الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:رحلة لا مثيل لها»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٩: سطر ٩:
<div class="reflist4" style="height: 400px; overflow: auto; padding: 3px" >
<div class="reflist4" style="height: 400px; overflow: auto; padding: 3px" >


[[ملف:رحلة-لا-مثيل-لها.gif|يسار|160بك]]
تغذي تجربة الحج إلى بيت الله الحرام مشاعر المسلمين بالوحدة والإرتباط ببعضهم البعض، بغض النظر عن العرق والأصل، وتقتلع هذه الشعيرة العظيمة كل المشاعر العنصرية من جذورها من القلوب، ولعل من أبرز المتأثرين بهذه التجربة الثرة، المفكر الأمريكي الزنجي مالكولم إكس، الذي كانت التصورات العرقية والعنصرية مؤثرة فيه إلى حد كبير، ولكنه بعد الحج، عاد ليكتب إلى أصدقائه، رسالة شهيرة جاء في بعض أجزائها:
" في خلال الأحد عشر يوما الماضية التي قضيتها في العالم الإسلامي لقد أكلت من نفس الطبق، وشربت من ذات الإناء، ونمت على ذات الفراش، هذا بينما كنا نصلي لذات الإله، مع جموع المسلمين من ذوي العيون الأكثر زرقة، والشعر الأشد شقرة، والبشرة الأنصع بياضا، والذين هم في كلامهم مثلما هم في أفعالهم، أحسست بنفس الصدق الذي أحسسته في المسلمين من نيجيريا وغانا والسودان"
إن نفس قصد الإنسان عندما يخرج من بيته ويبدأ الرحلة إلى بيت الله الحرام ، لا يكون شأنه فيها في عامة الرحلات ، فإن جلّ همه يكون في هذه الرحلة منصرفاً إلى الله تعالى ، وتزداد في قلبه عواطف الحب والاشتياق إلى بيته الحرام.
وعلى قدر ما ينطوي عليه بعد السفر ، ويشعر بدنو الكعبة ، تزداد فيه عاطفة الحب، وتتضاعف جاذبية الشوق ، وينفر قلبه من الذنوب والمعاصي ويندم على ذنوبه السالفة ، ويدعو ربه ، ويتضرع إليه أن يوفقه لطاعته في الأيام الباقية من حياته ، ويبدأ يشعر بلذة غيرعادية في ذك ر الله تعالى وعباداته ، ويسجد سجدات طويلة لا يطيب له أن يرفع منها رأسه . وكذلك عندما يتلو القرآن ، فشتان بين ما يحسه من اللذة وما كان يحسه منها من قبل . وعندما يصوم يجد حلاوة ما كان يجدها من قبل . ثم عندما يدخل أرض الحجاز ويطأها بقدمه ، يتمثل في عينيه تاريخ الإسلام في مراحله الأولى ، ويشاهد في كل بقعة من بقاع تلك الأرض الطاهرة ، آثار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وأحبهم وأحبوه ، وضحوا في سبيله بأموالهم وأنفسهم ، وتشهد له كل ذرة رمل في تلك البقعة بعظمة الإسلام، وتنطق كل حصاة من حصاها بأن هذه هي الأرض المقدسة التي بدأ منها الإسلام، وانبثق منها نوره وعلت منها كلمته . فهكذا يمتلئ قلب المسلم ولعاً بالله تعالى ، وحبا لدينه . وعندما يرجع إلى وطنه ، يجد في قلبه أثراً من آثار الإسلام لا يمحى إلى آخرأيام حياته.
[[أبو الأعلي المودودي]]




</div><noinclude> </noinclude>
</div><noinclude> </noinclude>
|}
|}

مراجعة ١٦:١٧، ١٨ يونيو ٢٠١٠


" رحلة لا مثيل لها "

رحلة-لا-مثيل-لها.gif

تغذي تجربة الحج إلى بيت الله الحرام مشاعر المسلمين بالوحدة والإرتباط ببعضهم البعض، بغض النظر عن العرق والأصل، وتقتلع هذه الشعيرة العظيمة كل المشاعر العنصرية من جذورها من القلوب، ولعل من أبرز المتأثرين بهذه التجربة الثرة، المفكر الأمريكي الزنجي مالكولم إكس، الذي كانت التصورات العرقية والعنصرية مؤثرة فيه إلى حد كبير، ولكنه بعد الحج، عاد ليكتب إلى أصدقائه، رسالة شهيرة جاء في بعض أجزائها:

" في خلال الأحد عشر يوما الماضية التي قضيتها في العالم الإسلامي لقد أكلت من نفس الطبق، وشربت من ذات الإناء، ونمت على ذات الفراش، هذا بينما كنا نصلي لذات الإله، مع جموع المسلمين من ذوي العيون الأكثر زرقة، والشعر الأشد شقرة، والبشرة الأنصع بياضا، والذين هم في كلامهم مثلما هم في أفعالهم، أحسست بنفس الصدق الذي أحسسته في المسلمين من نيجيريا وغانا والسودان" إن نفس قصد الإنسان عندما يخرج من بيته ويبدأ الرحلة إلى بيت الله الحرام ، لا يكون شأنه فيها في عامة الرحلات ، فإن جلّ همه يكون في هذه الرحلة منصرفاً إلى الله تعالى ، وتزداد في قلبه عواطف الحب والاشتياق إلى بيته الحرام.

وعلى قدر ما ينطوي عليه بعد السفر ، ويشعر بدنو الكعبة ، تزداد فيه عاطفة الحب، وتتضاعف جاذبية الشوق ، وينفر قلبه من الذنوب والمعاصي ويندم على ذنوبه السالفة ، ويدعو ربه ، ويتضرع إليه أن يوفقه لطاعته في الأيام الباقية من حياته ، ويبدأ يشعر بلذة غيرعادية في ذك ر الله تعالى وعباداته ، ويسجد سجدات طويلة لا يطيب له أن يرفع منها رأسه . وكذلك عندما يتلو القرآن ، فشتان بين ما يحسه من اللذة وما كان يحسه منها من قبل . وعندما يصوم يجد حلاوة ما كان يجدها من قبل . ثم عندما يدخل أرض الحجاز ويطأها بقدمه ، يتمثل في عينيه تاريخ الإسلام في مراحله الأولى ، ويشاهد في كل بقعة من بقاع تلك الأرض الطاهرة ، آثار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وأحبهم وأحبوه ، وضحوا في سبيله بأموالهم وأنفسهم ، وتشهد له كل ذرة رمل في تلك البقعة بعظمة الإسلام، وتنطق كل حصاة من حصاها بأن هذه هي الأرض المقدسة التي بدأ منها الإسلام، وانبثق منها نوره وعلت منها كلمته . فهكذا يمتلئ قلب المسلم ولعاً بالله تعالى ، وحبا لدينه . وعندما يرجع إلى وطنه ، يجد في قلبه أثراً من آثار الإسلام لا يمحى إلى آخرأيام حياته.

أبو الأعلي المودودي