الفرق بين المراجعتين لصفحة: «النجش والحيلة»
ط (حمى "النجش والحيلة" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد))) |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
النجش والحيلة | '''<center>النجش والحيلة </center>''' | ||
'''بقلم : الأستاذ أحمد أحمد جاد''' | |||
وكل شئ قصد به تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرّم الله كان آثماً .. وليس من أخلاق المؤمنين الفرار من أحاكم الله بالحيل الموصلة إلى إبطال الحق ، هذا وقد لعن الله المحلل والمحلل له .. وقال النبى | '''النجش هو''' الزيادة فى ثمن السلعة ممن لا يريد شراءها ، ليقع غيره فيها ، فالناجش يثير الرغبة فى السلعة ، وقد يتواطأ مع البائع فيشتركان فى الإثم .. والنجش خديعة ، وقيل للصائد ناجش لأنه يحتال على الصيد ويخدعه .. وفيه غرر للراغب فى السلعة وترك النصيحة التى هو مأمور بها ، قال النووى : وهذا حرام بالإجماع ، وفى الحديث عن ابن عمر '''(( نهى النبى (ص) عن النجش ))''' البخارى ومسلم .. '''(( والناجش آكل ربا خائن ))''' البخارى .. وقد أجمع العلماء أن الناجش عاص بفعله . | ||
'''والحيلة :''' ما يتوصل به إلى مقصود بطريق خفى ، فإن توصل بها بطريق مباح إلى إبطالى حق أو إثبات باطل فهى حرام ، أو إلى إثبات حق أو دفع باطل فهى واجبة أو مستحبة وقال الشاطبى فى الموافقات : الحيلة تقديم عمل ظاهر الجواز لإبطال حكم شرعى وتحويله فى الظاهر إلى حكم آخر ، فمآل العمل فيه خرم قواعد الشريعة فى الوقع ، كالواهب ماله عند رأس الحول فراراً من الزكاة ، فإن أصل الهبة على الجواز ، ولو منع الزكاة من غير هبة كان ممنوعاً ، فالقصد من الهبة منع الزكاة وذلك إذا كان ينوى التهرب من الزكاة .. وقال ابن حجر : من نوى بعقد البيع الربا وقع فى الربا ولا يخلصه من الإثم صورة البيع ، ومن نوى بعقد النكاح التحليل كان محللا ملعونا ولا يخلصه من الإثم صورة البيع . | |||
وكل شئ قصد به تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرّم الله كان آثماً .. وليس من أخلاق المؤمنين الفرار من أحاكم الله بالحيل الموصلة إلى إبطال الحق ، هذا وقد لعن الله المحلل والمحلل له .. وقال النبى (ص) '''(( قاتل الله اليهود حُرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها وأكلوا ثمنها ))''' البخارى . وجملوها : أى أذابوها ، وفى رواية أبى داود (( وأكلوا أثمانها وإن الله إذا حرم على قوم أكل شئ حرم عليهم أكل ثمنه )) .. وبسبب ظلمهم وفسقهم ، حرم الله على اليهود الصيد فى يوم السبت وكان السمك يظهر فوق الماء فى هذا اليوم ، أما بقية الأسبوع فيكاد يختفى !! ومن ثم احتالوا بنصب الشباك حول السمك فحبسوه ولم يخرجوه من الماء إلا بعد السبت ! فانتهلكوا محارم الله واستحلوا ما حرم الله .. ومن هنا عاقبهم بأن جعلهم '''( قردة خاسئين )''' راجع آيات سورة الأعراف من : 163 / 166 .. وفى ذلك يقول النبى (ص) '''(( لاترتكبوا ما ارتكب اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل ))''' ابن كثير فى تفسيره . |
مراجعة ٠٩:٥٩، ٢٢ يوليو ٢٠١٠
بقلم : الأستاذ أحمد أحمد جاد
النجش هو الزيادة فى ثمن السلعة ممن لا يريد شراءها ، ليقع غيره فيها ، فالناجش يثير الرغبة فى السلعة ، وقد يتواطأ مع البائع فيشتركان فى الإثم .. والنجش خديعة ، وقيل للصائد ناجش لأنه يحتال على الصيد ويخدعه .. وفيه غرر للراغب فى السلعة وترك النصيحة التى هو مأمور بها ، قال النووى : وهذا حرام بالإجماع ، وفى الحديث عن ابن عمر (( نهى النبى (ص) عن النجش )) البخارى ومسلم .. (( والناجش آكل ربا خائن )) البخارى .. وقد أجمع العلماء أن الناجش عاص بفعله .
والحيلة : ما يتوصل به إلى مقصود بطريق خفى ، فإن توصل بها بطريق مباح إلى إبطالى حق أو إثبات باطل فهى حرام ، أو إلى إثبات حق أو دفع باطل فهى واجبة أو مستحبة وقال الشاطبى فى الموافقات : الحيلة تقديم عمل ظاهر الجواز لإبطال حكم شرعى وتحويله فى الظاهر إلى حكم آخر ، فمآل العمل فيه خرم قواعد الشريعة فى الوقع ، كالواهب ماله عند رأس الحول فراراً من الزكاة ، فإن أصل الهبة على الجواز ، ولو منع الزكاة من غير هبة كان ممنوعاً ، فالقصد من الهبة منع الزكاة وذلك إذا كان ينوى التهرب من الزكاة .. وقال ابن حجر : من نوى بعقد البيع الربا وقع فى الربا ولا يخلصه من الإثم صورة البيع ، ومن نوى بعقد النكاح التحليل كان محللا ملعونا ولا يخلصه من الإثم صورة البيع .
وكل شئ قصد به تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرّم الله كان آثماً .. وليس من أخلاق المؤمنين الفرار من أحاكم الله بالحيل الموصلة إلى إبطال الحق ، هذا وقد لعن الله المحلل والمحلل له .. وقال النبى (ص) (( قاتل الله اليهود حُرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها وأكلوا ثمنها )) البخارى . وجملوها : أى أذابوها ، وفى رواية أبى داود (( وأكلوا أثمانها وإن الله إذا حرم على قوم أكل شئ حرم عليهم أكل ثمنه )) .. وبسبب ظلمهم وفسقهم ، حرم الله على اليهود الصيد فى يوم السبت وكان السمك يظهر فوق الماء فى هذا اليوم ، أما بقية الأسبوع فيكاد يختفى !! ومن ثم احتالوا بنصب الشباك حول السمك فحبسوه ولم يخرجوه من الماء إلا بعد السبت ! فانتهلكوا محارم الله واستحلوا ما حرم الله .. ومن هنا عاقبهم بأن جعلهم ( قردة خاسئين ) راجع آيات سورة الأعراف من : 163 / 166 .. وفى ذلك يقول النبى (ص) (( لاترتكبوا ما ارتكب اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل )) ابن كثير فى تفسيره .