الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكبارُ... الصغار»
لا ملخص تعديل |
ط (حمى "الكبارُ... الصغار" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد))) |
(لا فرق)
|
مراجعة ١٦:٤٣، ٦ فبراير ٢٠١٠
الكبارُ... الصغار
أ.د/ جابر قميحة
لا مبالغة إذا قلت إننا في شرقنا العربي نعيش عصر الكبار الصغار أجسادًا، أو سنًا، أو منصبًا ولكنهم في تفكيرهم، وثقافتهم، وسلوكهم وتأثيرهم ليسوا على المستوى المنشود المرجوُّ من أمثالهم في هذه المواقع، وهذه المواقع التي يعيشون لها وفيها، فهم كالصغار الذين لا يشعرون بالمسئولية ولا يرقون إلى أداء المهام المطلوبة على المستويين الخاص والعام، فهم شخصيات غير سوية يحكمهم الشذوذ، والتناقضات الذاتية التي تطرحها وتنفثها مجموعة من العقد لا يتسع المقام لذكرها وفي واحد من هؤلاء يقول ابن الرومي:
طول وعَرضٌ بلا عقلٍ ولا أدبِ فليس يصلح إلا وهْو مصلوبُ
وفي هؤلاء الكبار الصغار قلت في قصيدة نظمتها بعنوان "رسالة إلى بغداد". كـبـار ولكن صغار iiالعقول طـوال عـراض iiولـكـنهم لـهم صخب لا تقل لي iiالطبو رصـيدهمو غير نهب iiالشعو وكـم قـمـةٍ عـقدوا iiوانتهوْا أراهـم إذا نـظـروا iiلـلأمو ومـا شـغـلتهم قضايا iiالشعو
وعـارهـمـو يخجل الفرقدا
لـنـجـدتـنـا لم يمدوا iiيدا
لَ وفيضُ ضجيج يغطي المدى
ب من الشجبِ ما لم ولن iiينفدا
وكـلٌ إلـى الـخُلْف قد iiاخلدا
ر ضـريـرًا وأعورَ أو ارمدا
ب وعِرضٌ عليه العدوُّ iiاعتدى
وانصافًا لكبارنا أقول إنهم رواد في التصدي
الحاسم لجرائم اليهود، وأعداء الأمة العربية بالشجْب، والإدانة , والمسألة ليست سهلة كما يعتقد كثير من السذج والظلاميين، فإخراج بيان بشجب جريمة، كجريمة قتل أحمد ياسين مثلاً يحتاج إلى أوراق وأقلام، وإعمال الفكر، للخروج بمضمون قوي متسق يفضي أوله إلى آخره دون تكلف، أو تعسف , كما يحتاج الأمر إلى تجنيد الأقلام والمحليات والفضائيات لتشويه سمعة الصهاينة وقطع الطريق عليهم. وأمام قوة حجتنا في بيان الشجب والإدانة لن يستطيع قادة إسرائيل أن ينطقوا كلمة واحدة، وإن لجأوا إلى استخدام السلاح وطائرات الأباتشي والقنابل العنقودية، فكل ذلك دليل على العجز أمام منطقنا الشجْبي الساطع.
ويضيف واحد من الكبار جدًّا قوله : وحتى لا نُتهم بالتحيز للشعب الفلسطيني ومعاداة السامية (واللي في القلب في القلب)، الجأ إلى شجب الإرهاب من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, فالسياسة خبرة وتخطيط وليست لعب عيال . أما أنا – كاتب هذه السطور - فقلت مخاطبًا هؤلاء الكبار. أيـن لا أيـن كنتمو يوم iiغالوا اتـفـقتم على الخلاف iiوهجتم غـيـر أنـي أقول قمتم وثرتم فـشـجـبتم جريمة القوم iiحتى واذعـتـم فـي الإدانـات iiألفا تلك منكم بطولة يعجزو الأطفال
رجـلا أمـة بـه يـستضاء؟ وانـصرفتم وصمتكم iiضوضاء ولـكـم غـضـبة وفيكم اباء كـان للشجب في الدنى iiأصداء حـمـلـتـها وضجت الأنباء أن يـأتـوا مـثـلها iiوالنساء
تلك كانت بعض الملامح النفسية والسلوكية لهؤلاء الكبار الصغار فهم.
الراكعون الساجدون لكل نذل مفترِي
البائعون الأرضَ بالذهب البغيِّ الأصفر
والباذلون العرضَ دون تردد للمشتري
عاشوا أصواتهم أعلى من قاماتهم , وألسنتهم أرجح من عقولهم , ورؤيتهم لا تتجاوز أنوفهم فأضاعوا البلاد والعباد . وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر:رابطة أدباء الشام