الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سلامات هاشم»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
== سلامات هاشم == | == سلامات هاشم == | ||
[[ملف:سلامات هاشم.jpg|تصغير|<center>'''الشيخ سلامات هاشم'''</center>]] | [[ملف:سلامات هاشم.jpg|تصغير|<center>'''الشيخ سلامات هاشم'''</center>]] | ||
سطر ٥٨: | سطر ٥٧: | ||
[[تصنيف:أعلام من الفليبين]] | [[تصنيف:أعلام من الفليبين]] | ||
[[تصنيف:المقالة الجيدة]] | [[تصنيف:المقالة الجيدة]] | ||
[[تصنيف:مقالة جيدة أعلام]] |
مراجعة ٠٤:٢٤، ٩ يونيو ٢٠١٠
سلامات هاشم
وصل الإسلام الى جزر الفليبين منذ مئات السنين على أيدي التجار المسلمين الذين نشروا الإسلام في مناطق شرق وجنوب شرق آسيا، وقد استعمر الإسبان الفليبين منذ عام 1521م، واستمر وجودهم حوالي 375 سنة، وبعدهم استعمرها الأمريكان الذين استمروا بها ما يقرب من 47 سنة، حتى نالت استقلالها في 4 تموز 1946م. أما عاصمتها مانيلا فكانت تحريفاً لاسمها الأصلي: أمان الله.
وفي ظل الاستعمار الإسباني والأمريكي تركزت الحملات التبشيرية في الفلبين حتى أصبح المسلمون أقلية متركزة في الجنوب، وخاصة في ميندناو. وقد عانوا - وما زالوا يعانون- من التمييز ضدهم ومحاربة الحكومة المركزية لهم؛ لأنهم يسعون للانفصال عنها وإقامة دولة خاصة بهم.
وكان من طلائع المجاهدين المسلمين في الفليبين الشيخ الأزهري سلامات هاشم الذي كان من أولئك النفر الذين تصدوا لقيادة قضية المسلمين في الفليبين.
رحلة حياة
ولد سلامات هاشم في7 تموز عام 1942 جنوب الفليبين في ميندناو لعائلة متدينة، وتعلم على يد والدته التي تولت رعايته وإرشاده وتوجيهه، وعندما وصل إلى سن السادسة كان قد حفظ من سور القرآن الكريم، فالتحق بالتعليم الرسمي، وأنهى تعليمه الأساسي عام 1954م، وبعد ذلك التحق بالتعليم الثانوي.
وفي عام 1958 قرر سلامات الحج إلى بيت الله الحرام، وتحققت أمنيته، وكانت فرصة مناسبة التقى خلالها بالشيخ الزواوي الذي اهتم به اهتماما خاصا، وظل سلامات مواظباً على حضور حلقاته بالحرم الشريف لعدة أشهر، إلى أن انتقل إلى القاهرة عام 1959 لإتمام تعليمه هناك، وكانت القاهرة آنئذٍ مركزا سياسيا نشطا في العالم العربي، وهناك التحق بالتعليم الأزهري؛ فدرس في معهد البعوث الإسلامية، وتخرج فيه عام 1963، ثم التحق بكلية أصول الدين؛ حيث درس العقيدة الإسلامية والفلسفة، وتخرج فيها عام 1967.
وقد تعلم في مصر على يد أساتذة ومشايخ عديدين داخل الأزهر وخارجه، منهم الشيخ محمد الغزالي ، والدكتور عبد الواحد وافي والشيخ حسن السيد سابق، والشيخ حسن الباقوري وغيرهم.
ومن نفس الجامعة استطاع أن يحصل على الماجستير عام 1969، وواصل تحضيره لنيل درجة الدكتوراة، لكنه لم يكملها، واضطر للعودة إلى الفليبين عام 1970 للمشاركة في تنظيم ثورة مسلمي المورو ضد الحكومة الفليبينية.
زعامة مبكرة
كان سلامات أثناء دراسته في القاهرة من الطلاب النشطين، وكان نشاطه هذا يميل إلى الثورية؛ دفعه إلى ذلك ما كان يتعرض له إخوانه المسلمون من ظلم واضطهاد، فعمل وسط جمعية الطلاب الفليبينيين المسلمين التي أسسها هو وبعض أعضاء حركة الإخوان المسلمين من إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وسنغافورة، وتولى هو رئاستها، وعلى إثر ذلك استدعته السلطات، وأغلقت مقر الجمعية، ثم سمح له بعد ذلك بتسجيلها بشكل رسمي.
ومن التجمعات التي كان له دور بارز فيها مجلس التضامن لجمعيات الطلاب جنوب شرق آسيا، وتقلد منصب السكرتير العام لهذا المجلس، وكان هذا المجلس يتكون من الطلاب القادمين من بورما وماليزيا وإندونيسيا واليابان وتايلاند وفيتنام وكمبوديا وغيرها.
وارتبط سلامات بجماعة الإخوان المسلمين في مصر ارتباطا روحياً وتأثر بأفكارها، ولاقى بسبب ذلك معاناة من الأجهزة الأمنية آنذاك التي استدعته وحققت معه، وفرضت رقابة على طلاب الوفود الإسلامية الذين يدرسون بمصر، وكان سلامات هاشم أحدَ هؤلاء الطلاب.
مورو الإسلامية
عند عودته أسس سلامات «جبهة تحرير مورو الإسلامية»، وتأثر في عمله بالجبهة بمناهج الحركات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي، وخاصة الإخوان المسلمين بمصر، والجماعة الإسلامية بباكستان، واهتم بتربية الشباب الفليبيني المسلم تربية إسلامية صحيحة بعيدة عن البدع والخرافات، اعتمدت على بث روح التدين في نفوسهم وإلهاب حماسهم الجهادي. واستغل الغابات الكثيرة التي تتميز بها جزيرة ميندناو ومناطقها المختلفة في إقامة المعسكرات التربوية والجهادية لهؤلاء الشباب الذين كان يجهل أكثرهم دينه؛ نظراً للتغريب والتبشير الدؤوب الذي تقوم به المنظمات والحكومات الغربية والحكومة الفليبينية في المناطق الإسلامية، ونجحت هذه الطريقة في جذب الشباب المسلم حتى وصلت أعدادهم إلى الآلاف.
إلا أن الأمر بالنسبة لجبهة تحرير مورو لم يسِر كما رتب له سلامات؛ حيث بدأت بعض المنظمات المتطرفة في الفليبين مثل منظمة أطلق عليها اسم «الفئران» تعتدي على المسلمين، وكانت الحكومة الفليبينية آنئذ تدعم هذه المنظمات في الخفاء، رغم أنها أزهقت عشرات الأرواح من نساء وأطفال وشباب وشيوخ، وتم هتك أعراض واعتداء على حرمات؛ لذلك ما كان لسلامات أن يقف عاجزاً إزاء هذا الوضع المأساوي؛ فاضطر لخوض المعركة قبل أن تكتمل لديه العدة الكافية لخوض مثل هذا الصراع؛ حيث كان قد أعد خطة تربوية تستمر 5 سنوات دون اللجوء للسلاح، فبدأ صراعاً من أجل الاستقلال عن الحكومات الفليبينية المختلفة المدعومة من الدول الاستعمارية الكبرى.
واستمر الصراع عقوداً طويلة، خاضت فيها الجبهة حرباً ضد جيش الرئيس الفليبيني ماركوس، وبعد انقطاع المساعدات وتخلي الدول المجاورة عن مناصرة قضية المسلمين في الفليبين، وبعد ضغوط من عدد من الدول الإسلامية.. توقف القتال، ودخل الطرفان في مفاوضات سلمية، واستمر الوضع بين الجبهة والحكومات الفليبينية بين شد وجذب؛ مفاوضات، وصراع تتبعه مفاوضات، وهكذا إلى الوقت الحاضر دون أن يحسم الأمر لأحد الطرفين، فلم يحصل المجاهدون بعدُ على استقلالهم، ولم تستطع الحكومة الفليبينية أن تقضي عليهم.
ونظراً لنشأة سلامات الإسلامية وتعليمه الديني وتأثره بسيد قطب وأبو الأعلى المودودي؛ فقد كان الإسلام بالنسبة له هوية يصعب التنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف؛ لذلك انفصل سلامات عن الجبهة الموحدة التي ضمت رجاله مع رجال نور ميسواري عندما التزم نور بالعمل بالإسلام، وتم اختيار نور لرئاسة جبهة تحرير مورو التي تشمل الفصيلين: الإسلامي بقيادة سلامات والوطني بقيادة ميسواري.
وعلى الرغم من أن التيارين مختلفان في أفكارهما فقد جمعهما هدف واحد، هو المقاومة والتحرير واستعادة الحقوق. وبمرور الوقت قرر أصحاب الاتجاه الإسلامي الانفصال عن الجبهة الموحدة، وكان ذلك عام 1979، والتف هؤلاء حول زعيم جبهة تحرير مورو الإسلامية التي تضم أكثر من 12 ألف عضو من الإسلاميين.
سلاماً سلامات
من الممكن أن نوجز الحديث عن سلامات في أنه: مجاهد مسلم أزهري، كانت التربية شغله الشاغل لتنشئة جيل مسلم يحقق طموحات الإسلام، وهو كذلك عاشق للعلم والقراءة حتى لو كان الأمر وهو في الغابة مع جنوده وسط الأحراج، فلم تكن تفارقه كتبه.. وهو كاتب من النوع الذي لا يكل قلمه، وخطيب مفوّه يتحدث العربية والإنجليزية ولغته المحلية. وعلى الرغم من اتباعه للمذهب الشافعي فقد كان على معرفة وافية بالكثير من المذاهب والآراء التي تخالفه.
وظل رحمه الله على هذا الدرب؛ درب العلم والتربية والجهاد إلى أن توفاه الله في الثالث عشر من تموز 2003، ودفن في اليوم التالي بإحدى مقاطعات جنوب الفليبين. وقد تأخر الإعلان عن وفاته حوالي أسبوعين حتى لا يؤثر هذا الإعلان على محادثات كان يتم الاتفاق بشأنها بين الحكومة الفليبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية.
المصدر: مجلة الأمان