لأن الاتفاق والتجانس التربوي والبيئة المتجانسة شرط أساسي في تهيئة البيئة الصالحة، فكان لزاماً على من أراد تربية أبنائه تربية صالحة أن يختار أولاً الزوجة الصالحة؛ حتى تتوافق معه على الهدف، وتعينه في تحقيقه، ذلك لأن الأم أكثر احتكاكاً بالأبناء من الآباء. | |||
2- القدوة الصالحة: لا يمكن أن يتم نجاح العملية التربوية، ما لم يرى الأبناء نماذج حية للقيم التي يدعو لها الآباء، فحتى تصل هذه القناعة التربوية في أذهان وقلوب الأبناء يريدون أن يشاهدوا نموذج الصدق وعفة اللسان، والحرص على صلاة المسجد، والإنفاق على الفقراء، وحب الفقراء والمساكين، والتواضع، ماثلاً أمامهم وكذا بقية النماذج الأخلاقية، وبغير ذلك يغدو من الصعب جداً نجاح العملية التربوية الإصلاحية للأبناء. | '''2- القدوة الصالحة:''' لا يمكن أن يتم نجاح العملية التربوية، ما لم يرى الأبناء نماذج حية للقيم التي يدعو لها الآباء، فحتى تصل هذه القناعة التربوية في أذهان وقلوب الأبناء يريدون أن يشاهدوا نموذج الصدق وعفة اللسان، والحرص على صلاة المسجد، والإنفاق على الفقراء، وحب الفقراء والمساكين، والتواضع، ماثلاً أمامهم وكذا بقية النماذج الأخلاقية، وبغير ذلك يغدو من الصعب جداً نجاح العملية التربوية الإصلاحية للأبناء. | ||
3- الإشباع العاطفي: نحن كآباء وأمهات نحب أبناءنا فطرة، ولكنهم لا يحبوننا فطرة، بل على حسب ما نعطيهم من الحب والتقدير والاحتكاك؛ لأن الحب حاجة أساسية يحتاجها كل إنسان لينمو نمواً طبيعياً، وذلك عن طريق القُبلة والضمة، والاحتضان، وإيصال رسائل سمعية لآذانهم «أنا أحبكم»، «أنا أقدركم». وأهمية هذا الأمر، أن الأبناء لا يمكن أن يستمعوا لنا كآباء وأمهات حتى يحبوننا، فإذا ضمنّا محبتهم، فإننا نستطيع بعد ذلك غرس ما نريد من مفاهيم وقيم، ومن خلال مشاهداتنا الحياتية، نرى الكثير من المجرمين والمنحرفين يشتركون في سبب مهم، وهو حرمانهم العاطفي الذي فقدوه من والديهم، والحياة القاسية التي تلقوها منهم.. ولذلك كانت عبارات الرسول صلى الله عليه وسلم شديدة لذلك الصحابي الجليل الذي استغرب تقبيل الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال: قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «من لا يرحم لا يرحم»(3)، وهناك روايات أخرى تدلل على منهجية التقبيل والضم التي كان يمارسها النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال كي يشبع عندهم الناحية العاطفية، لأهميتها التربوية. | '''3- الإشباع العاطفي:''' نحن كآباء وأمهات نحب أبناءنا فطرة، ولكنهم لا يحبوننا فطرة، بل على حسب ما نعطيهم من الحب والتقدير والاحتكاك؛ لأن الحب حاجة أساسية يحتاجها كل إنسان لينمو نمواً طبيعياً، وذلك عن طريق القُبلة والضمة، والاحتضان، وإيصال رسائل سمعية لآذانهم «أنا أحبكم»، «أنا أقدركم». وأهمية هذا الأمر، أن الأبناء لا يمكن أن يستمعوا لنا كآباء وأمهات حتى يحبوننا، فإذا ضمنّا محبتهم، فإننا نستطيع بعد ذلك غرس ما نريد من مفاهيم وقيم، ومن خلال مشاهداتنا الحياتية، نرى الكثير من المجرمين والمنحرفين يشتركون في سبب مهم، وهو حرمانهم العاطفي الذي فقدوه من والديهم، والحياة القاسية التي تلقوها منهم.. ولذلك كانت عبارات الرسول صلى الله عليه وسلم شديدة لذلك الصحابي الجليل الذي استغرب تقبيل الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال: قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «من لا يرحم لا يرحم»(3)، وهناك روايات أخرى تدلل على منهجية التقبيل والضم التي كان يمارسها النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال كي يشبع عندهم الناحية العاطفية، لأهميتها التربوية. | ||
4- إعطاء القيم وتعديل المسار: إن أهم واجب يقوم به الوالدان في تربية أبنائهما بعد الأسس الثلاثة التي ذكرناها؛ إعطاء القيم في المناسبات المختلفة، وضمن الأساليب المتنوعة، وتعديل المسار، أي ما يراه من اعوجاج يجلبه الأبناء من خارج أسوار البيت، سواءً من الأصدقاء أو الأقارب أو الإعلام، فيصحح المسار بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا الأمر من الصعب أن يتحقق دون احتكاك دائم بالأبناء والاستماع إليهم لاكتشاف المعوج من القيم المجلوبة، وتشجيعهم على الصواب، والمبادرات الحسنة التي يراها منهم. | '''4- إعطاء القيم وتعديل المسار:''' إن أهم واجب يقوم به الوالدان في تربية أبنائهما بعد الأسس الثلاثة التي ذكرناها؛ إعطاء القيم في المناسبات المختلفة، وضمن الأساليب المتنوعة، وتعديل المسار، أي ما يراه من اعوجاج يجلبه الأبناء من خارج أسوار البيت، سواءً من الأصدقاء أو الأقارب أو الإعلام، فيصحح المسار بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا الأمر من الصعب أن يتحقق دون احتكاك دائم بالأبناء والاستماع إليهم لاكتشاف المعوج من القيم المجلوبة، وتشجيعهم على الصواب، والمبادرات الحسنة التي يراها منهم. | ||
''' 5- تنمية الثقة بالنفس:''' وذلك عن طريق التشجيع، والإطراء والثناء الحسن لما يشاهده منهم من مبادرات حسنة، وأفعال طيبة، وإعطاء المجال واسعاً للاعتماد على النفس بما يكلفهم به من أعمال، دون نقد وتجريح إذا لم يحسنوا الأداء، بل التوجيه الحسن، والكلمة الطيبة، والحذر كل الحذر من إيصال الرسائل السلبية مثل: «أنت عاجز»، «أنت مجرم»، «أنت فاشل»، «أنت لا تستطيع فعل شيء»، «إخوانك أفضل منك»، «أنت فاسد»، بل استبدالها بالرسائل الإيجابية الطيبة، التي تبعث على الثقة بالنفس، وتحدثها بالإنجاز مثل: «أنت شاب صالح»، و«أنت يُعتمد عليك»، و«أنت خليفتي»، و«أنت مبتكر»، و«أنت ممتاز»، وما شابهها من الكلمات. | |||
6- الدعاء: فالدعاء يترجم الاعتقاد بأن كل ما تقوم به من أسباب، لا يمكن أن يتحقق من غير توفيق من الله تعالى، فندعوه لصلاحهم، وهدايتهم، وأن يجعل منهم دعاة إصلاح، ومفاتيح خير ومغاليق شر، وأن يعيننا على تربيتهم تربية صالحة، وأن يجنبهم رفقة السوء، وأن يحصنهم مما يفسدهم ويضعفهم. | '''6- الدعاء:''' فالدعاء يترجم الاعتقاد بأن كل ما تقوم به من أسباب، لا يمكن أن يتحقق من غير توفيق من الله تعالى، فندعوه لصلاحهم، وهدايتهم، وأن يجعل منهم دعاة إصلاح، ومفاتيح خير ومغاليق شر، وأن يعيننا على تربيتهم تربية صالحة، وأن يجنبهم رفقة السوء، وأن يحصنهم مما يفسدهم ويضعفهم. | ||
الهوامش : (1) رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني (صحيح الجامع الصغير 793). (2) رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني (صحيح الجامع الصغير 1613). (3) رواه البخاري، الفتح (10 / 5997). | الهوامش : (1) رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني (صحيح الجامع الصغير 793). (2) رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني (صحيح الجامع الصغير 1613). (3) رواه البخاري، الفتح (10 / 5997). | ||
[[تصنيف:تصفح | [[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] | ||
[[تصنيف:أراء وأفكار]] | [[تصنيف:أراء وأفكار]] | ||
[[تصنيف:أراء وأفكار تربوية تنموية]] | [[تصنيف:أراء وأفكار تربوية تنموية]] |
مراجعة ١٦:٢١، ٧ يناير ٢٠١١
بقلم: م / عبد الحميد البلالي
ذكرنا في العدد السابق الصفة التاسعة عشرة وهي تكوين الأسرة الصالحة، والتي تنقسم إلى قسمين، الزوجة والأبناء، وقد تناولنا فيه الزوجة، ونتحدث في هذا العدد عن أسس التربية الصحيحة لتربية الأبناء. متى يكون الأبناء قرة أعين؟ يقول تعالى عن صفة عباد الرحمن في دعائهم لله تعالى: {وّالَّذٌينّ يّقٍولٍونّ رّبَّنّا هّبً لّنّا مٌنً أّزًوّاجٌنّا وّذٍرٌَيَّاتٌنّا قٍرَّةّ أّعًيٍنُ وّاجًعّلًنّا لٌلًمٍتَّقٌينّ إمّامْا }(الفرقان)، فقرة العين بالأبناء، والتي تجلب لصاحبها السعادة، والهدوء النفسي، ويذوق من خلالها أحد أبرز لذائذ الحياة، لا تتحصل بالأماني، وإنما ببذل الكثير من الجهود والأسباب، منها:
دعاء وراءه أسباب: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»(1)، هذا الدعاء من ولده الصالح له بعد موته، لم يأت من فراغ، ولم يجبره أحد أن يفعل ذلك، لولا وجود دوافع لذلك الولد دفعته أن يفعل ذلك طواعية، من أهمها، قيام والده وبذله ما يستطيع من أجل إصلاحه. استغراب وتساؤل من الآباء: ويتساءل الآباء والأمهات الصالحون عن سر ارتفاع منازلهم يوم القيامة من غير أعمال قاموا بها في الدنيا تستحق تلك المنازل، وإذا بهم يفاجؤون بالمفاجأة المفرحة بأن ذلك نتيجة جهودهم في تربية أبنائهم تربية صالحة، فكانت سبباً في تواصل الأجر حتى بعد مماتهم.. وذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: «إن الرجل لترتفع درجته في الجنة، فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك»(2).
قواعد التربية السليمة
ومن أهم هذه القواعد:
1- اختيار الأم الصالحة: لأن الاتفاق والتجانس التربوي والبيئة المتجانسة شرط أساسي في تهيئة البيئة الصالحة، فكان لزاماً على من أراد تربية أبنائه تربية صالحة أن يختار أولاً الزوجة الصالحة؛ حتى تتوافق معه على الهدف، وتعينه في تحقيقه، ذلك لأن الأم أكثر احتكاكاً بالأبناء من الآباء.
2- القدوة الصالحة: لا يمكن أن يتم نجاح العملية التربوية، ما لم يرى الأبناء نماذج حية للقيم التي يدعو لها الآباء، فحتى تصل هذه القناعة التربوية في أذهان وقلوب الأبناء يريدون أن يشاهدوا نموذج الصدق وعفة اللسان، والحرص على صلاة المسجد، والإنفاق على الفقراء، وحب الفقراء والمساكين، والتواضع، ماثلاً أمامهم وكذا بقية النماذج الأخلاقية، وبغير ذلك يغدو من الصعب جداً نجاح العملية التربوية الإصلاحية للأبناء.
3- الإشباع العاطفي: نحن كآباء وأمهات نحب أبناءنا فطرة، ولكنهم لا يحبوننا فطرة، بل على حسب ما نعطيهم من الحب والتقدير والاحتكاك؛ لأن الحب حاجة أساسية يحتاجها كل إنسان لينمو نمواً طبيعياً، وذلك عن طريق القُبلة والضمة، والاحتضان، وإيصال رسائل سمعية لآذانهم «أنا أحبكم»، «أنا أقدركم». وأهمية هذا الأمر، أن الأبناء لا يمكن أن يستمعوا لنا كآباء وأمهات حتى يحبوننا، فإذا ضمنّا محبتهم، فإننا نستطيع بعد ذلك غرس ما نريد من مفاهيم وقيم، ومن خلال مشاهداتنا الحياتية، نرى الكثير من المجرمين والمنحرفين يشتركون في سبب مهم، وهو حرمانهم العاطفي الذي فقدوه من والديهم، والحياة القاسية التي تلقوها منهم.. ولذلك كانت عبارات الرسول صلى الله عليه وسلم شديدة لذلك الصحابي الجليل الذي استغرب تقبيل الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال: قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «من لا يرحم لا يرحم»(3)، وهناك روايات أخرى تدلل على منهجية التقبيل والضم التي كان يمارسها النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال كي يشبع عندهم الناحية العاطفية، لأهميتها التربوية.
4- إعطاء القيم وتعديل المسار: إن أهم واجب يقوم به الوالدان في تربية أبنائهما بعد الأسس الثلاثة التي ذكرناها؛ إعطاء القيم في المناسبات المختلفة، وضمن الأساليب المتنوعة، وتعديل المسار، أي ما يراه من اعوجاج يجلبه الأبناء من خارج أسوار البيت، سواءً من الأصدقاء أو الأقارب أو الإعلام، فيصحح المسار بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا الأمر من الصعب أن يتحقق دون احتكاك دائم بالأبناء والاستماع إليهم لاكتشاف المعوج من القيم المجلوبة، وتشجيعهم على الصواب، والمبادرات الحسنة التي يراها منهم.
5- تنمية الثقة بالنفس: وذلك عن طريق التشجيع، والإطراء والثناء الحسن لما يشاهده منهم من مبادرات حسنة، وأفعال طيبة، وإعطاء المجال واسعاً للاعتماد على النفس بما يكلفهم به من أعمال، دون نقد وتجريح إذا لم يحسنوا الأداء، بل التوجيه الحسن، والكلمة الطيبة، والحذر كل الحذر من إيصال الرسائل السلبية مثل: «أنت عاجز»، «أنت مجرم»، «أنت فاشل»، «أنت لا تستطيع فعل شيء»، «إخوانك أفضل منك»، «أنت فاسد»، بل استبدالها بالرسائل الإيجابية الطيبة، التي تبعث على الثقة بالنفس، وتحدثها بالإنجاز مثل: «أنت شاب صالح»، و«أنت يُعتمد عليك»، و«أنت خليفتي»، و«أنت مبتكر»، و«أنت ممتاز»، وما شابهها من الكلمات.
6- الدعاء: فالدعاء يترجم الاعتقاد بأن كل ما تقوم به من أسباب، لا يمكن أن يتحقق من غير توفيق من الله تعالى، فندعوه لصلاحهم، وهدايتهم، وأن يجعل منهم دعاة إصلاح، ومفاتيح خير ومغاليق شر، وأن يعيننا على تربيتهم تربية صالحة، وأن يجنبهم رفقة السوء، وأن يحصنهم مما يفسدهم ويضعفهم.
الهوامش : (1) رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني (صحيح الجامع الصغير 793). (2) رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني (صحيح الجامع الصغير 1613). (3) رواه البخاري، الفتح (10 / 5997).